عبد الناصر البنا يكتب : غضب الطبيعة

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
كشرت الطبيعة مجددا عن أنيابها وأعلنت عن غضبها كرد فعل طبيعى لما جنته أيدينا أو لما فعله
السفهاء منا ، من إساءة إستخدام
للموارد الطبيعية المتاحة وقطع الغابات والقيام بأنشطة صناعية كانت سببا مباشرا لتراكم الغازات
المسببة لحدوث الإحتباس
الحرارى ، الذى سبب كوارث طبيعية كان من الصعب تداركها .
والحقيقة أنه طوال الشهور القليلة الماضية تناقلت وكالات الأنباء العالمية أخبار مؤسفة لفيضانات
وسيول وأعاصير وحرائق غابات
شهدتها العديد من عواصم العالم فى كل من” الصين والهند وهولندا وألمانيا ولكسمبورج وبلجيكا
وفرنسا ومناطق في غرب أوروبا ،
ومناطق متفرقه فى العالم “
كانت سببا فى وقوع العديد من الوفيات وتسببت فى إنهيارات أرضية ، وتوقف لـ حركة الملاحة والسفر ، وإصطراب شديد فى حركه
النقل العام ، والقطارات ، وإرتفاعا كبيرا في مستوى الماء على الطرقات
كما تسببت هطول الأمطار الغزيرة التى وصلت إلى السيول في عدد كبير من الدول إلى فيضان الأنهار ، التى جرفت المنازل ودمرتها
وقطعت الشوارع والطرقات ودمرت البنية التحتية .
إن ماشهدته عواصم العالم من كوارث طبيعية متتالية وإرتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي وحرائق للغابات ، وعواصف رعدية ورملية
، وإنهيارات أرضية عنيفة ، كان نتيجة طبيعية لـ ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض
بسبب الإنبعاثات الغازية الناتجة عن الثورة الصناعية ، التي كانت سببا رئيسيا لـ ظاهرة الاحتباس الحراري التي زادت من وتيرة تلك
الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية
وهو يدق ناقوس الخطر ويحذر مجددا من المخاطر التى تحيق بنا ، وعلى مستقبل كوكب الأرض وخاصة مع زيادة الكوارث الطبيعية
التي نشارك فيها جميعا بل ونعلم أسبابها .
ويرى عدد من العلماء أن ” الغازات ” المسببة للإحتباس الحراري على الرغم من كونها ضرورية لبقاء البشر والكائنات الحية
إلا أن التوسع الكبير في الصناعة وإزالة الغابات أديا إلى إرتفاع كميات الغازات في الغلاف الجوي لأرقام قياسية لم تشهدها الأرض
منذ ثلاثة ملايين عام وذلك بسبب نمو الاقتصاديات ومستوى معيشة الناس ، مما يزيد من تراكم الغازات المسببة للإحتباس الحراري .
المنظمات الدولية وفى مقدمتها الـ أمم المتحدة تحذر من خطورة قضية التغيرات المناخية ، وخاصة بعد ازدياد الكوارث الطبيعية
الناتجة عن تغير المناخ ، ولما له من تأثيرات هائلة على كم الإنتاج الغذائي ، وإرتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات . ولما له من
تأثيرات ضارة قد يصعب تداركها فى المستقبل .
وتحذر التقارير الأممية من الإرتفاعات المستمرة في مستوى سطح البحر بشكل مستمر ومتنامٍى بسبب عمليات ذوبان الثلوج
الناتج عن إرتفاع درجات الحرارة
وما يحدث بسبب الثورة الصناعية من الإنبعاثات الكارثية لثاني أكسيد الكربون، وتتوقع التقارير إستمرار إرتفاع مستوى المياه في
محيطات العالم بسبب إرتفاع درجات الحرارة ،
الغريب فى الأمر أن هناك دولا صناعية كبرى تأتى فى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التى تعد من أكبر ملوثي المناخ في
العالم إلا أنها تسير في طريقها الصناعي دون الالتفات للنتائج الكارثية التى يسببها إرتفاع درجة الحرارة على الكوكب .
ويأتى ذلك فى الوقت الذى حذرت فيه وكاله ” وكالة ناسا ” الفضائية الأميركية مؤخرا من ظهور ما يعرف بتذبذب مدار القمر ، وذلك
بعد دراسة أجرتها الوكالة بالتعاون مع ” جامعة هاواي “
وهو ما يمكن أن يؤدي لفيضانات هائلة خلال العقد القادم مما يمكن أن يهدد البنى التحتية والتجمعات السكانية ويدمر أجزاء واسعة
من الأراضي ويؤثر على الحاصلات الزراعية والمنشآت العامة والخاصة .
والغريب أيضا أنه على الرغم من مرور 6 سنوات على توقيع إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لمكافحة تغير المناخ التى تعرف بإسم “
إتفاقية باريس ” التي وقع عليها 175 من زعماء العالم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك
وتم إقرارها في عام 2015 بهدف تكثيف الإجراءات والإستثمارات اللازمة لتحقيق مستقبل مستدام منخفض الكربون ، والقيام ببذل
جهود حثيثة ومتواصلة لمكافحة تغير المناخ والتكيف مع آثاره
إلى جانب مساعدة الدول النامية على القيام بذلك ، إلا أن تعزيز الاستجابة العالمية لخطر تغير المناخ ، أو الحد من ارتفاع درجات
الحرارة في الكوكب لم يكن هو بالقدر المأمول !!
وقد إتجهت بعض الدول الصناعية الكبرى التي يزيد فيها معدل إنبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون عن المعدلات الطبيعيه ، إلى نقل
الصناعات الأكثر تلوثا للبيئه مثل صناعات ” الأسمنت والسيراميك والأسبستوس .. وغيرها ” إلى دول العالم الثالث ، أو شراء حصة
تلك الدول من الكربون والغازات الضاره
وهو مايزيد الأمر تعقيدا فى المستقبل ، فهل تنبهنا إلى الخطر القادم وحاولنا أن نتقى غضب الطبيعة ؟
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.