من أسماء الله عز وجل (السَّتِير) على وزن فَعِيل . وقد ورد في السنة المشرفة تارة (السَّتِير)، وتارة (السِّتِّير)، والستير في اللغة: هو الذي من شأْنه حب الستر والصَّوْن والحياء.
وقال المناوي: (سَتِيــر، أي: تاركٌ لحب القبائح، ساتر للعيوب والفضائح).
ويقول البيهقي : (سَتِيــر : يعني أنه ساتِرٌ يستر على عباده كثيرًا، ولا يفضحهم في المشاهد ، كذلك يحبُّ من عباده السَّتر على أنفسهم، واجتناب ما يَشينهم).
والذي يتأمَّلُ الشَّرْعَ الشَّرِيفَ يجده مَبْنِيًّا على السَّتْر وعلى العَفْو، فالله (عز وجل) يستر فعليك أيها المؤمن أن تستر .
والنبي (صلى الله عليه وسلم) يُعَلِّمُ أصحابَه (رضي الله عنهم) أن الأصل هو الستر ،قال صلى الله عليه وسلم :” إنَّ اللَّهَ جل ثناؤُه حَييٌّ سَتِيرٌ يحِبُّ الحَياءَ والسترَ”.
وقد نُسب إلى الإمام علي كرم الله وجهه قوله: (أَقِيلُوا ذَوِي المُرُوءاتِ عَثَرَاتِهِمْ ) ، وكلمة “أَقيلوا” : أَمْرٌ من الإقالَةِ، أي: اعْفُوا ، وكلمة “عَثَراتِهِمْ”، أي: زَلَّاتِهِم، وما يَصدُرُ عنهم من الخطايا، وهذا في سَتْرِ مَعْصيةٍ وَقَعَتْ وانْقَضَتْ.
وبناءً على هذا فإذا أخطأ أحدُنا فإنه يجب أن يسترَه أخوه المسلم، فاستر على أخيك ولو بطرف ثوبك ، وقد قال (صلى الله عليه وسلم): ” وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ” أي : يَسْتُرَه اللهُ في الدُّنيا، أي: عَوْرَتَه أو عُيوبَه. وَيَسْتُرَه في الآخِرَةِ، أي: عن أَهْلِ المَوْقِفِ.
فاللهم استرنا بسترك واحفظنا بحفظك واجعلنا من أهل السَّتر
اللهم آمين بجاه الأمين