عبد الناصر البنا يكتب : 30 يونيو .. ثوره شعب حماها الجيش

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
فى حياة الدول والأمم والشعوب تواريخ هامة تعبر عن أخداث خالدة حفرت فى ذاكرة التاريخ . والحقيقة أن مصر فى تاريخها الحديث لها نصيب كبير من تلك التواريخ ، فى الـ 30 يونيو 2013 شهدت العاصمة المصرية ” القاهرة ” وعدد من المحافظات مظاهرات حاشدة تعدت الـ 35 مليون مصرى تطالب برحيل الرئيس محمد مرسي الذي أمضى عامًا واحدًا في الحكم .
الحكاية بدأت قبل يونيو 2013 عندما دعت ” حركة تمرد ” المصريين بموجب إستمارات تطالب بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى ، بعد أن تيقنت الغالبية العظمى من أبناء مصر وبما لايدع مجالا للشك أن “مرسى” الرئيس المدنى المنتخب هو رئيس لـ ” جماعة الإخوان فقط ” وليس رئيسا للمصريين .
حركة تمرد فى بيان لها قالت : أنها حصلت على توقيعات تعدت الـ30 مليون إستمارة ” الرقم يتجاوز ماحصل عليه الرئيس محمد مرسى فى إنتخابات رئاسة الجمهورية 2012 بعدة ملايين ” .
” الشعب يريد .. إسقاط النظام ” كان الشعار الذى حملته حركة تمرد التى كانت مقدمة لثوره الـ 30 يونيو حيث قال الشعب المصرى كلمته بصوت مسموع أنهى من خلاله الفوضى ، وأسقط مشروع الإخوان فى الحكم والدستور الذى تم إعداده لتغيير هوية مصر ، وكانت الثورة ” طوق نجاة ” لإنقاذ مصر من ” سماسرة الأوطان .. وسارقى الأحلام ” لـ جماعة فككت مفاصل الدولة ، وضربت بأمنها القومى عرض الحائط .
التاريخ لن يتوقف أمام ثورة 30 يونيو فقط بل ماتبعها من قرارات كانت علامة فارقة فى تاريخ مصر ، ففى الـ 3 يوليو جاء البيان القاضي بإزاحة مرسي عن الحكم ، وتكليف المستشار عدلي منصور – رئيس المحكمة الدستورية العليا – بإدارة الدولة في مرحلة إنتقالية إستمرت لمدة عام ، حتى أجريت انتخابات رئاسية ، فاز بها الرئيس عبد الفتاح السيسي بإكتساح .
والحقيقة أن المتأمل لتلك الثورة يجد أنها أحدثت تغييرات ضخمة لم تقتصر على الداخل فى مصر وإنما إمتدت  فى المنطقة بأسرها ، حيث أسقطت مخططات دولية كبيرة ، وهدمت مفاهيم ومعتقدات كانت راسخة عن الشعوب العربية لدى الدول الكبرى .
أما على الصعيد الداخلى فقد إستعاد أبناء مصر بلدهم بعد إختطافها لمدة ” عام كامل ” على يد جماعة إرهابية خططت ودبرت ونفذت ومولت كل مايضر بمصر والمصريين ، بل وإستباحت البلاد والعباد لمصلحة أهداف خاصة وأجندات خارجية . وانقذت مصر من حكم دولة المرشد والفاشية الدينية ، وبدأ مسلسل سقوط الإخوان وتيار الإسلام السياسى بعد فشل تجربتهم فى مصر ، وفر من فر من عناصر التنظيم إلى قطر وتركيا ، ونجحت قوات الأمن فى مواجهتهم وكسر شوكتهم والقبض على عدد من قياداتهم ، وكانت بداية الطريق نحو مصر الحديثة وتحقيق الإنجازات والمشروعات القونيه الكبرى غير المسبوقة فى تاريخ مصر .
ونهضت مصر كالمارد تنفض عنها غبار ” عام كامل ” لتفتح صفحات جديدة من حياتها تتلمس خلاله غد أفضل لأبناءها ، فكانت الحرب على الإرهاب ” معركة حياة أو موت ” فى حب مصر ، وكان لها دورها فى إستعادة مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى لدورها الريادى والمحورى تجاه القضايا الإقليمية والدولية ، وعادت مصر لـ مكانتها إفريقيا بعد إنقطاع دام لسنوات طوال ، وخققت مصر قفزات إقتصادية غير مسبوقة بعد أن قامت الحكومة المصرية بوضع رؤية وبرنامج إصلاح إقتصادى وإجتماعى ، أعقبه إطلاق ” إستراتيجية للتنمية المستدامة : رؤية مصر 2030 ” .
تلك الثوره التى قال عنها الرئيس عبد الفتاح السيسى “سيتوقف التاريخ كثيرًا أمام ثورة 30 يونيو المجيدة ، وستظل حية فى ذاكرة كل الأجيال ، بما رسخته من مبادئ العزة والكرامة والوطنية والحفاظ على هوية مصر الأصيلة من الإختطاف ” وأجزم أنها كانت بداية حقيقية لمرحلة إقتصادية وعمرانية وتنموية جديدة ، فى مصر
تحية شكر وإعزاز وتقدير لـ ” قواتنا المسلحة” البواسل التى تدخلت فى الوقت المناسب وإنحازت إلى الشعب ، وكان لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فى عودة الوطن للمصريين وإجهاض كافة المؤامرات التى أعدتها الجماعة مع أعوانها فى الخارج ، تحية لـ أبناء الشرطة المصرية الأوفياء الذين قدموا أرواحهم فداءا لوطنهم ولـ أرواحهم الطاهرة الذكية ، تحيه لقضاء مصر الشامخ ولرجاله الشرفاء الذين حملوا المسئوليه وحققوا العدل
ضد كل من سولت له نفسه العبث بأمن هذا الوطن وإستقراره . ودائما وأبدا ” تحيا .. مصر ” .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.