“فارسُ الفكرِ ” قصيدة للشاعر محمد الشرقاوي
تقديرا للعالم الفيلسوف الأستاذ الدكتور عادل خلف عبدالعزيز القليعي
ضياءُ النهارِ يسوقُ الدلائِلْ
ليشربَ عذبـًـا مِنَ العلمِ عادلْ
ويدركَ في الكونِ سرًا عظيمـًـا
يعيدُ النفوسَ لدربِ الفضائِلْ
فمِنْ حبِّ ربِّكَ تسمو وتسمو
على قولِ حقدٍ وأفعالِ جاهِلْ
ومِنْ حبِّ ربِّكَ نادت وسارت
إليكَ المنابرُ مِنْ كلِّ ساحلْ
فما دامَ للمرءِ حدسٌ ونبلٌ
وعقلٌ يغردُ بين الشمائِلْ
سيملِكُ في كلِّ أرضٍ قرارًا
بفكرِ الحكيمِ وعزمِ المقاتِلْ
وما دامَ للغصنِ أبهى جذورٍ
سيعلو ويعبرُ أقوى الحوائِلْ
ويمنحُ بالحبِّ فيضـًـا عظيمـًـا
ثمارًا تجودُ على كلِّ سائِلْ
دعوتَ إلى وحدةِ الصفِّ حتى
نصونَ المدائنَ مِنْ فكرِ فاشِلْ
وأقسمتَ أنَّ العلا في بلادي
بدعمِ الذكاءِ ونُصحٍ لغافِلْ
أسرتَ القلوبَ بخيرِ السجايا
وأعلنتَ حربـًـا على كلِّ مائِلْ
فأيقظتَ وعيـًـا قضى العمرَ نومـًـا
وأنهضتَ حلمـًـا شريدًا لعاقِلْ
رسمتَ الأمانَ لطلابِ مجدٍ
وأعلنتَ حبا لساعٍ وعامِلْ
وصاحبتَ بالصدقِ أربابَ عِلمٍ
على البِرِّ عاونتَ طِفلًا وعائِلْ
لأنَّكَ مِنْ بيتِ خيرٍ ونورٍ
سعى في شموخٍ وما عاش خامِلْ
وحاورتَ بالصبرِ مِنْ كلِّ عصرٍ
علومـًـا أضاءت جميعَ المحافِلْ
فأخرجتَ منها كنوزًا أقامت
حصونَ الحضارةِ مُنذ الأوائِلْ
وسافرتَ بالفُلكِ لمْ تخشَ موجـًـا
وأدركتَ بالنورِ خيرَ السواحلْ
فسار السفينُ يبثُّ الأماني
ويكشفُ للعينِ شتَّى المجاهِلْ
ويحصدُ مِنْ كلِّ حقلٍ أصيلٍ
سطورَ النجاةِ ويمحو الرذائِلْ
أخي زِد صمودَك واكتبْ وجاهد
فللهِ عينٌ ترى مَنْ يحاوِلْ
كلانا على الدربِ يمضي ويرجو
سلامةَ شعبٍ وأرضٍ تُقاتِلْ
لِترفع شعارَك صبحـا وليلًا
بشتَّى الحقولِ وفوقَ المنازِلْ
بلادي حياتي وعشقي وذاتي
ولستُ عن النصرِ أرضى بدائل