كان يوم أمس الجمعة 9 أبريل هو الذكرى الـ73 على مذبحة دير ياسين ، فى القرية التى تحمل نفس الاسم غربى القدس عام 1948 ، والحقيقة أن هذه المذبحة البشعة بينت وكشفت عن دموية أبناء صهيون وكانت سببا مباشرا فى ” هجرة ” الآلاف من الفلسطينيين إلى البلدان العربية المجاورة فرارًا من عمليات البطش الممنهجة التي قامت بها العصابات الصهيونية على مرأى ومسمع من العالم أجمع
وكانت أيضا ” الفتيل” التى أشغل الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 ، بل وأضافت حقداً على الحقد الموجود أصلاً بين العرب وإسرائيل .
وقدرا أن تتزامن الذكرى الـ 73 لـ مذبحة دير ياسين مع ذكرى أشد ألما وفاجعة وقعت أحداثها فى يوم الأربعاء الموافق لـ 8 أبريل 1970 على مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية التى كانت علي موعد مع التاريخ لـ يوثق جرائم الإحتلال الإسرائيلى ، عندما أغارت 5 طائرات إسرائيلية مقاتله من طراز إف-4 فانتوم ، تحمل قنابل تزن ” 1000 رطل “
وقامت في الساعة التاسعة وعشرين دقيقة بقصف مدرسة بحر البقر وتدميرها على أجسام التلاميذ الصغار . وأسفرت الغارة الجوية عن ” إستشهاد 19 طفلا وطفلة وقتها ، وبلغ عدد المصابين أكثر من 50 فيهم حالات خطيرة ، وأصيب مدرس و11 شخصا من العاملين بالمدرسة”.
51 عاما مرت على مذبحة شهداء مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية ، و 73 عاما بالتمام والكمال مرت على مذبحة دير ياسين البشعه ، التي نفذتها العصابات الصهيونية تحت غطاء من الإنجليز وراح ضحيتها مابين 250 إلى 360 شهيدًا فلسطينيًا من النساء والأطفال والشيوخ ، دون مساءلة قانونية حقيقية ضد مرتكبى هذه المذابح وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية التى أرتكبت فى حق الشعب الفلسطينى وإنتهكت حقوقه المشروعة أمام الإرهاب الصهيوني حتى يتمكن من إقامة دولته المستقلة .
كان الهدف من العملية الصهيونية الإرهابية التى وقعت ضد أهالى قرية دير ياسين فى فجر التاسع من أبريل عام 1948 ، هو تهجير سكان القرية ، وبث الرعب في القرى والمدن الأخرى
وتوقع المهاجمون على قرية دير ياسين حسب الكتب والمؤلفات التى وثقت لتلك المجزرة البشعة أن يفزع الأهالي من الهجوم ويبادروا إلى الفرار والهرب من القرية ” وهو السبب الرئيسي من الهجوم ” كي يتسنّى لليهود الاستيلاء على القرية . لكنهم فوجئوا بنيران القرويين التي لم تكن في الحسبان وسقط من اليهود 4 من القتلى و32 جرحى حسب الروايات .
إستعان المهاجمون اليهود ب “الهاجاناه” في القدس والتي بعثت بالتعزيزات ، وتمكّنوا من إستعادة جرحاهم وفتحوا الأعيرة النارية على أهل القرية دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة ، ولم يكتفوا بذلك ، بل أقتيد نحو 25 من رجال القرية داحل سيارات ، وطافوا بهم شوارع الأحياء اليهودية وسط هتافات اليهود ، كما كانت تفعل الجيوش الرومانية قديما ، ثم عادوا بالضحايا إلى قرية دير ياسين وتم إنتهاك جميع المواثيق والأعراف الدولية
حيث جرت أبشع أنواع التعذيب ، ثم أعدموهم رميا بالرصاص . وحسب شهود عيان عاصروا المذبحة : ” إنه شيء تأنف الوحوش نفسها إرتكابه لقد أتو بفتاة وإغتصبوها بحضور أهلها ، ثم إنتهوا منها وبدأوا تعذيبها فقطعوا نهديها ثم ألقوا بها في النار ” وبعد المذبحة ، استوطن اليهود القرية ، وفي عام 1980 أعادوا البناء في القرية فوق أنقاض المباني الأصلية وأسموا الشوارع بأسماء المقاتلين الذين نفّذوا المذبحة .
أن ماقامت أو نقوم به إسرائيل من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى حق أمتنا وشعوبنا العربية والدور الذى تلعبه من وراء الستار هى وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة ” جو بايدن ” فى ملف سد النهضة الأثيوبى ، والصلف الذى يبديه المفاوض الأثيوبى ، إنما يوكد على حالة الكره الدفين المترسخة لدى المصريين ضد الكيان الصهيونى
ولعل ماحدث مؤخرا وإعلان نقابة الفنانين المصريين عن التحقيق مع الفنان محمد رمضان في واقعة التقاطه صورة مع مطرب اسرائيلي هو تأكيد على حجم الرفض الشعبى في مصر لمسألة التطبيع مع اسرائيل . وعلى الرغم من الهرولة العربية وموجه التطبيع مع إسرائيل إلا أنها ” عصية ” على الشارع المصرى .
والحقيقة .. أن مصر من أكثر الدول العربية التى وقفت إلى جانب الحقوق المشروعة والعادلة للشعب الفلسطينى وخاضت حروبا ” خمسه ” ولاتزال تدافع عن إقامة دولته المشروعة وعاصمتها القدس الشريف إضافه إلى تنفيذ قررات الأمم المتحدة ومجلس الأمن التى تقضى بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها الجولان السوري والقدس المحتلة .. تلك هي المرجعية الوحيدة لدى القيادة المصرية والتي لن تفرط
في أي من تلك الثوابت .