إبراهيم نصر يكتب: القاضى المحترم ينصف الصحفيين
تابعت كثيرا من الأحكام الصادرة عن القاضى النبيل المحترم المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى رئيس محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية نائب رئيس مجلس الدولة،
وقد صارت جميعها نهائية وباتة، بعد أن تم رفض الطعون عليها واعتبارها كأن لم تكن، وصارت أحكام هذا القاضى الجليل واجبة النفاذ فى قضايا فى غاية الأهمية،
وكان آخرها حكما يتعلق بالأسرة الصحفية، فقد قضت مؤخرا المحكمة الإدارية العليا الدائرة الثامنة فحص فى الطعن رقم 36696 لسنة 59 قضائية عليا باعتبار الطعن المقام من الجهة الإدارية كأن لم يكن وتأييد الحكم التاريخى الصادر من محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية برئاسة المستشار الجليل الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى،
فى الدعوى رقم 2562 لسنة 67 قضائية بجلسة 25 يونيه 2013 بكامل حيثياته بأحقية المدعي عضو نقابة الصحفيين بجدول المشغلين، فى صرف بدل التدريب والتكنولوجيا باعتباره مقيداً بجدول نقابة الصحفيين وصرف الفروق المالية له،
وما يترتب على ذلك من آثار أخصها إلزام الجهة الإدارية باتخاذ إجراءات منح ذلك البدل لجميع الصحفيين المقيدين بجدول النقابة أياً كانت الصحيفة التى يعملون بها قومية أو مستقلة أو حزبية أو وكالات أنباء وسواء كانت مطبوعة أو رقمية، وبذلك يصبح الحكم نهائياً وباتاً واجب النفاذ.
وبعيدا عن المكسب المادى الذى تحقق لجميع أعضاء نقابة الصحفيين وأنا منهم، فقد أثلج صدرى ما جاء فى حيثيات الحكم من رفع قدر الصحفى وإعلاء شأنه، وتعظيم دوره فى المجتمع، والحض على ضرورة إعطائه حقه كاملا من بدل التدريب والتكنولوجيا، واعتباره حقا وليس منحة.
وسوف ألخص حيثيات هذا الحكم التاريخى المنصف للصحفيين الذى صار نهائيا وباتا واجب النفاذ بعد رفض طعن جهة الإدارة على الحكم واعتباره كأن لم يكن، ومناشدة المحكمة المشرع تقنين البدل وإعادة تقدير قيمته بعد أن صار لصيقا بالحياة المهنية للصحفى.
أما حيثيات الحكم التاريخى فيمكن تلخيصها فى الآتى:
علة بدل التكنولوجيا إتاحة الفرصة للصحفيين للاستعانة بأدوات العصر لمواجهة تحديات تطور فنون صناعة الصحافة.
بدل التكنولوجيا حق لصيق للحياة المهنية للصحفي وبدونه لا تستطيع الصحافة وضع الحقائق أمام أعين الشعب وتبصيره بما يجري حوله من انجازات.
التسلح التكنولوجي يكفل للصحافة المصرية أن تكون عابرة للحدود والقارات وقادرة على مخاطبة الرأي العام العالمى.
بناء شخصية الصحفي الموسوعى فى عالم التخصص القاعدة الصلبة لبناء الحصن المنيع للدفاع عن حقوق المجتمع.
بدون وسائل التكنولوجيا تتكبل حركة الصحفي ويتحول إلى مجرد موظف لا تظهر قدراته الحقيقية وإسهاماته المهنية.
الصحافة المصرية أثرت الحركة الوطنية وأرست حجر الأساس فى البناء الديمقراطي.
رواد القلم قدموا تضحيات رائعة والصحافة هى الضمير العام للأمة.
نحمد الله على تثبيت قيمة البدل، واعتباره ليس منحة، وفى انتظار تنفيذ مناشدة المحكمة المشرع تقنين البدل وإعادة تقدير قيمته بعد أن صار لصيقا بالحياة المهنية للصحفى، وعلى نقابة الصحفيين أن تقوم بدورها فى هذا الصدد.
وأخيرا وبعيدا عن منطوق الحكم وحيثياته، فقد أكد علاء غالب المحامى الخبير فى المنازعات الضريبية أن بدل التكنولوجيا لا يجوز فرض ضريبة عليه، لأنه نشأ بقاعدة عرفية والضريبة لا تفرض إلا على بدل تشريعى تم بموجب قانون.
IBRAHIM.NSSR@GMAIL.COM