منذ مايقرب من الـ عام ونصف تقريبا إستيقظ العالم على خبر ظهور فيروس جديد فى مدينة ” ووهان ” الصينية أطلق عليه إسم ” كوفيد 19 ” أو فيروس ” كورونا ” وإن شئت قل الفيروس ” الصينى ” كما كان يحلو للرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب أن يطلق عليه ، ومن ووهان المدينه الصينية الكبيرة التى يقطنها 8,9 ملايين نسمة والتى تعد أصغر قليلا من لندن وأكبر من واشنطن إنتشر الفيروس فى العديد من دول العالم إنتشار النار فى الهشيم وحصد الملايين من الأرواح ولايزال يخصد إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا .
وقبل أن يفيق العالم من صدمة فيروس كورونا والسباق المحموم من أجل إيجاد مصل أو لقاح له ، إتجهت انظار العالم إلى الصين مجددا ولكن هذه المرة بخبر الصاروخ الصينى التائه فى الفضاء الذى خرج عن السيطرة منذ الخميس الماضى وأصبح حديث وسائل التواصل الإحتماعى ومحركات البحث فىgoogle وغيره لأن هبوط الصاروخ الغير متحكم فيه بات يهدد سكان الكرة الأرضية بسقوطه الغير معلوم موعده ومكانه . وكأن الصين أصبحت قدرا للبشرية .
الحقيقة التى لاتغيب عن البال أن العالم فى سباق محموم لـ إرتياد الفضاء ، وأن الصين أرادت أن يكون لها محطتها الفضائية الخاصة الأكثر تقدما ، بل وتستهدف أن تكون قوة فضائية رئيسية تنافس ” الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ووكاله الفضاء الأوربية ” وخاصه بعد أن أصبحت تواجه قيودا على إستخدام محطة الفضاء الدولية ، ومن المعلوم وفقا لعلماء الفلك والمتخصصين أن الصاروخ بعد إطلاقه من الأرض وإنتهاء مهمته فى الفضاء يكون محددا له مكانا للسقوط إما فى الأماكن النائية أو الغير مأهولة بالسكان مثل الصحارى أو البحار والمحيطات .. إلخ ، ولكن خروج الصاروخ عن السيطرة معناه أنه يمكن أن يسقط فى أى مكان أو مايعرف بالسقوط الغير معلوم !!
الصاروخ الصينى Long March 5B التابع لـ محطة الصين الفضائية أو ” القصر السماوى ” والذى حرج عن السيطرة فى الفضاء منذ يوم الخميس الماضى ، وفقا للأقمار الصناعية التى تعقبته يبلغ طوله 100 قدم أى حوالى 30 مترا ، وسرعته فى الفضاء 4 ميل / ثانية ووزنه 21 طنا ، ووفقا للعلماء أن هذا الصاروخ يدور في مدار حول الأرض بارتفاعات تتراوح بين 160 الى 260 كم وبسرعة متوسطة تزيد قليلا عن 28 الف كم مما يجعله يكمل دورة كاملة حول الأرض في حوالى 90 دقيقة في مدار بيضاوى .
على أية حال وحتى يصل إلينا خبر سقوط هذا الصاروخ الشارد ندعو الله وكلنا أمل فى إستجابة الدعاء فى هذه الأيام المباركة ” العشر الأواخر من شهر رمضان ” أن لايصيبنا Long March 5B بأذى وأن يحترق في الغلاف الجوي للأرض ، وأن تسقط حطامه فى المحيطات أو فى الأماكن الغير مأهولة وأن يبعد ضرره عن البشرية جميعا وبمناسبه الحديث عن صاروخ الصين هناك سؤال يطرح نفسه : أين مصر من سباق العالم لـ إرتياد الفضاء وخاصة بعد أن أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة مؤخرا عن وصول مسبار الأمل إلى كوكب المريخ ؟
من المعلوم أن مصر لها برنامج فضائى حيث أنشأت وكالة الفضاء المصرية Egyption Space Agency بالقانون رقم 3 لسنة 2018 بهدف إستحداث ونقل علوم تكنولوجيا الفضاء وتوطينها وتطويرها ، وإمتلاك القدرات الذاتية لبناء الأقمار الصناعية وإطلاقها من الأراضي المصرية ، والحقيقة أن للوكالة أهدافا طموحة نأمل أن تتضافر الجهود لتحقيقها حتى تقف جنبا إلى جنب مع دولة الإمارات العربية فى المهمة التي قادتها كأول دولة عربية تبدأ فى إستكشاف الكواكب . وخاصه وأن لدينا من البنيه التحتيه والعقول المصريه المؤهله أو التى تحتاج إلى تأهيل وبعثات للخارج ليكون لدينا برنامجا فضائيا طموحا يجعلنا فى مصاف الدول المتقدمه .
بقى أن أشير إلى أن المصريين بخفه دمهم المعهودة لم يمر عليهم خبر الصاروخ الصينى الشارد مرور الكرام ، فمنهم من دعا الله أن يسقط على ” سد النهضة ” ومن النشطاء على وسائل التواصل الإجتماعى من سرح بخياله بعيدا إلى أنها عملية مخابراتية بحته تم من خلالها على حد قوله فك شفرة الصاروخ الصينى والتحكم فيه بل وتوجيهه لـ ينتهى به المقام إلى السقوط فوق سد النهضة ، وهكذا المصريين لم يفوتوا مناسبة إلا ويتنهكموا منها . حفظ الله مصر وأعاد عليكم الأيام بالخير والسعاده .
