عبد الناصر البنا يكتب : مبادرات مصرية غير مسبوقة

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
الشىء المؤكد أن مصر بقيادتها الحالية تسعى دائما لـ تكون فى مصاف الدول المتقدمة التى تستخدم الغاز الطبيعى كوقود للسيارات مثل ” أمريكا ومناطق أمريكا الشمالية والشرق الأوسط في إيران والسعودية والإمارات وبعض دول أوربا مثل بريطانيا وإيطاليا واليونان وهولندا إضافه إلى البرازيل والأرجنتين .. وغيرها من دول العالم المتقدمة .
والجدير بالذكر أن مصر كان لها تجربة رائدة فى مشروع إحلال التاكسي الذى بدأ فى أبريل عام 2009 وإستهدف إحلال أكثر من 41 ألف سيارة ناكسى بدعم مالى قدر ب ” مليار جنيه ” وتحملته الخزانة العامة للدولة .
مؤخرا أطلقت الدولة المصرية ” مبادرة إحلال السيارات ” التى تقدر تكلفتها ب 7.1 مليار جنيه تتحملها الدولة ، وتستهدف المبادرة فى المرحلة الأولى 250 ألف سيارة ، حددت الدولة نسبة مشاركتها فى السيارات الملاكى بنسبة 10% من قيمة السيارة الجديدة وبحد أقصى للدعم 22 ألف جنيه ، أما سيارات الأجرة فالنسبة 20% بحد أقصى 45 ألف جنيه ، والنسبة فى سيارات النقل الجماعى 25% بحد أقصى 65 ألف جنيه ، وبسعر فائدة 3% متناقصة ، واطول فترة سداد 10 سنوات ، الهدف هو الحد من إنبعاث الغازات الضارة وتيسير حركه المرور وتنشيط صناعة السيارات وتجميعها فى مصر وأن لاتقل نسبة المكون المحلى عن 45%
على ارض الواقع هناك مئات الآلاف من السيارات المتهالكة التى تجوب شوارع مصر والتى مر على إنتاجها أكثر من 30 عاما ، وهى تسبب أضرارا بيئية لاحصر لها نتيجة الإنبعاثات الضارة التى تخرج من عوادم تلك السيارات وتحدث تلوثا بيئيا ولها إنعكاس سلبى على صحة وحياة الإنسان .
من الناحية العملية فإن مصر منذ عام 2018 دخلت رسميا مرحلة الإكتفاء الذاتى من الغاز ، والفضل فى ذلك يرجع إلى الإكتشافات البترولية الحديثة التى حققها حقل “ظهر” العملاق شرق المتوسط ، والذى يصل إنتاجه من الغاز إلى 2.7 مليار قدم يوميا ،
وبعد أن كانت مصر تستورد نحو 35 % من إحتياجاتها من الوقود شهرياً لسد الفجوة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك ، تمكنت من تحقيق الاكتفاء الذاتي من إحتياجاتها للغاز الطبيعي ، وسوف تحقق الاكتفاء الذاتي من المنتجات البترولية بحلول العام 2023 ، والأرقام تشير إلى إنخفاض قيمة الواردات من المنتجات البترولية مثل ” السولار والبنزين والبوتجاز ” خلال عام 2020 إلى 32.3% أى بما قيمته 82.7 مليون دولار .
هذا فضلا عن كون مصر أصبحت مركزا إقليميا للغاز والطافة فى شرق المتوسط . وبعيدا عن موضوعنا ” وهو مابقتضى أن تعيد الدولة سياسة تسعير الغاز للمواطنين مستقبلا ” .
إقتصاديا العمل بالغاز الطبيعى يوفر من 35 : 50% من قيمة إستهلاك الوقود وهذا ما أكد عليه المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية ، عندما أكد أن الغاز الطبيعى المستخدم كوقود بديل للسيارات هو غاز موفر واقتصادى ، حيث يصل سعر المتر المكعب من الغاز الطبيعى حاليًا إلى 3.5 جنيه ، وأشار إلى أنه فى حالة استخدام المواطن للغاز الطبيعى فى سيارته ، فإنه يمكن أن يوفر مايصل إلى 50% من قيمة إستهلاكه للبنزين والحقيقة أن الاحصائيات الدولية تشير إلى إرتفاع عدد السيارات العاملة بالغاز الطبيعى فى العالم إلى أكثر من 28.5 مليون سيارة ومركبة مؤخرًا .
فى ندوة عقدت مؤخرا فى نقابة المهندسين بالقاهرة للإجابة عن سلبيات وإيجابيات إستخدام الغاز الطبيعى كوقود للسيارات ، وما إن كان إستخدامه يؤدى إلى تآكل مكونات محرك السياره أم لا ؟
وفى سياق الإجابة ذكر البعض أن البنية التحتية ” محطات تمويل السيارات ” غير مهيئة لإستيعاب الكم المزمع تحويله من السيارات ، كما أن عملية تحويل السيارة لكي تعمل بالغاز الطبيعي يحتاج الكثير من المال . وأسطوانة الغاز تشغل جزء كبير من مساحة السيارة وهى تعتبر حمل إضافي على السيارة حيث يصل وزن اسطوانة الغاز إلى 100 كجم وهو يشكل ضغطا كبيرا على محرك السيارة وبالتالي يقلل عمر المحرك الإفتراضي ويؤدى إلى إنخفاض قدرته على السحب .
أما من الناحية الفنية فإن استخدام الغاز الطبيعي يؤدى إلى تآكل اسطوانات المحرك والصمامات نتيجة ارتفاع نسبة الكبريت التي تنتج عن احتراق الغاز بالمقارنة مع البنزين والسولار .
أحد الفنيين فى الشركة المصرية لتكنولوجيا الغاز ” غازتك ” قال : أنه نظراً لطبيعة وقود الغاز الجافة وعدم وجود خاصية التزييت به ظهر بعض التأثير على صمامات دخول شحنة الوقود في المحرك في السيارات المصنعة قبل عام 1990 وذلك حتى أواخر القرن الماضي حيث كان يتم استخدام البنزين المحتوي على عنصر الرصاص والذي كان يعمل بدوره على خلق طبقة على صمامات الدخول تقلل من الاحتكاك ودرجة الحرارة لحمايتها من التآكل.

ولكن مع تطور تصنيع المحركات الجديدة والمصممة للعمل بوقود البنزين الخالي من الرصاص ومع استخدام الزيوت التخليقية المناسبة أصبح استخدام الغاز الطبيعي بالسيارات لا يمثل أي مشكلة ، كما أن ارتفاع رقم أوكتان الغاز الطبيعي إلى “120” أدى إلى اختفاء ظاهرة الصفع التي تظهر مع استخدام وقود البنزين وتؤثر بشكل مباشر على عمر المحرك ككل ،

ولذلك فإن استخدام الغاز الطبيعي يعمل على المحافظة على الأجزاء الداخلية للمحرك مقارنة بوقود البنزين 92 و95 أوكتان. كما إن استخدام الغاز الطبيعي أكثر توفيرًا مقارنة بالبنزين، ويجعل من الهواء الناتج من عوادم السيارات نظيفًا وغير ملوثًا للبيئه ، كما أنه يساعد على إطاله عمر المحرك وأكثر أمانا من البنزين .
ويبقى سؤال : مصر التى نجحت فى تلك التجارب الرائدة أليست قادرة على حل مشكلة مركبات ” التوك توك ” الذى أصبح يشكل خطرا حقيقيا على الشكل الحضارى للعاصمة ولمصر الحديثة ؟
بالتأكيد مصر قادرة ولابد أن تكون هناك وقفة وخطوات جادة لإيجاد حلول جذرية لتلك المشكلة على أن يراعى فيها البعد الإجتماعى لقائدى تلك المركبات ، والنظر فى فكرة إحلال تلك المركبات بسيارات ” الفان ” الصغيرة أو السيارات التى تعمل بالكهرباء إن كان الهدف منع الأضرار البيئية .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.