” عزف الأنامل ” قصيدة للشاعر محمد الشرقاوي

الـطـيــرُ يـشـدو سـاعـيًا بصـبـاحِ
فـيـعـودُ صـوتُ البِـشـرِ والأفـراحِ

والشمـسُ إن سـُئلت قبيلَ غروبِـها
قالت تركـتُ هنـاك وجـهَ ( صلاحِ )

قـلـبٌ لهُ كُلُّ القـلـوبِ تـسابـقـت
لِـتـعـيـشَ بـيـن مــحـبـةِ الأرواحِ

عـقـلٌ لهُ كُلُّ المـحـافـلِ أنـشـدت
وبـذكــرهِ نـالـت رفــيـعَ وشــاحِ

وبفـكرهِ تـعلو الشعوبُ وترتـقـي
فالعلـمُ في الـمـيدانِ خـيرُ سـلاحِ

أسـسـتَ للـنـقــادِ نـهـجـًا عـادلا
وبـنـيـتَ مـدرسـةً بـدونِ صـيـاحِ

ورفـعـتَ للأفــلاكِ كلَّ مـواهــبٍ
تسعى بصـدقٍ في طريـقِ نـجـاحِ

وصنـعـتَ للأدبِ الأصـيـلِ مـكانـةً
فـمـضى يـصـولُ بعـطره الفَـوَّاحِ

سافرتَ في بحرِ الـعلـومِ ولم تزلْ
بـعـزيــمـةِ الـقـبطـانِ والسـبَّـاحِ

في سـاحةِ العـلمـاءِ تـحـيا قـائـدًا
تـعـلو فـيسقـطُ عـالـمُ الأشــبـاحِ

تـتـراقـصُ الأقـلامُ بـيـنَ أنـامــلٍ
عـزفـت لحـونَ البـلـبـلِ الـصـدَّاحِ

نعم الرسالةُ يا ابن ( عدسٍ ) صنتها
جـددتَ عـهـدَ البـعـــثِ والإصـلاحِ

وغـدوتَ للـنـبـلاءِ قــلـبًـا حـانـيًـا
وقـصـصـتَ للأعــداءِ كُـلَّ جَـنــاحِ

للـسـائرينَ على الـدروب مُـنـاصرٌ
للـهـادمـيـن تـســوقُ كُـلَّ رمــاحِ

لمَّـا تَـبعـتَ الـعابـرينَ إلى الهـُدى
حــزتَ الأمـــانَ بــغــدوةٍ ورواحِ

مـا كُـنتَ ترجو من خطاكَ مطامعًا
فرضـا الـمهـيمـنِ غـايـة الأربـاحِ

إنـي وإن أعـلنـتُ بعضَ مشاعري
ما زلتُ في شـوقٍ إلى الإفـصـاحِ

هذا القصيدُ مدى العصورِ شَهادتي
ستـظلُّ مـثـل الـمـاءِ في الاقداحِ

أبـشر فإن غـصونَ غرسِك ايـنعت
جـادت بـرغـم عـواصـفٍ وريــاحِ

يحـميـك رب الكـون في عـليـائـِه
ويـصـونُ قـلـبَـكَ دون أي جــراحِ

—————————–
القصيدة تحية للناقد د صلاح عدس
—————————–