منال قاسم تكتب : ابحثوا عن دفء الزمن الجميل في رمضان

منال قاسم
رغم تسابق القنوات الفضائية هذة الايام لعرض كل ما لديها من مسلسلات فى ظل زخم درامى كبير ، وحرص كل قناة على الدخول للمنافسة بكل ما تملك .. إضافة إلى الاعلانات التجارية الجديدة التي تحاصر المشاهد وتقطع متعة المشاهدة بعد كل مشهد لا يتجاوز خمس دقائق
ورغم هذا الكم الهائل من المسلسلات والبرامج إلا أن جيل السبعينات والثمانينات لديهم ذاكرة خاصة تحمل كل ماهو جميل من ذكريات وحنين لا تضاهيها أى عروض من فضائيات هذه الايام
رمضان فى ذاكرة المصريين بما كان له من طقوس خاصه نشتاق جميعا إليها وإلى استرجاعها فى ذاكرتنا بما كانت تحمل من لمة العيلة فى انتظار الرؤيا لأستقبال الشهر الكريم عندما كانت القلوب والنفوس متصلة بالحب والرضا وكان الالتفاف حول الراديو والجميع يعيشون سيمفونية حب رغم أى ظروف اقتصادية صعبة فقد كانت هناك حالة من الرضا تحيل حياة الجميع الى جنة
صوت النقشبندي يصدح بالتواشيح والابتهالات وكأن صوته قادم من السماء ، والفوانيس أم شمع يضيء بشعلة تتراقص في أعين الصغار قبل الكبار ، ولمة الأهل والجيران على الإفطار .. ولسان حالهم يقول : افرحوا يابنات يلا وهيصوا رمضان جانا
وحوى ياوحوى والمسلسل الإذاعى لشويكار وفؤاد المهندس عقب صلاة المغرب .. وألف ليلة وليلة بصوت زوزو نبيل والتى كنا نسرح معها بخيالنا البرئ .. فوازير نيللى او شريهان .. وحلقات بوجى وطمطم .. وبكار وعمو فؤاد
وأيقونة رمضان  خواطر الشيخ الشعراوى قبل الأذان .. ثم ابتهالات النقشبندي .. وبعدها ينطلق مدفع الافطار ليصدح صوت الشيخ محمد رفعت معلنا لحظة افطار الصائمين في الشهر الكريم
طقوس رمضانية خالصة غابت عن البيت والشارع المصرى الآن بفعل التكنولوچيا والتطور وانتشار الفضائيات وعالم الانترنت بفضاءاته الافتراضية التى باتت العدو الأول للعلاقات الاجتماعية الطيبة التى افتقدناها وفقدنا معها أشياء جميلة كنا نعتز بها فى حياتنا ولم يبقى لنا منها إلا الذكريات الجميلة فنضطر أن نبحث عنها فى فيلم قديم او مسلسل اذاعى مستمتعين بالحنين إلى الماضى وعبق مصر فى شهر رمضان بروحانياته الخالصة المميزة بالالوان والأصوات المبهجه والروائح العطرة التى تملأ سماء المحروسة لتظل عالقة فى الأذهان مهما غيبتها السنين
ابحثوا عن دفء الزمن الجميل .. بدلا من دفن أيامكم فى قبر التكنولوجيا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.