على باب مقهى ام كلثوم في احد شوارع مدينة انتويرب شمال بلجيكا كان كل شخص يدخل المقهى
يقف مذهولا قبل ان يستقر على كرسي وهو يشاهد في التلفزة مشهد ضرب برج مركز التجارة
العالمي في نيويورك وغيره وكنت من بين من تعرضوا للحظة الذهول هذه ودخلنا جميعا في نقاش حول
ماحدث وكان معظمنا من المصريين ومعنا عدد من ابناء الجاليات العربية من وتونس والمغرب والجزائر
والعراق وغيرهم وتباينت المواقف وقتها مابين الدهشة مما حدث وكيف نجح مجموعة من الشبان
توجيه لطمة قوية لوجه القوة العظمى في العالم واجبروا الرئيس الاميركي على الاختباء في مكان غير
معلوم والبعض الاخر اظهر غضبه مما حدث حزنا على ارواح المدنيين الابرياء والبعض الاخر لم يستطع ان
يخفي الشماتة في العنجهية الاميركية بحسب قولهم
وبعد ان خرج الرئيس الاميركي من المخبأ ، اعلن ان بلاده ستشن حربا على الارهاب والارهابيين
وستنتقم من كل المنظمات الارهابية التي ثبت تورطها في تهديد وترويع الشعب الاميركي او التي تهدد المصالح الاميركية والان
وبعد مرور عقدين من الزمان اصبح السؤال مطروحا وبقوة هل نجح الاميركيون فبي القضاء على الارهاب والارهابيين ؟
احيانا يريدونك ان تشعر ان امريكا هي رجل الامن العالمي الذي يفتخر بلعب هذا الدور لحماية العالم من الخطر واحيانا يحرصون
على توصيل رسالة بان امريكا بمفردها لاتستطيع ان تفعل كل شئ ولابد من تضافر كل الجهود الدولية وان يساهم الجميع في الحرب على الارهاب
ومابين هذا وذاك غابت الصورة الحقيقية لما يحدث في اطار مايعرف بالحرب على الارهاب فهناك اشياء واضحة ومعلومة للجميع مثل
عمليات المتابعة والملاحقة لاتباع بن لادن في افغانستان والاعلان عن مقتل زعيم التنظيم وبين سجون سرية في دول اوروبا
الشرقية للمشتبه في تورطهم بالارهاب ومعسكرات غوانتانامو وما ادراك مايحدث فيها ودون اي محاكمات
وبعد مقتل بن لادن بسنوات كان لابد من ظهور تنظيم جديد يبرر مايمكن القيام به من عمليات عسكرية وتدخلات وتعاون امني
بالاكراه مع دول بعينها
وظهر تنظبم داعش ..وفتحت تركيا في عهد اردوغان حدودها لعناصر التنظيم واسلحته والتي جاءت من كل انحاء العالم وبعد ان
استقروا في المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق بدأت الحرب على داعش بعد ان جرى تشوية صورة الاسلام والاسلاميين في
كل انحاء العالم واصبحنا نسمع عبارة الارهاب الاسلامي وبعد سنوات من القتال وسقوط الضحايا وتدير المناطق القريبة منها لم
يتم الاعلان نهائيا عن انتهاء تنظيم داعش بل على العكس تخرج التصريحات بين الحين والاخر لتحذر من استمرار خطر عودة عناصر داعش
وفي نفس الوقت كانت القوات الدولية وخاصة من حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة تتعرض لانتكاسات كبيرة في افغانستان ولم
يكن امام الادارة الاميركية سوى التفكير في الانسحاب وهو ماحدث بالفعل اواخر الشهر الماضي وفشلت الولايات المتحدة في
القضاء على فلول القاعدة وخسرت الحرب امام طالبان ولاقت واشنطن نفس مصير روسيا قي وقت سابق على اراضي افغانستان
وعشية احياء ذكرى 11 سبتمبر في الولايات المتحدة دعا الرئيس الأميركي جو بايدن مواطنيه إلى الوحدة “أعظم قوة لدينا”، وذلك
في رسالة مسجلة نُشرت الجمعة عشية الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول/سبتمبر.وقال الرئيس في رسالته المسجلة في البيت الأبيض وتزيد مدتها عن ست دقائق بقليل “هذا بالنسبة إليّ هو الدرس المركزي لـ11 أيلول/سبتمبر. وهو أنه عندما نكون الأكثر عرضة للخطر (…) فإن الوحدة هي أعظم قوة لدينا”
وزار بايدن وزوجته السبت ثلاثة مواقع باتت رمزا للهجمات التي حصلت قبل عشرين عاما. ثم إلى نيويورك حيث دُمّر برجا مركز التجارة العالمي، وإلى شانكسفيل في بنسلفانيا حيث تحطمت طائرة خطفها أربعة جهاديين، وإلى أرلينغتون في فيرجينيا، قرب واشنطن، حيث تعرضت وزارة الدفاع الأميركية لهجوم.وتوقعت تقارير اعلامية أن لا يقوم الرئيس الذي يتعرض لانتقادات كثيرة بسبب إدارته الانسحاب من افغانستان والذي يكافح لاحتواء جائحة كوفيد-19، بالتحدث بشكل علني خلال الفعاليات المقررة لإحياء ذكرى 11 أيلول/سبتمبر.
وقال بايدن في رسالته المصورة والموجهة إلى مواطني بلاده المنقسمة بشدة، “الوحدة لا تعني أن علينا جميعًا أن نؤمن بالشيء نفسه، لكن من الضروري أن نحترم بعضنا بعضا، وأن نثق في بعضنا البعض”.
وبمناسبة الثقة اعود واطرح السؤال هل نجح الاميركيون في محاربة الارهاب بعد مرور عقدين من الزمان .