خالد إمام يكتب : عدوان فاجر .. فى ( ذكرى النكبة ) فتشوا عن ( صفقة القرن ) الصهيوأمريكية

الكاتب الصحفي خالد إمام
سؤال وجيه .. واجابته أوجه : لماذا تشن اسرائيل عدواناً فاجراً الآن على قطاع غزة بالذات وفى الذكرى 73 لنكبة فلسطين مثلما حدث من قبل خلال حكم اوباما للولايات المتحدة ؟؟.. والاجابة ببساطة : لتحقيق ( صفقة القرن ) الصهيوأمريكية ..!!!!!
ولتنشيط الذاكرة .. فان هذه الصفقة بدأت اشاراتها الأولى خلال حكم الرئيس الأسبق الراحل حسنى مبارك حينما طلب نتنياهو من مبارك خلال لقائهما فى الاسماعيلية منح الفلسطينيين 40 كيلومتراً من شمال شرق سيناء لاقامة دولة لهم مقابل ان تعوض اسرائيل مصر بضعف هذه المساحة من صحراء النقب اضافة الى 80 مليار دولار.. وعلى الفور نال نتنياهو مايستحق من رد صاعق الجمه وجعله لا يتكلم عن هذه الصفقة مرة اخرى .
بدأت اسرائيل تفكر فى طرق اخرى لتنفيذ الصفقة .. فى البداية لجأت الى اعوانها من حماس الاخوانية بنص دستورها وكتائب القسام واجناد بيت المقدس للاغارة على حدودنا الشرقية ولكن قواتنا اعطتهم درساً قاسياً .. فتم تأجيل التنفيذ برمته حتى يحين الوقت .
وحان الوقت عندما تم التآمر للاطاحة بنظام مبارك فى 25 يناير 2011 .. وحقيقة المؤامرة هى اسقاط مصر .. وبالفعل اطيح بالنظام وقتها وركب الاخوان الحكم كما هو مخطط بالتزوير والتهديد بحرق البلد .. فهل عرفتم لماذا كان اوباما ( ينونو ) مستعجلاً رحيل مبارك ..؟؟!!
بمجرد وصول الاخوان للحكم .. خرجت ( صفقة القرن ) الصهيوأمريكية على السطح وبشكل علنى .. حيث وقع ( الخائن ) محمد مرسى العياط فى مكتب الارشاد بالمقطم على وثيقة تسليم مثلث ( العريش – رفح – الشيخ زويد ) للفلسطينيين مقابل 8 مليارات دولار .. فى حضور الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر ومرشد الاخوان محمد بديع وكل اعضاء مكتبه .. والصور موجودة ومتوفرة لمن يريد .. الا ان ثورة 30 يونيه 2013 وأدت الصفقة المشبوهة قبل تنفيذها بأيام .. ومن ثم هاج اوباما واعتبر الثورة انقلاباً عسكرياً على رئيس منتخب .. والسؤال هنا : اذا كانت ثورة 30 يونيه انقلاباً فالأحرى ان تكون احداث 25 يناير انقلاباً ايضاً حيث انها اندلعت ضد مبارك وهو رئيس منتخب .. لماذ ( خرستم ) على يناير و( استأسدتم ) على يونيه ..؟؟!!
الآن .. ولأن الادارة الأمريكية الجديدة من نفس قماشة وفصيلة دم ادارة اوباما .. فقد طفت على السطح ( قضية القرن ) وبشكل اوقح حيث تستغل اسرائيل انشغال مصر بأزمة السد الأثيوبى ومايجرى فى ليبيا كأمن قومى مصرى لتنفيذ مؤامرتها الكونية دون ان يفطن المتآمرون الى ان مصر قادرة على ادارة اكثر من ازمة فى وقت واحد .. وليتهم يعودون الى مابعد ثورة 30 يونيه وكيف ادرنا المواجهة مع الارهاب الاخوانى بكل فصائله فى كافة المحافظات بما فيها سيناء والصحراء الغربية بل وداخل ليبيا ايضا ( الثأر من قتلة اشقائنا الأقباط ) وفى نفس الوقت نبنى ونعمر ونقوى جيشنا وشرطتنا وكافة مؤسساتنا بخطى ثابتة وواثقة فى ملحمة ستظل محفورة فى الوجدان .. كما ان الرئيس السيسى عمد الى اجهاض الحجة القذرة فعمد الى تحويل سيناء من صحراء جرداء الى مدن ومصانع ومزارات وقطاعات منتجة .. فليخسأ المتآمرون .
×××
ان ماتفعله اسرائيل فى عدوانها الجديد الذى يتزامن مع الذكرى 73 لنكبة فلسطين ( 15 مايو 1948 ) لن تجنى منه سوى الخسران والعزلة .. فهى لن تفلح فى اخلاء غزة تحت اى ظرف ؛ و لن تستطيع ان تدفع الفلسطينيين للنزوح الى سيناء .. لن نسمح بفرض الأمر الواقع ؛ ولن تجرؤ على طردهم من الضفة الغربية الى الأردن ؛ ولن تنجح فى وأد القضية الفلسطينية .. لذا اقول لحكام بنى صهيون ( اعقلوا ) فهذا افضل وأسلم لكم .
وحتى تتأكدوا من ان ( صفقة القرن الصهيوأمريكية ) هى مؤامرة دُبرت بليل ومنذ عقود .. تعالوا لتروا مايفعله الصهاينة وردود الفعل العالمية :
1 – انهم يضربون ( غزة ) من البر والبحر والجو .. ووصل عدد ضحاياهم خلال 7 ايام حتى كتابة هذه السطور 145 شهيداً بينهم 39 طفلاً و22 سيدة واصابة 1150 بينهم مئات الأطفال والسيدات .. فى حين زعمت تل ابيب ان 1050 صاروخاً اطلقت على اسرائيل من غزة تسببت فى مقتل 5 اسرائيليين واصابة 46 آخرين .. هل رأيتم الفرق بين نتائج ( صواريخ العيد الفلسطينية ) والقوة الاسرائيلية المفرطة والغاشمة ..؟؟!!!
2 –اذا كان يحسب ( دبلوماسياً ) للرئيس الأمريكى بايدن تواصله مع مصر ودول اخرى لوقف الحرب فى فلسطين ، ويحسب ( دبلوماسياً ايضاً ) للرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون ان وجه نداء بأربع لغات فى تغريدة عبر تويتر لوقف العنف والدعوة للهدوء والسلام .. الا اننى ومؤكد مثلى ملايين نتساءل : هل سيتوقف نزيف الدم فى الأراضى المحتلة بالدبلوماسية والتغريدات ؟؟..وهل ترتكب اسرائيل تلك المجازر الا اذا كانت قد اخذت الضوء الأخضر من وراء الأطلنطى ..؟؟!!!!!
3 – تبذل مصر جهوداً ضخمة على كافة المستويات للدفاع عن اشقائنا الفلسطينيين ولوقف العدوان الفاجر .. ودفعت بسيارات اسعاف لنقل المصابين الى كافة مستشفيات سيناء .. الا ان الأمر المؤكد انها لن تفتح المعبر ابداً ليتدفق منه مئات الآلاف والا نكون قد حققنا لاسرائيل مرادها التآمرى ومن ثم تضيع سيناء وتموت القضية الفلسطينية للأبد .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.