فى شهر القرآن الكريم يطيب الكلام عن أهل القرآن، الذين هم أهل الله وخاصته، يقول نبينا – صلى الله عليه وسلم -: “إِنَّ لله أَهْلِينَ مِن النَّاسِ” قَالُوا: يَا رَسُولَ الله مَنْ هُمْ؟ قَالَ: “هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ: أَهْلُ الله وَخَاصَّتُهُ”، ومن إكرام الله – عز وجل – لأهل القرآن أن جعله شفيعًا لأصحابه يوم القيامة، يقول نبينا – صلى الله عليه وسلم -: “الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ”.
والقرآن الكريم إما أن يكون حجة لنا أو حجة علينا، يقول نبينا – صلى الله عليه وسلم -:” والْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ”، فالقرآن حجة لمن أعطاه حقه تلاوة وتدبرًا وعملاً بأوامره ونواهيه والتزامًا بأخلاقه، وحجة على من ضيعه هجرًا له أو هجرًا لأخلاقه وأوامره ونواهيه.
وليس بالضرورة أن يكون المسلم ماهرا فى قراءة القرآن حتى يقبل على قراءته، بل عليه أن يجتهد فى التعلم وينتهز فرصة الشهر الكريم ويقرأ على غيره حتى يصحح له قراءته، وله بذلك أج أن، فعَنْ عَائِشَةَ – رَضِيَ الله عَنْها – قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ”.
وفى شهر الرحمات والبركات، ما أجمل أن نتنافس فيما بيننا، ليس فى حسن الصيام، وقراءة القرآن وصلاة التراويح فحسب، بل لعل النفقة فى شهر رمضان على الفقراء تعدل ذلك كله، أو ربما تزيد عليه فى الأجر، وفى ذلك فاليتنافس المتنافسون، فعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ: “لاَ حَسَدَ إِلَّا عَلَى اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ الله الكِتَابَ، وَقَامَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَرَجُلٌ أَعْطَاهُ الله مَالًا، فَهُوَ يَتَصَدَّقُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ”.