عبد الناصر البنا يكتب : نمبر (وان ) .. السكوت خير من الكلام !

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
على خلفية الحجز على بعض أمواله فى أحد البنوك تنفيذا لحكم قضائى خرج الفنان محمد رمضان إلى وسائل التواصل الإجتماعى بفيديو مصور وهو يحتسى القهوة وقال “صحيت النهاردة من النوم على تليفون من البنك قال لي إن الدولة تحفظت على فلوسك ، قولت له أنا وفلوسي وبيوتي ولحم كتافي ملك بلدي وأهل بلدي ايه المشكلة يعني”. وقال أن موظف البنك : ” قال لي أنا قولت أبلغك عشان متتحطش في موقف محرج أو تشتري بالفيزا ممكن متلاقيش فلوس . فقولت له الشعبيين اللي زي حالاتي والفلاحين والصعايدة قد ما بيحطوا في البنك قد ما بيسيبوا في بيوتهم .. مستورة”، مختتمًا الفيديو بقوله : “صباح الخير يا مصر”.
مقطع الفيديو الذي نشره رمضان على إنستغرام نال أكثر من 2.8 مليون مشاهدة مع أكثر من 21 ألف تعليق في حين نال المقطع على صفحته بفيسبوك أكثر من 65 ألف تعليق مع 25 ألف مشاركة بعد أقل من 24 ساعة على نشره .
الحقيقة أن أقلاما كتيرة وبرامج قابلت تصريحات محمد رمضان بإستهجان شديد ووجهت إليه سهام النقد ، وأنا أعتقد أن رمضان لم يحالفه الحظ فيما قال ، وقناعتى الشخصية أنه فنان ” موهوب ” لكنه للأسف غير متعلم بالقدر الكافى الذى يحتم عليه أن يعى مسئولية الكلمة ومسئولية أفعاله وتصرفاته التى تقابل دائما بعاصفة
من النقد ، وقد تكون تلك التصرفات”مقصودة ” أحيانا لإرضاء جوانب معينه أو لسد ” نقص ” فى شخصيتة يحاول إشباعه ، رمضان كان عليه أن يدرك قيمة الكلمة التى ينطق بها ، والتوقيت الذى تقال فيه ، ولذلك كان يتحتم عليه أن ينطق بالحقيقة دون مواراة أو مواربة كما يعلمها ، إنما الزج بإسم مصر فى غير محله هو الشىء المؤسف .
المؤسف أيضا أن تتصيد قنوات الإخوان ” الشرق ومكملين .. وغيرها ” تصريحات رمضان لتكون مادة خصبة لتضليل البسطاء من الشعب المصرى أن الدولة تضع يدها على أموالهم فى البنوك فى أى وقت ، وأن إيداع المصريين أموالهم فى البنوك غير آمن ، والإلحاح على المواطنين بسحب أموالهم من البنوك لأن الدولة يمكن أن تضع يدها عليها ، ومناشدة للمصريين فى الخارج عدم تحويل أموالهم إلى البنوك بل وسحب مدخراتهم منها .. إلخ
رمضان أعطى لأبواق جماعة لإخوان الإرهابية فى تركيا وقطر ” سكينا حامية ” لذبح الدولة المصرية دون أن يدرى ، والحقيقة أن ماتفعله الدولة منذ سنوات من إصلاح إقتصادى ومشاريع عملاقة يتحدث عنها القاصى والدانى يمكن أن تذهب سدى بتصريح فنان لايعى مايقول ، وقد يكلف ذلك الدولة الكثير ، ولذلك كان يجب عليه أن يقول خيرا أو ليصمت كما قال الرسول (ص) فى الحديث الذى رواه أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مِرَارٍ : ” رَحِمَ اللَّهُ امْرَءًا تَكَلَّمَ فَغَنِمَ، أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ ” .

فى إعتقادى الخاص أن رمضان لا يزال مأخوذًا بالنجومية ، وما حققه من نجاح مادى ومعنوى فى السنوات القليلة الماضية ، بصورة لم يسبقه إليها فنان من قبل ، وهو حتى الآن لا يستطيع أن يكبح جماح نفسه أو إحساسه بالزهو بنفسه والنعمة التى هبطت عليه ، أو لم يصدق ذلك ودائما يقال : أن الإنسان عدو نفسه وأيضا عدو مايجهل .

أود فقط أن أذكر رمضان وأمثاله بأن الفن رسالة وأتمنى أن يقرأ عن ثوره 23 يوليو 1952 وكيف كان لها أثر كبير على كل نواحي الفن من ” إذاعة إلى تلفزيون إلى سينما ” ، وسوف أخص بالذكر فنانين كبار كانوا مجندين لأهداف الدوله ، وسوف أذكره بالفنان ” إسماعيل يس ” الذى تهكم عليه فى مسلسله .
هذا الفنان العظيم الذى مات فقيرا على الرغم من أنه قدم أفلاما قاربت على الـ 200 فيلم ، وكان الأكثر تسمية بإسمه ، إسماعيل يس قدم أفلاما تثبت نجاح ثورة 23 يوليو 1952، والتأكيد على بناء الجيش بكل قوة . عبقرية إسماعيل ياسين ، ووعى القائمين على إنتاج أفلامه ، جعل من أفلامه ، ” إسماعيل ياس فى الجيش” ، و ” إسماعيل يس فى الأسطول” ، و” إسماعيل يس فى الطيران ” ، وغيرها أفضل ترويج للمؤسسة العسكرية ، وأقصر طريق لتقديمها إلى الرأى العام المصرى بعد ثورة يوليو ، كما أنها نجحت نجاحًا ساحقًا فى تحقيق هدف عبدالناصر المعلن فى تلك المرحلة لبناء جيش ” المليون مقاتل مصرى ” . والحقيقة أنه قدم هذه الأعمال دون الحاجة إلى تقديم صورة البطل الأسطورى البعيدة عن الواقع كما يفعل محمد رمضان الآن . وبأجر يعد ملاليم بمقاييس عصره .
إقرأ عن أم كلثوم وحفلاتها وتبرعها للمجهود الحربى ، عن عبدالحليم وأغانيه التى تخدم الثوره ، وناصر إللى قال عنه إنه صوت الثورة ، وتأثير الـ أغنيته الوطنية الذى لا يقل عن جهود وأهمية وزارة الثقافة ، إقرأ عن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ، عن حالة الحب الكبيرة التي كان يعبر عنها الكاتب والشاعر الراحل صلاح جاهين
في أشعاره وكتاباته ، تجاه الوطن وتجاه عبد الناصر ، عن الأبنودى وبليغ ، عن ورده وفايزه وصباح عن ماجده واحمد مظهر عن ” رد قلبي” ، و” الأيدي الناعمة” و” في بيتنا رجل” وغيرها من الأعمال المهمة في تاريخ السينما .
إقرأ عن المشاهير الذين لم يتخلفوا عن آداء واجبهم المقدس فى الدفاع عن وطنهم وتقديم أرواحهم فداء لهذا الوطن أمثال : الفنان محمود قابيل وسمير الإسكندرانى ـ كابتن محمود الجوهرى ــ محمود بكر ــ عن فنانين إنضموا للجيش المصرى وشاركوا فى حرب أكتوبر وكتبوا فى مذكراتهم إن إنضمامهم لجيش بلدهم ولد لديهم شعور بالفخر والعزة والكرامة وحرصوا أنهم يكونوا قدوة للشباب ومنهم ” هانى شاكر ـ أحمد بدير ـ لطفى لبيب ــ محمود الجندى ” عن خالد الصاوى وحكيم وفنانين كتير إلتحقوا بقولاتنا المسلحة وخدموا فى صفوف الجيش .
إللى عاوز يساند بلده يافنان يساندها بالفعل لابالقول وببيوتى ولحم كتافى .. إلخ ، وليقل خيرا ولـ ينطق بالحقيقة أو ” لـ يصمت ” لأن السكوت فى أحيان كثيره خير من الكلام ، لعلك تعى الدرس .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.