خالد إمام يكتب : ( المساء ) الجديد .. طباعة وتدريب واشتراكات .. بلغة العصر

الكاتب الصحفي خالد إمام
فى 4 يوليو الماضى صدر قرار الهيئة الوطنية للصحافة بتحويل الصحف المسائية فى المؤسسات الكبرى الثلاث ( دار التحرير والأهرام والأخبار ) الى اصدارات الكترونية .. ونص القرار على ان يبدأ سريانه 15 يوليو .
ورغم ان هذا القرار هو فى الواقع ( قرار دولة ) .. فاننى لا اخفيكم سراً انه كان صادماً لكل العاملين فى جريدة ( المساء ) من صحفيين واداريين وعمال لأسباب كثيرة ..
تعالوا نعددها ونفندها ، ونطرح ماوقر فى عقيدتنا بعد 43 يوماً من صدور القرار و32 يوماً من تنفيذه والمناقشات التى دارت بشأنه والقناعات التى تحققت :
× اولاً .. ان التفسير الذى تلقيناه جميعاً للقرار كان ( الغاء ) الصحف المسائية كبداية لتعميم الإلغاء على كل الاصدارات الأقل منها والتى تكبد مؤسساتها خسائر فادحة ..
وقيل لنا انه سيتم الحفاظ على العاملين فى تلك الصحف للعمل من خلال ( مواقع ) المؤسسات الصحفية الثلاث .. وهو تفسير يعنى الغاء ( هويتنا ) أو ( جنسيتنا ) المهنية .
× ثانياً .. إن ( المساء ) هى أول صحيفة مسائية فى مصر والوطن العربى وافريقيا حيث صدر العدد الأول لها فى 6 اكتوبر 1956 .. فهل من المعقول ان يتم الغاؤها لتصبح نسياً منسياً ..؟؟
× ثالثاً .. الكل تساءل وهو فى حيرة وصدمة والم : كيف يتم الغاء ( المساء ) بالذات وهى التى صدرت بقرار من الزعيم الخالد جمال عبد الناصر بعد عامين من صدور شقيقتها الكبرى (الجمهورية) أى أنهما كانتا لسان حال ثورة يوليو،
وكان اول رئيس لمجلس ادارتها هو الزعيم الشهيد انور السادات بطل الحرب والسلام ، واول رئيس تحرير لها هو الأستاذ خالد محيى الدين عضو مجلس قيادة الثورة رحمهم الله جميعاً ..
كما أن ( المساء ) تاريخ قومى طويل عمره 65 عاماً حتى الآن .. فكيف يتم الغاؤها هكذا ؟؟..
صدقونى وبدون اية مبالغة فقد شعرت وانا اسمع واقرأ القرار – وفق التفسير الذى تلقيناه وقتها – ( باليتم ) من جديد .. حتى اننى لم استطع منع دموعى الغزيرة .
× رابعاً .. نعم غضبنا جميعاً ومعنا حق ، والبعض انفلت رغماً عنه وانا ضد الانفلات .. ولكن جاءتنا نصيحة ذوى الخبرة .. الانتظار لما سوف يأتى وتتضح الصورة النهائية بعد تدخل ذوى الشأن .
× خامساً .. ولأن الاصدارات الالكترونية هى لغة العصر .. فقد طُرحت حلول كثيرة كان ابرزها حلان :
الأول .. ان تكون ( المساء ) ورقية أسبوعية للابقاء على اسمها وتاريخها وسمعتها ولكن قوبل هذا الحل بالرفض لتعارضه مع سبب عدم طباعتها ورقية .. ألا وهو الخسائر .. فالطباعة الورقية تتكلف اموالاً طائلة من ورق واحبار وزنكات وعمالة وتوزيع وغير ذلك ..
رغم ان ( المساء ) على وجه الحصر كانت رابحة فى الفترة الأخيرة وتوزيعها معقول وبدأت فعلاً تقف على اقدام ثابتة وتنطلق فى الطريق الصحيح
الحل الثانى .. كان الأمثل وهو ان تكون ( المساء ) فى صورة ( بى . دى . اف ) وبالتالى يتم تجهيزها كأى جريدة ورقية ثم بثها الكترونياً بحيث تظهر للقارىء بهيئتها السابقة .. وكان هذا الحل بمثابة طوق النجاة لجريدة لها اسمها وسمعتها ومواقفها الوطنية المشهودة .
× سادساً .. ولأن الفترة بين اصدار القرار وبدء تنفيذه وجيزة جداً لا تتعدى 11 يوماً واغلب العاملين فى الجريدة ليسوا متمرسين الكترونياً .. فقد طالبنا بأن يكون هناك تدريب ..
وللحق فان الهيئة الوطنية للصحافة لم تقصر معنا بل وقفت الى جانب مطلبنا ، وان مؤسستنا العريقة لم تبخل علينا بأموال وجهد .. لهما كل الشكر والتقدير وهاهما تعقدان دورات تدريبية مكثفة تأتى بنتائج جيدة ..
كما ان ( المساء ) بشكلها الحالى تأتيها اشتراكات ( مهولة ) .. ومن المؤكد ان الجريدة سوف تغطى خسائرها وتتحول تلك الخسائر الى ارباح فى زمن قياسى .
الآن .. انا ومثلى الغالبية العظمى من صحفيى ( المساء ) راضون بهذا الوضع المشرف لجريدة كانت ومازالت ملء السمع والبصر طوال مختلف العصور ..
جريدة وقفت مع الوطن مساندة وداعمة ومؤازرة للبلاد والعباد ولجيشنا العظيم وشرطتنا الباسلة ولكافة مؤسساتنا الوطنية .. خاصة خلال احداث 25 يناير و ( السنة الكبيسة ) التى حكم فيها الاخوان ( المحروسة ) فى غفلة من الزمن .
كل الشكر والتقدير للمهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة ، وللأستاذ اياد ابو الحجاج حافظ رئيس مجلس ادارة مؤسستنا الذى يواصل الليل بالنهار للنهوض بكل اصدارات المؤسسة وكافة شركاتها ،
وللزميل عبد النبى الشحات رئيس التحرير ولكل قيادات الجريدة وصحفييها وادارييها وعمالها الذين يعزفون نغمة واحدة عنوانها ( المساء .. الجديد ) .. وهم عازمون على ان يحافظوا على جريدتهم .. باسمها وترويستها المميزة والمدون عليها تاريخ اصدارها ( 6 اكتوبر 1956 ) وبمحتواها العصرى الرائع ومواقفها الوطنية وتأثيرها العابر للحدود .
Khaledemam6@hotmail.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.