الدكتور صلاح عدس يكتب : محبوبة هارون فى ميزان النقد الأدبى

ليست هذه السطور من نوع النقد الانطباعي وإنما من نوع النقد الموضوعي ونناقش هنا شعرها

فى المديح وشعرها فى الرثاءوشعرها فى الغزل ، ومدى قربها او بعدها عن مفهوم الشعرية

فليس الشعر هو مجرد الكلام الموزون والمقفى كما قال ” ابن قدامة” فى كتابه ” المقدمة” وإنما

الشعر أيضاً هو كما قال الجاحظ فى كتابه “البيان والتبيين” .

إن الشعر هو تصوير بالكلمة ، أي أن الشعرية تستلزم الصورة والموسيقى والتكثيف والتركيز  وإلا

كانت “ألفية ابن مالك” شعراً ..

وخلافا لذلك نجد ما كتبته محبوبة هارون هو كلام تقريري مباشر وحين تقول مثلاً ” عيونهم من

زجاج فهم لا يبصرون ” نجد أن العبارة الأخيرة هي شرح للعبارة الأولى والشعر لا يشرح،

وقد قال عنها مثل هذا الكلام الدكتور وليد قصاب – وهى تعرفه جيدا – أي تعرف أنه ليس عدوا لها ، وقد قال ذلك فى مقدمة ديوانها “

ليل الهوى ” أو ” ليل الغرام” – لست أذكر – وفيه قصيدة تنبطح فيها على الأرض تحت أقدام من تحبه وتستعطفه بطريقة غير لائقة ..

أما شعرها فى المديح فلها قصيدتان عن شخصيتين مشهورتين فى عالم الصحافة والإعلام تمدحهما بطريقة فجة بل تصف أحدهما

بأنه النور والعدل والحق وهذه صفات من صفات الله ولا يصح أن يوصف بها أى إنسان

لأن فى ذلك شبهة فى العقيدة ، فكيف تكتب بعد ذلك قصائد فى مدح النبى صلى الله عليه وسلم وهى لم تصفه هو نفسه بهذه

الصفات ،

والأدهى من ذلك أنها من إتجاه فكرى مناقض تماما لمن مدحتهما وهى تبرر ذلك بأنها كانت مخدوعة فيهما وهذا هراء لأنهما لم

يخدعا أحداً وإنما أعلنا اتجاههما الفكري المناقض للإسلاميين منذ بداية ظهورهما

أما ثالثة الأثافى أى المصيبة الكبرى فهي قصيدتها فى رثاء ” الملاك” .. أتدرون من هذا الملاك ؟ إنه حفيد حسنى مبارك.. وأترك

التعليق للقارئ العزيز ..

أما عن لغتها فهي لغة ركيكة وعامية سوقية فهي لا تعرف اللغة العربية حين تستعمل حرف ” كما ” وبعده اسم على طريقة “

البنت جميلة كما البدر”

فان ” كما ” يأتي بعدها فعل وليس اسم مثلما فى قوله تعالى : ” وإذا قيل لهم أمنوا كما أمن الناس قالوا أنؤمن كما أمن السفهاء

ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ” البقرة أية رقم (13) وقوله صلى الله عليه وسلم ” افعل ما شئت كما تدين تدان” .

كانت هذه بعض المآخذ على شعرها ولغتها وما خفى كان أعظم ..