منال قاسم تكتب : الرئيس السيسي .. والخطوط الحمراء

منال قاسم
دائما مايشير الرئيس فى أحاديثه ورسائله للداخل والخارج .. أن استخدامنا للقوة متوازن ورشيد ويهدف لحماية أمننا القومى وحدودنا واستقرار دولتنا وان جيشنا يحمى و لايهدد ولا نبدأ بالعداء إلا فى حالات التجاوزوالتعدي علي حقوق مصر وشعبها
كلمات الرئيس وتصريحاته المتعقلة دائما ماتضع نهاية للصراع .. فكم من مرة أطلق فيها سيادته مصطلح “خط احمر ” والذى بات مرعبا ويحسب له من الجميع ألف حساب
فعندما استخدم الرئيس كلمة ” خط احمر”  فى تحديد موعد زمنى مع جماعة الإخوان ، وبمنتهى الصبر والثقة وفى لحظات فارقة فى تاريخ وعمر الوطن كان الإنذار واضحا ،  ووقتها التف حوله الشعب فى تأييد ومؤازرة وكانت النتيجة المكللة بالنجاح لثورة ٣٠ يونيو
وعندما رسم  الرئيس خط ” سرت – الجفرة ” كان خط احمر في ليبيا وكان هدفه وضع نهاية للصراع .. وقد كان ، وكانت النتائج التى تحققت فى هذا الملف مبشرة بأنفراجة للأزمة الليبية وبدأ مشوار الحل السياسي واستجاب مجلس النواب والحكومة وكل الأطراف  وأصبحت فى طريقها لأعادة ضبط الموقف سياسيا واقتصاديا وامنيا فى ليبيا لينتهى فصل ليس بالقصير من الصراعات
وعاد الرئيس لاستخدام كلمة خط احمر مرة أخرى في تصريحاته الأخيرة من على شاطئ قناة السويس عقب الخروج بنجاح من أزمة السفينة العالقة وتعويمها بحرفية أشاد بها العالم بعد أن حبس أنفاسه لمدة 6 أيام
وفى كلمات هادئة ورسالة ذكية فى تلويح – لأول مرة – قد يفهم منه أنه تهديد بعملية عسكرية سيعم صداها وتأثيرها وقد تؤدى إلى حالة من عدم الاستقرار فى المنطقة بأكملها
مسألة المياة بالنسبة لمصر حياة أو موت ومن هنا على أثيوبيا إعادة حساباتها جيدا لأنها لن تجد حليف فى ظل تحييد موقف تركيا وقطر والولايات المتحدة التى تشهد على مماطلة اثيوبيا وكذلك الاتحاد الأفريقى والذى شهد على استجابة مصر فى المفاوضات
فلا يمكن أن يتهم مصر أحد بعدم الرغبة في استكمال المفاوضات أو التوقيع ، وان اثيوبيا هى التى تراوغ وتماطل فى هذا الأمر بالتالى فليس أمام اثيوبيا إلا أن تقف عند الخط الأحمر .. وأمامها أقل من ١٠٠ يوم .. إما أن توافق على الاتفاق أو أن تنتظر سيناريو آخر فى ظل التصريح الذي أطلقة الرئيس السيسى  الذى لا يطلق تصريحات جزافا ، ولا يتحدث الا بقدر ما يملك من قراءة صحيحة وقوة عسكرية وحنكة سياسية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.