” حوار الطبول من أجل السلام ” هو شعار المهرجان الدولى للطبول والفون التراثية فى دورته الثامنة ، أو دورة الصمود والتحدى التى جاءت والعالم كله يمر بظروف بالغة الصعوبة جراء فيروس كورونا ، فى فضاء قلعة صلاح الدين الأيوبى حيث عطر القاهرة الفواح بعبق التاريخ وعلى مسرح بئر يوسف وفى مشهد مهيب صدحت الطبول القادمة من ثقافات الدول المختلفه ، وكأنما تبعث برسالة شديدة الدلالة على أن مصر الخالدة بتراثها العريق وقوتها التاعمة قادرة ليس فقط على تصدير ثقافتها وفنها إلى ثقافات وشعوب العالم ، وإنما أيضا قاردة على إستقبال وإستيعاب كل ثقافات العالم فى معادلة واحدة تستحضر الماضى وترصد الحاضر وتستشرف المستقبل بحثا عن لغة جديدة للحوار من أجل السلام والدعوة إلى التسامح الذى يعد الفن خير وسيلة للتعبير عنه .
من دواعى الفخر أن يكون عدد المشاركين خلال 7 سنوات من أجل السلام لكل العالم فى دوراته السابقة أكثر من 145 دولة ، وأكثر من 220 فرقة من مختلف ثقافات العالم جاءوا إلى مصر لتقديم إبداعاتهم فى حوار فنى بديع يجمع بين الحضارات المختلفة تحت شعار ” حوار الطبول من أجل السلام ” . ومن دواعى الفخر أيضا أن تكون أفريقيا ” وطن الطبول ” هى ضيف الشرف الدائم لهذا المهرجان السنوى الكبير .
الرؤية الإبداعية لهذا المهرجان لفنان أقل مابمكن أن يوصف به أنه ” عبقرى ” ، بل أن العبقرية تزداد شرفا عندما تقترن بإسمه ، هذا الفنان هو إنتصار عبدالفتاح . والحقيقة أن الفنان إنتصار عبدالفتاح هو حالة فنية من نوع خاص ، فهو إبن أسره فنيه والده الفنان عبدالفتاح متولي كان ممثلا وناقد فنيا وكاتبا صحفيا ، وأخوه المخرج والمترجم والناقد المصري البارز ، الفنان الراحل هناء عبدالفتاح ، وزوجته الفنانه سهام يوسف مدير مركز إبداع قبه الغورى ، بدأ مشواره الفني مع المهرجان الدولي للمسرح التجريبي في عام 1988م ، وأسس المسرح الشعبى ومسرح العربة الشعبية ، والحقيبة ، وفنون القاهرة فى ألف عام وهو صاحب تجربة رائدة فى المسرح الصوتي الحركي تعد واحدة من التجارب الطليعية التي نحت ملامحها وكون لها مفرداتها الخاصة التي اعتمد فيها على مفردات الايقاع الموسيقي والايقاع الحركي ناحتا في هذا الفراغ المسرحي جملا لا تسمع ولا ترى فقط بل تحيا معها جميع الحواس
وهو صاحب مشروع قومى طموح يؤكد فيه على إحياء وتفرد الشخصية المصرية ، بدأه من قصر الغورى الفواح بعبق التاريخ ، وإمتد ليشمل ربوع مصر كلها . وأنشأ فرقتين من أهم الفرق التراثية هما : فرقه الطبول النوبية التى كان الهدف من تأسيسها البحث عن الجذور من أجل الحفاظ على تراث النوبة الغنائى والايقاعى االذى نبع من نهر النيــــــل ، ولما لهذا التراث من خصوصية فى التفرد والإبداع . وفرقة سماع للإنشاد الصوفي التي ضم إليها فرقا أخري للترانيم الكنسية والقبطية والإنشاد الإندونيسي ، وفرقا تمثل ثقافات الشعوب المختلفة ، عرفت بإسم ” رساله سلام ” لـ يؤكد من خلالها على سلام الله على الإنسان فى كل مكان ، ويرسل من خلالها رسالة سلام من قلب القاهرة التاريخية إلى العالم ، وبهذة الفرقة لخص الفنان إنتصار عبد الفتاح مشواره الفني الذي تجاوز الـ 30 عاما ليكون الفن والموسيقى نقاطا للحوار ووسيلة للتقارب بين الشعوب .
وإنتصار عبدالفتاح هو مؤسس ” مهرجان سماع الدولى للإنشاد الدينى والموسيقى الروحية ” الذى نال شهرة كبيرة لإهتمامه بالتراث وتوظيفه الفني للطقوس الصوفية ، وهو مؤسس وصاحب مشروع ملتقى الأديان العالمى بسانت كاترين وشعاره ” هنا .. نصلى معا ” الذى قدم منه ثلاث دورات فى سانت كاترين لاقت نجاحا منقطع النظير ، مما جعل البعض يقفز على الفكرة بعد نجاحها وينسبها لنفسه بل ويضع أمامه العراقيل فما كان منه إلا أن تركهم فى تخبطهم ومضى فى طريقه الإبداعى رغم كل العراقيل والمعوقات التى وضعت أمامه ليكمل مشوار المهرجان فى دوراته اللاحقه بمجمع الأديان فى مصر القديمة ، وهو صاحب ” ليالى المقامات الروحية ” ، وصاحب فكرة ومؤسس المهرجان الدولى للطبول والفرق التراثية .
ومن خلال سعيه الدائم للخروج من نطاق المسرح التقليدي ، قدم الفنان إنتصار عبدالفتاح عرض ” الخروج إلي النهار ـ وأطياف المولولية ــ كما قدم ( مخدة الكحـــــــــل ــ صبايا مخدة الكحل ــ طقوس السمو ـ ترنيمـــــــــــة ـ كونشرتو وسوناتا ــ سيمفونيــــة الملك ليـــــــــر ــ طبول فاوست.. وغيرها من الاعمال المسرحية ) .
تميز الفنان إنتصار عبدالفتاح فى أعماله المسرحية بأنه مخرج مسرحى متمكن من أدواته الإبداعية ، وأنه صاحب تجربة فريدة في المسرح المعاصر من خلال تجاربه ومنهجه الخاص فى مفهوم المسرح الصوتى والمسرح البوليفونى ” المتعدد الصور والمستويات ” ، وتميزت أعماله المسرحية أنها تجبرك فى كل عرض على الدخول فى حالة روحانية تظل معك لفترة طويلة حتى بعد إنتهاء العرض ، كما إشتهر بإهتمامه بالتراث وتوظيفه الفني للطقوس الصوفية ، وله تجربة فريدة في توظيف الأصوات دراميا فيما سماه ( المسرح الصوتي )
حقيقة .. الحديث عن هذا الفنان المبدع قد يطول ، فهو المهموم دوما بفنه وقضايا وطنه ، ودائما مايجعل فنه رسالة مفادها أن مصر التاريخ والحضارة والأصاله، مصر الأمن والأمان التى قال الله عنها ” إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين ” إن ما أقامه الفنان إنتصار عبدالفتاح من مهرجانات طافت شوارع المحروسه ” المعز ــ ممر بهلر .. وغيرها ” فى أحلك الأوقات قد تركت إنطباعا لدى العالم أن مصر بلد الأمن والأمان ، وأن الدوله لو أنفقت الملايين لما وصلت إلى هذه الرساله . فقط أرجوكم إرفعوا أيديكم عن هذا الرجل ، وإبعدوا عنه اللوائح والروتين والقرارات العقيمة التى تكبل حرية الفن والإبداع لديه ، وإعطوا له الفرصة يهيم إبداعا وفنا من أجل مصر ، وأدعو الله أن يكفيه شر أعداء النجاح ، ومتسلقى الشهرة حتى يكمل رسالتة بالصورة التى إرتضاها ورحلتة فى البحث
عن الهويه المصريه التى بدأها منذ عام 1990 تحت شعار ” معا نغير العالم ” .
عودة إلى المهرجان الدولى للطبول والفنون التراثية الذى تستمر فعالياته وعروضه حتى يوم الجمعة القادم فى ” قلعة صلاح الدين وقبة الغورى وساحة الهناجر بالأوبرا وحديقة الحرية وقصر الأمير طاز وبيت السنارى بحى السيدة زينب ” ليستمع الشعب المصرى على مختلف طبقاته ب” حوار الطبول من أجل السلام ” .