أ.د. سامية خضر صالح تكتب: ينادون بالحرية والديمقراطية وما خفى كان أعظم

جامعة عين شمس

د. سامية خضر
فى زيارة قام بها الرئيس الفرنسى ” إيمانويل ماكرون ” إلى ” رواندا ” أواخر مايو 2021 وقف أمام النصب التذكارى للإبادة الجماعية واعترف بأن لفرنسا دوراً ومسئولية سياسية وإن التطهير العرقى الذى حدث فى عام 1994 كان يهدف للقضاء على (التوتسى)
سواء كانوا رجالاً أو نساء ، وقد قبل الرئيس الرواندى (بول كاعامى) ذلك الاعتذار معرباً عن ضرورة فتح باب التعاون بين البلدين . رغم أن فرنسا لها الدور الأكبر فى قتل 800 ألف شخص .. خاصة أن ” ماكرون ” استطرد قائـلاً ” أطلب هدية الغفران من الناجين ” .. وهكذا المصالح تتصالح .
وإننا دوما فى حاجة لتوضيح سياقات القوة والصراع المخفى والمتخفى وغالبا تحت ستار الحرية والديمقراطية وأنه من المعروف أن الدولة الفرنسية قد استعملت عظام رجال المقاومة فى صناعة الصابون والسكر وهكذا هو الاستعمار ..
فلا محاولة للترويج لدول تدعى أنها تؤمن بالديمقراطية واحترام حقوق الأوطان . ومن المعروف أنه فى الآونة الأخيرة قد كثرت عمليات التجسس لأكبر الدول فقد ساهمت الاستخبارات الدانمركية فى مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية فى التجسس على مسئولين أروبيين بارزين من بينهم المستشارة ” انجيلا ميركل “.
كما تم التعاون مع وكالة الأمن القومى الأمريكى فى جمع المعلومات والتى طالت مسئولين فى النرويج والسويد .. وقد اعتقلت الدولة الروسية قنصل أوكرانيا فى سان بطرسبرغ متلبسا بتلقى معلومات سرية .. وهناك تقارير تؤكد أن وكالات الأنباء الأوروبية للأمن القومى استطاعت الوصول إلى رسائل نصية ومكالمات هاتفية لعدد من المسئولين البارزين بواسطة التصنت على كابلات الانترنت الدانمركية بمساعدة جهاز استخبارات وزارة الدفاع وأن تلك العملية سمحت لوكالة الأمن القومى الأمريكى بالحصول على معلومات عبر أرقام هواتف عدد من السياسيين .
وهل من الممكن أن ينسى العالم الابادة الجماعية للأرمن ؟ وعمليات القتل الجماعى الممنهج ؟ والتى نفذت على مرحلتين فى المرحلة الأولى تم قتل الذكور البالغون جماعياً ، وفى المرحلة الثانية تم إجبار النساء والأطفال والشيوخ على السير حيث تعرضوا لعمليات الاغتصاب والقتل وتشير التقديرات أن عدد من أجبر على تلك المسيرات يتراوح ما بين 800 ألف إلى 2ر1 مليون .
أما موضوع (البوسنة والهرسك) فقد كانت من أكثر موضوعات التمزق تألما حيث تم نقل حوالى 25000 امرأة قسرا إلى الأراضى التى يسيطر عليها البوشناق .. و مؤخرا تم العثور على 42 مقبرة جماعية بينما يرى أهل الاختصاص أن هناك مقابر جماعية أخرى لم تحدد أماكنهم وقد أصدر مجلس حقوق الإنسان بضرورة إجراء تحقيق فى تلك المجازر ولكن ليس للمجلس سلطة قسرية لمحاولة الكشف عن ذلك بل أفاد المندوب السامى للبوسنة والهرسك أن الحصول على الحقيقة تشبه إلى حد كبير إنتزاع الأسنان من مريض مسن . وماتزال الديمقراطية حبرا على ورق .
وهنا نتذكر أن ريسنا قال : خليكم يا مصريين إيد واحدة .
هل من مجيب ؟
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.