مقالات عبد الناصر البنا : طنطاوى .. بطل تسليم الخونة للمصريين بواسطة جريدة الرئيس آخر تحديث 2021/09/27 at 8:01 مساءً عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية قل أن تجد رجلا يمكن أن يجمع المصريون على حبه مثل ما أجمعوا على حب القائد العام السابق للقوات المسلحة المصرية ، وزيرالدفاع والإنتاج الحربى المشير محمد حسين طنطاوى ” رحمه الله “ الذى وافته المنية مؤخرا شغل المشير طنطاوى منصب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد تنحي الرئيس مبارك في 11 فبراير 2011 م ، وظل حتى آداء الرئيس محمد مرسى لليمين الدستورية في 1يوليو 2012 م إلى أن أُحيل للتقاعد بقرار رئاسي إبان فترة حكم الإخوان في 12 أغسطس 2012 وطنطاوى هو إبن النوبة والمعروف أن أهل النوبة هم أهل جود وكرم ، والنوبة هى بوابة أفريقيا الشمالية ، وهى بلاد الذهب كما أطلق عليها الفراعنة ، وتتميز النوبة بطبيعتها الخلابة وبنيلها الصافى الذى أطفى على أهلها سمارا فى البشرة وبياضا فى القلب ، كما غمر النيل أرضها وأهلها بالكرم والسخاء ، وأطفى عليهم الأمانة والإخلاص ، والحقيقة أن كل من تعامل مع هذا الرجل عن قرب وجد فيه هذه الخصال الحميدة .المعلم والتلميذ المخلص هكذا كانت العلاقة التى جمعت ببن المشير حسين طنطاوى والرئيس عبدالفتاح السيسى ، فالسيسى ينظر إلى المشير أنه المعلم والقائد ، وكلاهما يعلم قدره ومكانته لدى الآخر فمنذ أن أصبح المشير حسين طنطاوى وزيرا للدفاع عام 1991 والسيسى هو أحد ضباطه المفضلين ، وهو الذى خصه بمهام متميزة فى طريق صعوده كضابط فى سلاح المشاة ، وعندما إندلعت ثورة يناير قاد طنطاوى المجلس العسكرى الذى أجبر الرئيس مبارك على التنحى ، وعين السيسى وقتها فى المجلس العسكرى ليكون أصغر عضو فيه لـ ولائه الشخصى لطنطاوى وبراعته السياسية 17 شهرا هى المدة التى قاد فيها المشير حسين طنطاوى المرحلة الانتقالية فى البلاد بإخلاص تام وتفانٍ وحكمة أدت إلى عبور الدولة المصرية إلى بر الأمان ، بعدما كانت معرضة للإنهيار والحرب الأهلية . ورغم ذلك إتهم حلالها بالمسئولية عن الدماء التى سالت والأرواح التى أزهقت خلال التظاهرات والإعتصامات ، والحقيقه أن حجم المؤامرة على مصر والمنطقة العربية كان عظيما . ولكنه إستطاع أن يجنب البلاد الفتن ، وأن يحفظ تفكيك الأجهزة الأمنية ، وأن تنمو قوه الجيش . وعندما صعد نجم السيسى وأصبح ويرا للدفاع إشترط ألا يلحق أى أذى بالمشير طنطاوى ، كما حرص على تكريمه والدفاع عنه فى حياتة وبعد مماته ، وبرأه من المسئولية عن الأحداث الدموية التى أعقبت سقوط مبارك وأقسم على ذلك وقال : كنت أحد المسئولين فى الوقت ده ، هذا الرجل برىء من أى دم ، أحداث محمد محمود ، أحداث ماسبيرو ، أحداث إستاد بورسعيد ، المجمع العلمى ، أى حاجه من الحاجات التى تمت فى تلك الفترة من تآمر لإسقاط الدولة ، والله هو برىء منها . من المؤكد أن موقف المشير حسين طنطاوى والقوات المسلحة المصرية هو من أهم أسباب نجاح ثورة 25 يناير وخاصة وأنها كانت فترة من أصعب الفترات فى تاريخ مصر الحديث ، ولعلنا نتذكر المشير حسين طنطاوى عندما نزل ميدان التحرير ببدلته المدنية وسلم على العساكر وعلى الناس وقد كنت وقتها رئيس تحرير ” برنامج مباشر من مصر ” الذى يذاع على شاشة القناة الفضائية المصرية وقد أحضر أحد الصحفيين لفريق عمل البرنامج مفاطع فيديو للمشير حسين طنطاوى وهو يتجول فى شوارع وسط البلد مرتديا البدلة المدنية ، وقد نقلت كل وسائل الإعلام المصرية والعربية وقتها الخبر نقلا عن القناة الفضائية المصرية وقيل وقتها أنها بروفة أو خطوة تمهد له الطريق ليكون رئيسا لمصر .. إلخ والحقيقة أن الرجل كان يريد أن يعطى إشارة أو رسالة طمأنة للشعب المصرى أولا وللقوات المسلحة ثانيا أنى أنا رمز القوات المسلجة معكم وأقف بجواركم فإثبتوا { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ } ، وأعتقد أنه لا أحد فى الشارع المصرى يمكن أن ينكر أن مشروع التوريث فى مصر كان لا محالة قادما ، وأن السيد جمال مبارك كان يدفع دفعا لأن يكون الرئيس القادم لمصر ، وأن كل المؤشرات والدلائل والطريقة التى كانت تدار بها البلاد كانت تؤدى إلى هذه النتيجة لولا وقوف المشير محمد حسين طنطاوى فى وجه مشروع التوريث وقوله دا على جثتى وجثة آخر جندى مصرى كما ذكر د.مصطفى الفقى فى مقابلة له . وأعتقد أن هذا كان سببا كافيا لكره السيدة الأولى وأولادها له ، وأعتقد أن هذا أيضا هو موقف اللواء عمر سليمان ” رحمه الله ” من مسألة التوريث ، فمصر ليست ميراثا لـ أحد !! لقد ظلم المشير طنطاوى ظُلما كثيرًا ، وتآمرت عليه جماعة الإخوان كثيرًا ، وأسىء إليه ، ولكنه كان دائمًا يقول “ربنا ح يأخذ حقي وحق مصر منهم” . منذ بدايه الأحداث كان المشير حسين طنطاوى يدرك دائمًا أنّ جماعة الإخوان يسعون للإستئثار بالسُلطة ، وأنها جماعة إرهابية لا يُؤْمَن لها ، وكان مدركًا أنّهم لن يستمروا طويلا ، وكان همه الأكبر هو إستقرار الدولة المصرية والحقيقة أنه نجح بإمتياز في أن يُحدث إنتقال للسلطة بشكل سلمي، دون حدوث إنشقاق بين صفوف القوات المسلحة أو حتى الشعب المصري لا لشىء إلا لأنّه كان شخصية عسكرية صلبة ، ورجل عسكري متمرس يدرك الأمور جيّدًا . غضب المشير طنطاوى ذات مرة عندما قيل أنه سلم المصريين للإخوان وقال : بل أنا سلمت الإخوان ( الخونه) للمصريين رحم الله المشير محمد حسين طنطاوى الذى نعاه الرئيس عبدالفتاح السيسى على “تويتر” قائلا : “فقدتُ اليوم أبا ومعلما وإنسانا غيورا على وطنه ، كثيرا ما تعلمت منه القدوة والتفاني في خدمة الوطن” أبطال البارالمبيةالاخوان الخونةالتوريثالرئيس السيسيالشارع المصري شارك FacebookTwitterGoogle+ReddItWhatsAppPinterestالبريد الإلكترونيTelegramطباعة