هناك سؤال ثلاثى الأبعاد يردده الكثيرون : لماذا لم نضرب السد الأثيوبى من البداية .. ما اسباب سكوتنا عليه حتى اصبح شبه متكامل ودخل الملء الثانى .. كيف سنتعامل مع هذه المشكلة التى اصبحت دولية الآن ..؟؟!! الاجابة على هذه الأسئلة تأتى فى 8 نقاط .
× اولاً .. بالنسبة للبُعد الأول من السؤال ( لماذا لم نضرب السد من البداية ) .. اقول ان اثيوبيا استغلت الفوضى الناجمة عن احداث 25 يناير2011 وبدأت فى بناء السد .. فى هذا الوقت كانت الدولة مشغولة بالداخل وتأمينه .. ومن ثم سارعت اديس ابابا فى عملية الانشاءات .
× ثانياً .. وللاجابة على البُعد الثانى من السؤال ( لماذا سكتنا عليه ) .. اقول انه خلال السنة السودا لحكم الاخوان .. كلنا تابعنا المؤتمر الصحفى الذى عقده محمد مرسى لحوارييه فى الاتحادية والذى لا يصدر عن طفل صغير ماذكره هو والجالسون معه ولا اود ان احرق دمكم ودمى واعيده على مسامعكم .
× ثالثاً .. بعد قيام ثورة 30 يونيه 2013 والاطاحة بالاخوان ثم انتخاب الرئيس السيسى عام 2014 وبدأ الاهتمام بالسد على محورين : الأول .. تقوية الجيش ولم يكن جلب الرافال بعيدة المدى والجوويند والميسترال على وجه الخصوص للمنظرة ، والثانى .. التفاوض مع اثيوبيا وبالفعل تم التوصل فى 23 مارس 2015 الى اعلان مبادىء من 10 بنود الا ان اديس ابابا لم تحترم الاعلان وبدأت تراوغ وتتملص منه .. فى هذا التوقيت كانت قد انتهت من اغلب البناء .
× رابعاً .. دخلنا مع اثيوبيا فى مفاوضات ماراثونية طويلة وكلما توصلنا الى حل افشلته .. فلجأنا الى طرف ثالث كما ينص اعلان المبادىء وهو امريكا ومعها البنك الدولى وبالفعل توصلنا فى واشنطن الى اتفاق .. لكن فى يوم التوقيع انسحب الوفد الأثيوبى طالباً مهلة للتفكير ..
وهو مادعا الرئيس الأمريكى فى ذلك الوقت دونالد ترامب الى القول ( لو ان مصر ضربت السد فلا لوم عليها ) .. وكانت الرؤية السياسية أن الحرب الكل خاسر فيها منتصراً كان أو مهزوماً ..
وعادت المفاوضات الى الاتحاد الأفريقى بقرار من الأمم المتحدة ولكن فشل الاتحاد فى اقناع اثيوبيا بالتوصل لاتفاق قانونى وعادل للملء والتشغيل يراعى مصالح الجميع .
× خامساً .. اشهدنا العالم كله على تعنت وصلف اثيوبيا ورفضها توقيع اتفاق قانونى وقدمنا الأدلة على صدق مانقول لأمريكا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبى ومن قبل الجميع الاتحاد الأفريقى والجامعة العربية بكل دولهما .. فكان رد النظام الأثيوبى أنه ينوى بناء 100 سد أخرى وانه سيتم الملء الثانى فى موعده 5 يوليو ولو لم توافق مصر والسودان ..!!!
× سادساً .. لم يكن امامنا الا اللجوء لمجلس الأمن الدولى .. وبالفعل عُقدت جلسة الخميس الماضى 8 يوليو لبحث الموضوع .. وهنا كان لمصر والسودان موقف ابهر الدنيا بأسرها .
× سابعاً .. سامح شكرى وزير خارجيتنا اكد فى بيان مطول امام المجلس كل ماسبق قوله بالتفصيل وبالأدلة والتواريخ والنتائج خاصة قوله ان مصر تواجه تهديداً وجودياً بسبب هذا السد ، وانها تحلت بضبط النفس امام تعنت اثيوبيا التى تسعى لفرض السيطرة على نهر النيل وتحويله الى اداة لممارسة النفوذ السياسى وليس لتوليد الكهرباء والتنمية
وانها تتجاهل القانون الدولى والمعاهدات بعد ان افشلت كل المفاوضات عمداً ، وان مصر ستدافع عن حقها فى الحياة بكل الوسائل المتاحة .. فى حين لم نسمع من الجانب الأثيوبى سوى هرتلة وقلب للحقائق واكاذيب مفضوحة حتى انه اتهمنا بالتضليل .. تصوروا ..؟؟
× ثامناً .. لكل من يتساءل فى البُعد الثالث من السؤال عن ( كيف سنتعامل مع المشكلة وقد اصبحت دولية ) ..يكفى تذكيرالكل بأن بيان وزير الخارجية الذى القاه امام مجلس الأمن اختتمه بأن مصر ستدافع عن حقها فى الحياة بكل الوسائل .. كما كان غلافه مكتوباً عليه ( وتنساب يانيل حُراً طليقاً .. لتحكى ضفافك معنى النضال ) .. انه جزء من نشيد ( قواتنا المسلحة ) .. وهى رسالتنا للجميع .