كون النحل صداقات هامة مع بعض الخضروات والفواكه التي يقوم بعملية التلقيح لها ، وتقوم هذه الصداقة على تبادل الهدايا وكرم
الضيافة فمقابل الرحيق الشهي من الأزهار يقوم النحل بتلقح الزهور لتبدأ الحياة الإنتاجية لها .
النحل والبيئة
يلعب النحل الدور الأهم فى حياة النظام البيئي على كوكب الأرض فهو صاحب عملية التلقيح التى تبقي النباتات على قيد الحياة إذ
يقوم بتلقيح 84٪ من المحاصيل ولولا النحل ما بقيت محاصيل للاستهلاك البشري والحيواني بنفس جودتها وغلتها، و تلقيح النحل
هو السبب الرئيسي لجودة المحاصيل وليس لزيادة كمياتها فقط.
المحاصيل السبعة
ولكل عاشق لحياة النحل هيا بنا نطير فى رحلة نجول فيها ونحط الرحال على كل الأزهار لنتعرف على أهم سبعة محاصيل تزدهر
بسبب تلقيح النحل لها وتمدنا بما نحتاجه من مقومات الحياة من مأكل وملبس ومشرب بل ومسكن.
التفاح أنبل الفواكه
يلعب النحل دورا خطيرا فى حياة التفاح حيث يقوم بعملية التلقيح لتتوفر تلك الفاكهة التي تنتج فى الصين و الولايات المتحدة
الأمريكية وتركيا وإيطاليا وفرنسا مما يحقق الإنتاج الكافي للعالم أجمع بالإضافة لصنع ما لذ وطاب من التفاح سواء مايطهى منه أو
مايخبز أو مايعصر .
زيارات التلقيح
فى رحلة التلقيح يتثنى على النحل أن يقوم بعدة زيارات، فعند تلقيح زهرة التفاح يقوم النحل بأربع إلى خمس زيارات من أجل أن
تستوفى الزهرة التلقيح الكامل حتى تصل إلى التخصيب الكامل .
اللوز الأغلى
يعتبر اللوز من أهم الوجبات الخفيفة كاملة الفوائد ، فاللوز صاحب المكانة المرموقة والصفات المحبوبة لدى الكثيرين من الناس لما
فيه من مميزات وطعم شهي ،وحتى يتواجد اللوز فى عالمنا كان لابد من التلقيح الكامل، و هنا تبدأ مهمة النحل والتي يقوم بها
على أكمل وجه ، ولولا هذا الدور لقل انتاج اللوز بشكل كبير ، والجدير بالذكر أن بعض الحشرات البرية الأخرى تشارك فى عمليات
تلقيح اللوز الذى يؤدى للمزيد من فيتامين E من خلال اللوز الغني به .
التوت الأزرق والنحل
وللتوت الأزرق حكاية مثيرة مع النحل حيث تأخذ بتلات زهرة التوت شكل الجرس مما يؤدي لتجمع الرحيق فى قاعدة هذا الجرس
مما يساعد النحل على استخراج الرحيق منه دون صعوبة حيث يدفع النحل ألسنته الطويلة بين خيوط “المعفرات” لامتصاص الرحيق
المتوفر بكثرة ، وهذا يشجع النحل على المضى فى زيارات أكثر إلى زهرات التوت والتى تصل لأكثر من زيارة فى الدقيقة الواحد
لسهولة الأمر فى امتصاص الرحيق ، ويعد التوت الأزرق من المحاصيل المنتحة بكثرة فى الولايات المتحدة الأمريكية فهى تنتج 132ألف طن من التوت البري وأكثر كل عام .
منتج الانتعاش
يعد الخيار من أهم الخضروات المنعشة والتى يقبل الناس على تناولها فى الصيف طازجا أو مضافا إلى السلاطة والساندويتشات
والمشروبات ،
ولقرمشة الخيار سحر خاص يجعل الناس تقبل عليه بشدة، ولكن هذا النوع من الخضروات لن يصبح له وجود إلا بسبب النحل الذى
تقام له خمس خلايا بها 12500 نحلة لكل 1/15 هكتار لتقوم بدورها فى التلقيح لزهرة الخيار مع مراعاة بعض الشروط أهمها :
_ وضع قاعدة خلية النحل على ارتفاع أكبر من الخضروات _توفير مساحة كبيرة للنحل لسهولة التحرك
_توفير المياة فى لوحات بين الحقول ليشرب النحل منها .
وهذا كله يسهم فى زيادة غلة الخيار لتصل إلى 40٪ وخصوصا عند الزراعة في في البيوت الحرارية “الدفيئة”
البصل شريك أغلب الأطعمة
لا نستطيع تخيل الحياة دون بصل لأنه ببساطة يضاف لأغلب الأطعمة ، كما أنه فاتح للشهية ويحافظ على سلامة الجسم ونضارة
البشرة، وعملية تلقيح زهرة البصل تتم من خلال رأسه المزهر،
وهى عملية غاية فى الجمال والروعة يسر الناس لمشاهدتها ومتابعة مراسم التلقيح ، والتي تبدأ بالزيارة الأولى وفيها يجمع
الرحيق وغبار اللقاح ثم تتوالى الزيارات. والغريب أن النحل لا يجد البصل من النباتات الجاذبة له
ولهذا يتم توفير مستعمرات النحل الكبيرة فى الجوار والتى تتكون من 30 خلية أو أكثر لضمان الفرص الكاملة لنجاح عملية التلقيح
وتشارك مجموعات ذكور النحل العقيمة والخصبة فى إنتاج البصل الهجين .
اليقطين لذة الطهي
عند ذكر اليقطين يتبادر الذهن اعياد الهالوين وحساء اليقطين بلحم البقر” التشيلي” وحساء اليقطين(Cazuela de Vaca)
والاطباق الممتعة والتى يكون اليقطين أساس إنتاجها ، يحتاج اليقطين أو القرع العسلي إلى التلقيح حتى ينتج هذا المحصول
ويتوفر ولكن تظهر صعوبة بسب حرث حقول اليقطين بشكل معين فيظهر غطاء للتربة قد يؤثر على وفرة الملقحات وخصوصا من نحل
التعشيش الأرضي، وهنا يظهر دور إناث النحل اللاتي يقمن بجمع الرحيق وحبوب اللقاح فى الصباح الباكر فى نشاط ولا أروع يتدرج
فى الانخفاض حتى منتصف الصباح ليصل إلى الاكتفاء والسكون .
الفراولة ملكة الألوان
يلعب تلقيح النحل دورا بارزا فى اكتساب الفراولة للطعم المركب الحلو ، ومن أجل هذا تحتاج زهورها إلى حوالي 21 زيارة من النحل
حتى يكتمل النمو، ويلعب عدد البذور داخل نتوءات كل حبة للفراولة دورا هاما فى لذة طعمها، و تحتوي كل حبة فراولة على مايقرب
من 400-500 بذرة مما يظهرها بالشكل الذى نعرفه عنها .
اختلف الوضع
لم يكن التلقيح فى الماضي مكلفا للمجتمعات الزراعية فالنحل والحشرات البرية كانت كفيلة به ولكن الآن انخفض عدد الملقحات
الطبيعية مع استخدام مواد كيميائية و زيادة مساحات الارضي المزروعة مما أدى لارتفاع التكاليف لتوفير الملقحات المناسبة لإنتاج
المحاصيل.
للنحل سلاحه
يتسم النحل بأسلوب مميز للدفاع عن خلاياه فإذا فكر أى عدو أو دخيل من الإقتراب من خلية النحل نجد كتائب الإشارة تصدر طنينا
عاليا ينبه أسراب النحل المدافع والمستعد دائما للدفاع عن الخلية حتى الموت مستخدما أبرز الأسلحة وهى “اللسعات” المؤلمة
والمميته أحيانا، ويقوم النحل بالهجوم وليس الدفاع فى نسق منظم لاخافة المعتدي أو القضاء عليه .
دراسة متخصصة
وقد أجاب فريق متعدد التخصصات والاتجاهات من مجموعة من الباحثين في جامعتي “كونستانس وإنسبروك” على أهم تساؤلات
البعض ومنها كيف يتم السلوك الدفاعى للنحل؟ وكيف تكون جماعية الدفاع ضد البشر أو أى كائن معتد؟
وكانت الإجابات من خلال دراسة نشرت مؤخرا في دورية “BMC Biology”
نتائج الابحاث
وقد أفرزت الأبحاث والتجارب عن عدة حقائق هامة فى هذا الصدد منها
_ أن النحل الفردى يأخذ قرار اللسع من عدمه حسب تركيز ووجود “فيرومون الإنذار” وهو مركب يتكون من جزيئات عضوية شديدة
التعقيد فى تركيبها، وظيفته نقل الإشارة من كائن لكائن آخر كما يستخدم للتنبيه لوجود خطر ما أو لاحداث عملية تجاذب بين الحيوانات .
_ وحسب دراسة الدكتورة “مورجان نوفيان” عالمة الأحياء من جامعة كونستانز والمشاركة الرئيسية في الدراسة والبحث ذكرت
نتائج فى غاية الذهول أن الفيرومون لا يحتوى فقط على إنذار لهجوم معتد
ولكن يحمل كافة المعلومات عن الهجوم مثل مدى قوة المعركة وقوة المهاجم وايضا وقت الهجوم فأثناء المعركة تطلق كل نحلة مع
كل لسعة للمعتد إنذارا فرومونيا فيرتفع التركيز،
والغريب أن قوة الهجوم تنخفض عند ذروة المعركة حيث يكتشف النحل أن العدو المهاجم لا يستحق عناء ارتفاع العدوانية وتركيزات
الفيرومون العالية لاكتشاف أنه محكوم عليه بالهزيمة لظهور نقاط ضعف فيه تمكن النحل من هزيمته ،
لذا يجب توفير الجهد كما يكتشف النحل الاعتداءات الحقيقة من الاعتداءات المصطنعة مثل التى أجراها الباحثون بإطلاق انذرات
فيرومون اططناعية لحث النحل على الهجوم والدفاع ولكنه يكتشف ذلك فيوفر اللسع والتضحية بلا سبب .
_و يقوم النحل باستخدام كافة المعلومات للسع بل والموت من أجل صالح الخلية .
_ وتحمل كل نحلة احتمالية السع من عدمه من خلال عتبتين داخليتين لتركيز “الفيرومون” منهما يكون القرار لسع أم وقف.
_ وكشفت الدراسات أن العوامل البيئية كتنوع الحيوانات المفترسة قد طورت صلة التواصل على الفيرومون بين أعضاء خلية النحل إبان سلوكه الدفاعى عن الخلية .