عبد الناصر البنا يكتب : السيسي سر نجاح موكب المومياوات
دائما وأبدا ” تعوى الكلاب والقافلة تسير ” خونة الداخل والمتربصين بمصر فى الخارج من أعداء الوطن دائما يحاولوا ” تسفيه ” أو التقليل من شأن أى إنجاز يتم على أرض الواقع
والحقيقة التى لاتقبل الشك أن مصر تسير بخطى ثابته إلى الأمام ، مصر أبهرت العالم بالموكب المهيب للمومياوات الملكية وهذا التنظيم والإعداد الجيد للحدث الذى خرج بصورة تليق بوجه مصر الحضارى وهيبة وعظمة ملوكها وملكاتها
وهكذا مصر دوما تصنع الحدث ، مصر كانت وستظل حديث القاصى والدانى ، ناهيك عن حالة الفخر التى تسرى فى روح المصريين بعد إنتهاء الحدث ، وأعتقد أنها سوف تستمر لفترة طويلة ، وهذا لم يكن ليأتى لولا أن مصر أصبحت تمتلك الرؤية والإرادة السياسية .
وحتى لايمر هذا الحدث مرور الكرام هناك عدة حقائق لابد من التذكير بها
أولا : المومياوات الملكية ” أصحاب فضل ” ليس على المصريين فقط وإنما على البشرية كلها ، وهم من صنعوا التاريخ المصرى القديم ، وأننا ننتمى إلى حضارة عريقة وعظيمة ينظر إليها العالم بكل تقدير وإحترام ، ونحن نفتخر بها دوما ، وكان من الواجب علينا أن نظهر للعالم جمال مصر وعظمتها وإحترام المصريين لتاريخهم واجدادهم .
ثانيا فكرة نقل المومياوات لم تكن وليدة الصدفة ، وإنما كما ذكر الدكتور خالد عنانى وزير السياحه والآثار أنها جاءت فى عام 2019 وبدأ الإستعداد لها بشكل قوى منذ عام ونصف تقريبا ، وتم تأجيل الموعد عدة مرات بهدف أن يرى العالم مصر فى أبهى صورها وأن تكون ” هيبة ” ملوك وملكات مصر فى كل شىء .
وهنا تأتى الرؤية والإرادة للقيادة السياسية التى أعطت التوجيهات بضرورة أن تكتمل الصورة الحضارية للموكب من خلال تطوير ميدان التحرير وازالة الإعلانات الكبيرة التى تشوه الوجه الحضارى للميدان ، وترميم وطلاء واجهات المبانى المحيطة ، وتزيينه بمسلة فرعونية بعد ترميمها ورفعها فى الميدان، وترميم أربعة كباش كانت موجوده فى معبد الكرنك ، وعمل نظام اضاءه حديث حتى أصبح يضاهي ميادين لندن وباريس .
كما تم تطوير بحيرة عين الصيرة على مساحة 63 فدان ، ومنطقة مجرى العيون والمنطقة المحيطة بالمتحف القومى للحضارة بصورة غيرت المشهد بالكامل فى منطقة الفسطاط بمصر القديمة ، ولا يخفى على أحد المنظر الذى كانت عليه من قبل كونها بؤرة لتجميع مخلفات القمامة والمبانى العشوائيه .
أما فعاليات موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف القومى للحضارة بالفسطاط الذى أصبح حديث العالم فقد سبقه تجهيزات كثيرة ؛ ويجب أن أشير إلى أن خطة نقل المومياوات عرضت على الرئيس بكل تفاصيلها من وزير السياحة والآثار وأشاد الرئيس بها وتابعها بنفسه وتابع كل تفاصيل الحدث وتمت مراجعتها أكثر من 20 مرة
ووفقا للشركة المنظمة للحفل أن الرئيس كان يتابع على مدار 14 شهرا حتى يظهر بالصورة المشرفة لمصر ؛ وهو مايعكس رؤية مصر الجديدة فقد كانت هناك بروفات تتم أسبوعيا وأحيانا يوميا وتم تنفيذ 30 عرضا سبقت العرض النهائى؛ ووفقا للشركة أن الرئيس طلب اضافة مشهد ظهور الأطفال فى الاحتفالية والذى كان من عوامل نجاح هذا الحفل .
لايخفى على أحد المجهود الجبار الذى بذل فى هذا العمل الذى كان التريند رقم (1) فى العالم ؛ هذا الحدث توافرت له كل عوامل النجاح بدءا من اختيار أفضل الخبرات فى مختلف المجالات والجميع كانوا متطوعين ” إخراج _ إضاءة _ ديكور .. الخ “
كان هناك اهتمام غير عادى بالتفاصيل والإنجاز والإتقان ( بالفريم ) والثانية التى تحتوى 24 فريم بما يعكس المنهج الحديث للدولة ؛ كان هناك أكثر من بطل لهذا العمل ” الهيئة العربية للتصنيع التى قامت بتصنيع المركبات التى نقلت المومياوات والمهندس الذى صمم السيارات وصاحب تصميم شعار موكب المومياوات
الفنانين الذين شاركوا متطوعين ” الكنج محمد منير _ خالد النبوى _يسرا ونيللى كريم ومنى زكى وكريم عبدالعزيز وأحمد حلمى وأحمد السقا وامينة خليل وآسر يس .. وغيرهم “
الإضاءة والتصوير كانت أيضا من عوامل نجاح هذا الحدث العالمى ؛ والحقيقة أن هذا الفريق عمل لفترة طويلة على التجهيز له اقتربت من العام مابين اجتماعات وبروفات وان ماشاهده العالم كله لم يكن وليد لحظة .
المايسترو نادر عباسى قائد الأوركسترا المصرى العالمى فى موكب المومياوات الملكية صاحب الفكرة العبقرية فى كتابة الأغنية باللغة المصرية القديمة وايضا ابن اسوان الذى قام بترجمة النص من اللغه الهيروغليفية والفنانين والعازفين المشاركين فى الحفل الكبير
منفذوا الديكور والتصميمات وفريق العمل المرافق لهم ؛ فريق الموسيقات العسكرية ؛ شباب وشابات مصر الذين تطوعوا فى هذا العمل والقائمة تطول بالطبع وانها أن دلت على شئ فإنما تدل على أن المصرى لو توفرت له الامكانيات والإرادة والرؤية فعل المعجزات
اما الحديث عن متحف الحضارة القومى فلا يسع المقام لذكره الآن ، ويكفى أن قاعة المومياوات وحدها تعد واحدة من أجمل القاعات فى الشرق الأوسط واما المتحف فهو إضافة كبيرة لمصر وسوف يدرج ضمن برامج الزيارة للسياحة المصرية .