شهد حلول عام 2021 ثورة علمية جديدة في العناية بتضميد الكسور العظمية التى قد تصادف الإنسان، تبناها فريق بحثي بقيادة الدكتور أحمد عبدالعزيز نائب عميد كلية الهندسة و علوم المواد بالجامعة الالمانية بالقاهرة بالتعاون مع نظائر لهم بمعهد ابحاث المواد بمركز هلم هولتز بجمهورية المانيا الإتحادية ،
حيث قاموا اعتباراً من عام 2019 بإجراء مجموعة من التجارب المعملية على عدة سبائك للمغنسيوم حتى تم التوصل عام 2021 إلى إستخدام سبيكة الكالسيوم مغنسيوم في تصنيع المثبتات الداخلية ( الشرائح ، المسامير ، الأسلاك المعدنية والدبابيس ) المستخدمة في عمليات علاج كسور العظام بدلاً من المثبتات المصنوعة من مادة التيتانيوم و الفولاذ غير القابل للصدأ “الأستانلس ستيل.”
و أوضح الدكتور عبدالعزيز إلى إن هناك العديد من الأسباب التي دفعت الفريق للبحث عن بديل لشرائح التيتانيوم و الأستانلس ستيل تتعلق بأختلاف و تأثير خواصهما على العظام ، حيث يخضع المريض لعمليتين جراحيتين الأولى لتثبيت السبيكة ” البراغي ” والثانية لنزعها نظرا لكونها ربما تتسبب في نمو أنسجة مضرة حولها أو ظهور بعض الأنواع من الحساسية تصيب المريض ، هذا إضافة إلى ارتفاع سعر التيتانيوم.
ولذا فقد أتجه الفريق البحثى لإحلال السبيكة العلاجية السابقة بسبيكة الكالسيوم مغنسيوم بعد إجراء الاختبارات الميكانيكية و قياس مقاومة التأكل في أوساط تماثل المحاليل الموجودة في جسم الإنسان ، و أظهرت التجارب المعملية أن هذه السبيكة لها نفس مواصفات العظام حيث تتتميز بنشاطها الكيميائي، الذى يعزز تكوين أنسجة العظام ويسرع من وتيرة بناءها ، وتعوز هذه النتيجة إلى ان التكوين الكيميائي للسبيكة من الكالسيوم و المغنسيوم يشبه إلى حد كبير التكوين الكيميائي للعظام وانسجتها ،
مما يجعلها مادة مثالية لصناعة الشرائح و المسامير القابلة للذوبان ، لأنها مصنوعة من مواد مستقاة من الجسم ، كذلك يعرف الكالسيوم بأنه معدن خفيف الوزن يذوب مع مرور الوقت من تلقاء نفسه ، ويبقى الهدف الأساسي من الاعتماد على هذه التقنية هو تجنيب المريض الخضوع لجراحة ثانية لإزالتها بعد التئام الكسر، لأنها تذوب تلقائياً .
ونوه عبد العزيز إلى انه عكف مع فريق العمل على التحكم في عملية ذوبان المثبتات المصنوعة من الكالسيوم مغنسيوم و إبطاء ذوبانها بالحفاظ على قوتها الميكانيكية خلال الفترة اللازمة لأمتثال الشفاء التي تتراوح فيما بين ثلاث إلى ست شهور على الاكثر .