حنان خيري تكتب : النفس ونور الكلمة

” إن الكلمة الطيبة كالماء الذى يطفئ لهيب الغضب”
هذه الحكمة ينبغى وضعها فى الاعتبار لتكون أساسية فى تعاملاتنا وعلاقاتنا مع
الاهل والاقارب والأصدقاء ..فعندما يحدث سوء
تفاهم أو غضب فتكون الكلمة كالنور الذى يقضى على الظلام والحق الذى يرفض
الظلم ،
فالكلام بين المحبين يبنى جسر الامان للتواصل الصادق والشفافية والترابط ويسد
الثغرات التى يحاول البعض التسلل منها لإقتحام
وتدمير النفوس الطيبة وشرخ العلاقات السوية ..
وبالتالى عندما يصمت الكلام بين المحبين فتصاب القلوب بنزيف وعلامات استفهام
وتصرخ من ظلم الظلام
وجروح التخبط وهنا نتوقف ونتساءل هل من يزرع الصمت والتجهم لا يحصد التواصل والترابط ؟!
فى الفترة الماضية استمعت إلى مشاكل كثيرة وكلها تحمل معاني متشابهة واهمها ضياع الحوار الإنساني وأفتقاد الأمان
والأحساس بالسلام مع الآخر ..
ومن أهم الحكايات المتكررة التي لمست قلبي وازعجتني عندما كلمتني وهي تبكي وتقول أنا نفسي اعيش فى أمان وسلام
وهدوء ولكن لم أجده على مدي سنين عمرى !!
والمؤسف أن الطرف الآخر لم يفهم كلامها ولم يصله صوت معاناتها من عدم الوعي باسلوب المعاملات الإنسانية السوية والتعقل
فى المواقف وكيفية مواجهتها بحكمة وحنكة الحكماء !!
فبعض الناس يشعرون بأنهم محظوظون إذا كان لديهم العديد من المحبين سواء من الأهل أو الأصدقاء الحقيقيين الذى يجيدون لغة
التواصل وانتقاء الكلام والقدرة على التعامل  والتعايش دون الشعور بٱلآم جروح النفس والتأقلم على السيطرة على ثورة المشاعر
المبتورة الممزقة ..
ولكن ماهى العلاقات الطيبة المحبة ومن هم القائمون عليها ؟
هم الذين يتقبلوك كما انت بكل ما لديك من عيوب ومميزات ونقاط ضعف ونقاط قوة ،وطالما كان الإنسان يكسب علاقات ويخسر
علاقات أخرى بسبب أقواله فلابد أن يتوقف لفرز أخطاءه وتغييرها  وأختيار من يشبهه ويهدم تجاوزاته ويخرج من دائرة الظلم بكلام
العدل العادل بين الخير والشر والحق والكذب والحب والكراهية والشفافية والتلون..
فالمخلص لك هو الذى يقف بجانبك وقت تأزم الأمور ،ولن يتخلى عنك عند بادرة الخطر بل سيمنحك الدعم الكامل ويثق بك مهما
حدث،وكما تقول الحكمة القديمة   “لاتفسر أفعالك لأحد فمن يحبك ليس فى حاجة لتفسيرات وتوضيح،وأعداؤك لن يصدقوها”
ولذلك أنت لست فى حاجة لأن تثبت نفسك لناس يكنون لك الشر لتحتفظ بعلاقتك بهم فمهما قلت ومهما فعلت لهم فلن يتراجعون
لان ما بقلوبهم من قسوة لن يتراجع،فأعلم أن من المخلصين لك سيكونوا مرآة الحقيقة التى ترى فيها نفسك دون تشويه أو نفاق أو كذب
ولكن تنير امامك رؤية الأمور بوضوح وصدق وشفافية ولذلك سيتقبلونك  كما انت ،ولن ينتقدون ذلاتك أو عيوبك أو اختلاف طبيعتك
عنهم بل يشاهدون الجوانب الجميلة في اسلوبك ويسنوا على ميزاتك وخصالك الحميدة
..فالمخلص سيبذل كل جهده لإخماد المشاكل ومساعدتك لترتيب سلوكياتك وتصرفاتك التى تحط من شأنك أو تسئ اليك .
واخيرا أقول..الحفاظ على المعاملات والعلاقات الطيبة بين الاهل والاقارب والأصدقاء تتطلب  اللباقة والوضوح والود والثقة ولغة الحوار
المستمر اللائق بين المحبين للخير ..
ولكن صمت الكلام يحمل بين حروفه معانى قاسية لعلاقات مشروخة ومعاملات مشوهة محروقة واشلاء لقلوب ممزقة مكبوته وهنا
المعاملات تتحول لمقبرة تدفن فيها المشاعر الحقيقية الجميلة وتبقى الأقنعة المزيفة التى تشبه ما مات ودفن !!
فليس بين المحبين صمت بل اجمل ما يجمع بينهم الكلام وما يحمله من معانى ومشاعر شفافة صادقة راقية مهذبة  تربط بينهم .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.