يعرف الطلاق بأنه إنفصال أحد الزوجين عن الآخر ، وعرفه علماء الفقه بأنه ” حل عقد النكاح ” والطلاق هو أبغض الحلال إلى الله ، وفى سورة البقرة يقول الله تعالى {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ } والحقيقة أن هناك كتب ومراجع ومناهج تدرس فى كليات الشريعة والقانون عن أحكام الزواج والطلاق .. إلخ
ومايهمنا هنا هو ماتناولته وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعى فى الفترة الأخيرة عما يسمى” المحلل ”
والمقصود ب “المحلل” هو أن يتزوج رجل من إمرأة طُلقت 3 مرات من زوجها السابق ، ثم يطلقها ، بهدف إتاحة الفرصة للزوجة للعودة مرة أخرى إلى زوجها السابق ، لأنه وفقا لـ مذهب أهل السنه لايحل الزواج بعد طلاق لـ ” ثلاث ” مرات إلا بعد الزواج من شخص آخر .
وزواج المحلل وفقا لهذا التعريف أمر غير مشروع فى السنة لما روى عن الرسول (ص) ” لعن اللَّه المحلل والمحلل له” وبأيضا بإجماع أهل الفقه . والحقيقة أنى تعجبت من تهافت وسائل الإعلام المرئية على إستضافة من يسمى نفسه ” محلل شرعى ” ويقول أنه تزوج وطلق 33 مره فى عامين ، وماتناولته وسائل التواصل الإجتماعى من تحقيقات فى هذا الشأن ، وأنا لا أدرى أى تفسخ هذا الذى أصاب مجتمعاتنا ، ولماذا تثار مثل هذه القضايا بدايه فى وسائل الإعلام ؟
هناك حالة من الجدل الشديد إنتابت الشارع المصرى بعد ما أثير بما يعرف بـ”زواج المحلل” ، الذي يرفضه الدين الإسلامي ، وحسنا
فعلت دار الإفتاء المصرية عندما علقت وحسمت الأمر بأن الزواج بشرط التحليل “حرام شرعاً بإتفاق الفقهاء” . وقالت : إن وضع أي
شروط أو تحديد الزواج بمدة يبطله ، وأن نبي الإسلام محمد قال ” لعن المحلل والمحلل له”. وعلى الرغم مما إنتهت إليه دار الإفتاء
المصرية إلا القانون المصرى لايحرمه ، مع الوضع فى الإعتبار أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساس في التشريع ويليها في
المرتبة الثانية الدستور ثم يليه العرف .. إلخ . وهو أمر يسترعى الإنتباه .
أما عن حكم المحلل الشرعى كما ورد فى كتب الفقه ” إذا طلق الزوج زوجتة ثلاث تطليقات ، فقد بانت منه بينونة كبرى ، ولا يملك
مراجعتها لا فى عدتها ولا بعد إنتهائها ، إلا إذا إنقضت عدتها ، وتزوجت زوجا آخر ، ودخل بها، ثم طلقها ، ثم انتهت عدتها منه ” وهنا
يحل للزوج الأول نكاحها بعقد ومهر جديدين لقوله تعالى “الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان” . وقوله تعالى ” فَإِنْ