عبد الناصر البنا يكتب : لعنة الثانوية العامة .. تطارد الجميع !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
إنفض مولد ” الثانوية العامة ” وبقيت اللعنة تطارد أولياء الأمور والطلاب ، إنتهى المولد وقد
خلفت الثانوية العامة مرارة فى الحشا ،
ومئات بل آلاف من الشكاوى المملوءه بالحسرة والندامة من أولياء الأمور على مستقبل
أبناءهم الذى ضائع فى ظل نظام تعليم فاشل ” من وجهة نظرهم “
نظام تعليم يتوقف فيه مستقبل الطالب على درجات عام دراسى واحد وفقا لما جرت به
المقادير ، وتأتى النتيجة دائما مخيبة للآمال ، ولاتلبى طموحات الطالب أو ولى أمره فى الإلتحاق بإحدى كليات القمة ، وتكون الندامة على ما أنفق من أموال على الدروس الخصوصية والكتب الخارجية .. إلخ
جاءت نتيجة الثانوية العامة هذا العام مخيبة لكل الآمال والتوقعات ، حيث بلغت نسبه النجاح
العامة للنتيجة هذا العام 74% ، وبلغت 76 % للشعبة العلمية ــ 70% للشعبة الأدبية ” من نسبة إلى عدد الطلاب الذين حضروا الإمتحانات وعددهم 582 ألف و 96 طالبا وطالبة ،
وإعتمدت النتيجة على الحظ أو ” حادى بادى ” كما لخصها أحد أولياء الأمور فى معاناته ، وهناك مايزيد عن الـ 153 ألف طالب وطالبة
رسبوا فى إختبارات هذا العام بنسبة رسوب 26% ،
والعجيب أن تجد طلابا مشهود لهم بالتفوق طوال سنى دراستهم ولم يتجاوز مجموع درجاتهم فى إختبارات هذا العام الـ 70% ،
والعبرة هنا ليست بنسبة النجاح وإنما بالمجموع !!
وحقيقة الأمر أنه كان هناك تخبط شديد فى إدارة منظومة إمتحانات الثانوية العامة هذا العام ، وأنا لا أدرى ما هى وجهة نظر وزير
التربية والتعليم فى أن يأتى إختبارا فى اللغة العربية مكونا من 60 سؤال ، عجز مدرسوا المادة فى الإجابة عليها ،
وأن يكون الوقت المخصص لتلك الاسئلة غير كافى ، وما زاد الطين بله أن يكون لكل سؤال أربعة إجابات متشابهة وأشيع أن من بينها
“إجابتين” صحيحتين ، وأن يتم التصحيح على نموذج به إجابة
” واحدة” صحيحة من بين الـ أربعة إجابات .
وهو أمر يستوجب المحاسبة ، وقد يفسر هذا آلاف التظلمات التى وصلت إلى الوزارة ، بل والوقفات الإحتجاجية التى نظمها أولياء
الأمور .
هذا بخلاف الغش الجماعى الذى حدث فى بعض لجان ” أولاد الذوات ” كما يطلق عليها كما حدث فى إحدى لجان محافظة الدقهلية ،
والذى ظهر فى إرتفاع نسب المتفوقين فيها ، وهو أمر يحتاج إلى إعادة نظر حتى لايتكرر ، كما أن هناك بعض التسيب قد حدث فى
بعض لجان الصعيد التى تم فيها الغش بواسطة السماعات والبلوتوث ، والغنيمة التى فاز بها بعض الطلاب ممن قسموا العام إلى
نصفين وإحتلوا كليات القمة ، وكلها أمور تحتاج إلى إعاده النظر والمسائلة فى التجاوزات .
ولعلنا نتذكر أن للثانوية العامة عادة ” بروبجندا ” كبيرة وتصريحات من المسئولين قد تكوم مخيبة للأمال فى أغلب الأحيان ،
فعندما يؤكد الوزير على مراعاة صعوبة الأسئلة أثناء التصحيح ، فهذا إقرار منه بصعوبة الأسئلة ، وأنها لم تكن فى متناول الطالب
المتوسط ، وعندما يصرح بأن المجاميع هترجع زى زمان فإنه يقصد ” ماتنظروش مجاميع عالية ” وهو ماحدث بالفعل .
ويكفى أن أشير إلى أن عدد الطلاب الذين حصلوا على نسبة من 90 : 95 % فى الشعبة العلمية حوالى 20 ألف طالب فقط .
يحدث هذا على الرغم من إختلاف المناهج الدراسية لمواد الثانوية العامة هذا العام ، ومع تطبيق منظومة الإمتحانات الجديدة وفقا
لنظام ” البابل شيت ” الذى أخذ الـ كثير من الوقت ، ورغم ذلك يشهد عام 2021 إرتفاعا ملحوظا فى عدد الطلاب الراسبين مقارنة
بالاعوام الماضية !!
ومن النتيجة المخيبة للآمال إلى ” مكتب التنسيق ” ورحله البحث عن كليات القمة التى إنخفضت نسب القبول بها ، وفقا لتدنى المجاميع ،
وأنا أشير هنا إلى كليات القمة بإعتبارها الـ ” حلم ” الذى يسعى إليه كثير من الطلاب وأولياء أمورهم ، في محاولة منهم لـ ضمان مستقبل أفضل ،
وفي سبيل ذلك يسعون إلى الالتحاق بالكليات الخاصة في الداخل أو الخارج فى دول مثل روسيا وأوكرانيا .. وغيرهما ، وهو ” الباب
الخلفى ” للحصول على تلك الشهادات ،
ورغم ذلك فإنهم يفاجئون عند تخرجهم بأن شهاداتهم غير مطابقة لشروط النقابة المهنية التى ترفض قيدهم ، وقد لا يحصلون على
ترخيص لـ مزاولة المهنة ، وفقا للشروط التى وضعتها تلك النقابات لقيد خريجي الجامعات الخاصة والأجنبية بها ،
وقد أشير إلى نقابة “الأطباء” التى أكدت على عدم زيادة الفرق فى مجموع الثانوية العامة عن 5% عن الحد الأدنى للقبول بكليات
الطب الحكومية المصرية في نفس سنة الحصول على الثانوية العامة ،
وإشترطت دراسة مواد ” الأحياء والكيمياء والفيزياء ” كمواد مؤهلة لدراسة الطب ، ويجب تقديم شهادة الثانوية العامة قسم علمي ،
أو شهادة توضح دراسة هذه المواد عند طلب القيد بالنقابة ،
وهنا أود أن أشير إلى أن التخصصات الجديدة فى ” الهندسة النووية ، الميكانرونيكس ، الفيزياء الحيوية ، علم التحكم الاَلي ، علم
الجينات ، النانو تكنولوجي ، القياسات الحيوية ، الذكاء الاصطناعي ، علوم البيانات والمعلومات ، والحاسبات ، الطباعة ثلاثية الأبعاد ،
السيارات ذاتية القيادة .. وغيرها “
والتوسع فى منظومة الجامعات الأهلية والتكنولوجية وقروع الجامعات الدولية وغيرها ، جاءت بإعتبارها روافد جديدة لرحلة تطوير
طويلة خاضتها منظومة التعليم العالى خلال السنوات السبع الماضية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة ،
وهى التخصصىات التى يجب أن يسعى أولياء الأمور لـ إلحاق أبناءهم بها بعيدا عن البحث عن حلم الشهادة الأجنبية التى لاتصلح إلا
للتعليق على الحائط ، خاصة وأن المستقبل سوف يكون لتلك التخصصات .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.