من على سطح حاملة الطائرات، الميسترال، وقف السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وضيوف مصر الكرام، الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، ورئيس المجلس الليبي محمد المنفي، يتابعون المناورة العسكرية “قادر 2021″؛ أحدث وأكبر مناورة تنفذها القوات المسلحة المصرية، في العصر الحديث، والتي استلهم اسمها من قدرة القوات المسلحة المصرية على حماية أمنها القومي، وتأمين حدودها واستثماراتها.
شارك في هذه المناورة كافة أفرع ووحدات القوات المسلحة المصرية، وللعلم، فإن مع كل مناورة، تجريها أي دولة في العالم، هناك من يجلس ليراقب ويحلل كافة أحداثها، سواء حجم وأعداد القوات المشاركة فيها، ومدة المناورة، وشكل وتنوع الأعمال القتالية ما بين الهجوم، أو الإبرار الجوي والبحري، ومهاجمة عناصر إرهابية، وتأمين رأس شاطئ، وأسلوب التعاون والتنسيق بين مختلف القوات، الجوية والأرضية والبحرية، خاصة إن كانت المناورة تنفذ بالذخيرة الحية، وهو ما يدلل على أعلى مستويات التدريب، ومدى تشابك وتعقد مراحل التنفيذ والدقة في إصابة الأهداف.
كما يتم رصد مدى استيعاب الجنود والضباط لتكنولوجيا الأسلحة، خاصة إن كانت معظم الأسلحة المستخدمة هي أحدث معدات من التكنولوجيا الحديثة في الترسانة العسكرية في العالم، وهو الحال في المناورة “قادر 2021”. وقياس خبرة وقدرة المصريين في استخدام الأسلحة الأمريكية والفرنسية والإيطالية والألمانية والروسية والصينية، في مناورة واحدة. كل ذلك مما ركز عليه الخبراء والمحللون أثناء متابعتهم للمناورة “قادر 2021″، لتؤكد تقاريرهم على تميز أداء القوات المسلحة المصرية في استيعاب مختلف التكنولوجيات العالمية. ويكون من أهم المراقبين لأنشطة تلك المناورات، الملحقون العسكريون الأجانب، الموجودون في مصر، وما يوفره وجودهم على أرض الواقع من قدرة على المتابعة والتحليل بدقة.
وأخيرا جاءت مرحلة متابعة الدقة والسرعة في تنفيذ كل هذه الأعمال؛ فقد شهدت سماء المناورة إنزال المظللين، بالتزامن مع هجمات الطائرات الرافال الفرنسية، والميج 29 الروسية، وأف 16 الأمريكية، وبالتزامن مع قذائف صواريخ الدفاع الجوي المصرية، في ظل وجود قوات أرضية تنفذ إبرار بحري، أو مهاجمة لمحاكاة لتجمعات إرهابية، في ذات الوقت الذي تتولى فيه قواتنا باستطلاع راداري وإلكتروني، باستخدام طائرات A2C الأمريكية، في نفس توقيت إطلاق الغواصات الطوربيدات ضد أهدافها المباشرة.
رغم تعقد وتشابك كل تلك المهام القتالية، إلا أن تنفيذها تم بدقة متناهية، أكدت حرفية القوات المسلحة المصرية، وهو ما طمأن الشعب المصري، مجدداً، على قدرة قواته العسكرية على تحقيق الأمن القومي المصري، ووجه رسالة ردع لكل من يهمه الأمر!