أنظار العالم كله كانت تتجه إلى مصر طوال الأسبوع الماضى لمتابعه أزمة السفينة ” إيفر جيفن ” التى ترفع علم دولة بنما الجانحة فى المجرى الملاحى لقناة السويس فى الكيلو (151) ترقيم قناة السويس بالمدخل الجنوبى للقناه والتى عطلت حركة الملاحة العالميه لمدة سته أيام ، والمعلوم أن مايقرب من الـ 30٪ من حجم حاويات الشحن في العالم يمر يوميًا عبر قناة السويس البالغ طولها 193 كيلومترًا ، وحوالي 12٪
من إجمالي التجارة العالمية لجميع السلع .
لا أحد ينكر أو يقلل من حجم الجهد الذى بذل من قبل هيئة قناة السويس فى التعامل مع هذا الحادث الغير عادى على مستوى العالم فى مجرى القناة والذى إستمر لـ ” سته أيام ” رغم الخبرات المتراكمه التى تملكها إداره القناه ،
ووفقا لتصريحات رئيس الهيئه الفريق أسامه ربيع وما ذكرته شبكة CNN أن قاطرة هولندية شاركت في جهود تعويم السفينة . والجدير بالذكر أن القاطرة الهولندية ساعدت في المرحلة الأخيرة من تعويم السفينة بعد أن أنجزت قاطرات القناه 70% من المهمة .
وذلك نظرا لضخامه الحادث من حيث حجم السفينه العالقه التى كانت في طريقها من الصين إلى ميناء روتردام في هولندا جيث يبلغ طولها 400 متر وعرضها 59 مترا ووزنها الذي يبلغ وزنها 224 ألف طن .
أزمة السفينه ” إيفر جيفن ” العالقه فى قناه السويس بينت معدن الشعب المصرى الأصيل الذى وقف على قلب رجل واحد فى حال ترقب وقلق ، وخاصه وأن الحادث تزامن مع أسبوع الآلام للمصريين من حيث عدد الحوادث القدريه التى جاءت فى وقت تستعد فيه مصر لحدث عالمى وهو نقل المومياوات الملكيه .
والحقيقه أنه لاعجب فى ذلك ونحن نعلم أن أجداد هذا الشعب هم الذين حفروا القناه التى إستغرقت عشر سنوات (1859 – 1869) بدمائهم ، وساهم فيها ما يقرب من الـ ” مليون ” عامل مصري ، مات منهم أكثر من 120 ألف أثناء عملية الحفر نتيجة الجوع والعطش والأوبئة والمعاملة السيئة ، كما بينت خفه دم المصريين على وسائل التواصل الإجتماعى عقب تعويم السفيه
والأهم أنها بينت العدو من الحبيب والأبواق المأجوره التى تنعق فى الخارج فى محاوله يائسه لـ ” التسفيه والسخريه ” من أى شىء ، وعدو لم ينسى صفعه ” جمال عبدالناصر ” فى عام 1956 عندما إتخذ قراره بتأميم القناه لـ ” شركه مساهمه مصريه” ولذلك لاعجب فى مافعله الغرب ودعايه الشر التى راحت تروج لمشاريع بديله إخترعوها ليشيعوا فى أذهان المصريين حلم القناه .
من السابق لأوانه الحديث غن الأسباب الرئيسيه التى أدت إلى حادث جنوج العبارة ” إيفر جيفن ” قبل إنتهاء التحقيقات ، وما إن كانت الرياح والعاصفة الترابية هى السبب الرئيسي في جنوحها ، وما مدى إحتمال وجود خطأ فني أو بشري
وإستيضاح موقف قائد السفينة وإن كان قد إستجاب لتعليمات هيئة قناة السويس قبل جنوحها لتحديد المسئوليه ، وما إن كان هناك سوء نيه من قبل قائدها ، وخاصه وأن صورا نشرتها وكالة ” نوفوستي ” الروسية بالأقمار الصناعية ، كشفت عن مسار غريب سلكته السفينة قبل دخولها والجنوح .
وقالت الوكالة : إنه وفقاً للصور إتبعت السفينة مساراً مثيراً للجدل في البحر الأحمر ، وتُظهر أنها سلكت مساراً دائرياً وغير مفهوم قبل أن تدخل ممر القناة .
صحف العالم لم تكف عن الحديث عن السفينه الجانجه حتى بعد إنتهاء الأزمة . صحف بريطانيا تحدثت عن تحدد المسئوليه عن جنوح السفينه الضخمه وحمولتها التى بلغت 224 ألف طن ، ومن يجب أن يتحمل تكاليف إنقاذها ،
ومن هى الجهه التى سوف تتحمل التعويضات الهائلة التى تقدر بالمليارات قيمة الخسائر التي نجمت عن توقف حركة الملاحة في القناة لمده أسبوع
وتوقعت معركة قضائية طويلة الأجل بين هيئة القناة وشركات التأمين والشركات المشغلة ، وأكدت أن هذه القضية قد تكون أكبر عملية تمويل لدفع تعويضات ضحايا سفينة حاويات في تاريخ النقل البحري”.
كما أوضحت أن جنوح السفينة تسبب في خسارة للتجارة العالمية بلغت نحو 7 مليارات جنيه إسترليني يوميا ، في حين بلغت خسائر هيئة قناة السويس
10.9 مليون جنيه إسترليني يوميا .
وأشار تقرير لشركة ” أليانز ” للتأمين إلى أن اليوم في تعطّل نقل البضائع ، نتيجة وقف الملاحة بالقناة ، “يكلّف التجارة العالمية من 6 إلى 10 مليارات دولار”. وقالت شركة “لويدز ليست” إنّ الغلق يعيق شحنات تقدر قيمتها بنحو 9,6 مليار دولار يوميا بين آسيا وأوروبا . وأشارت “لويدز ليست” إلى أن “الحسابات التقريبية” تفيد بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقدر قيمتها بنحو 5,1 مليار دولار ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4,5 مليار دولار .
الرئيس عبدالفتاح السيسى في تغريده له على «تويتر» عقب نجاح عملية تحريك السفينة اليابانية في القناة أثنى على نجاح المصريين في إنهاء أزمة السفينة الجانحة في قناة السويس وقال : لقد نجح المصريون اليوم في إنهاء أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس على الرغم من التعقيد الفني الهائل الذي أحاط بهذه العملية من كل جانب،
وبإعادة الأمور لمسارها الطبيعي ، بأيد مصرية ، ليطمئن العالم أجمع على مسار بضائعه واحتياجاته التي يمررها هذا الشريان الملاحي المحوري .
والحقيقه أن مصر تمكنت من إعادة تعويم السفينة في وقت قياسي ، ولو حدثت مثل هذه الأزمة في أي مكان آخر في العالم ، لكان حلها سوف يستغرق ثلاثة أشهر” كما صرح رئيس هيئه القناه .
ومما لاشك فيه أنه رغم النهاية السعيدة للأزمة التي دامت ستة أيام علقت فيها سفينة الحاويات العملاقة “إيفر جيفن” في قناة السويس ، وأدت إلى انسداد شريان الملاحة البحرية الأكثر أهمية دوليا ، فإن الحاجة تبدو ملحة الآن ، لاستيعاب الدروس التي أفرزتها الأزمة ،
سواء على الصعيد المصري الداخلي أو على الصعيد الدولي أولا : الأزمة التي أرهقت العالم على مدار أيام ، أكدت على مدى أهمية قناة السويس كشريان حيوى للنقل والتجارة الدولية لابديل عنه أمام حركه التجاره العالميه ، ثانيا : إنها فتحت الباب مجددا ، للحديث عن مشاريع منافسة وبديلة للقناة ، من قبل عدة أطراف إقليمية ودولية ،
كما أن الأزمه لـفتت الأنظار إلى ضرورة إمتلاك هيئه قناه السويس لـ ” تقنيات جديدة ، وأوناش عملاقه ، ومعدات ” أكثر تطورا في مجالات القطر والشحن والتفريغ .. إلخ ، إلى جانب ضروره الإلتزام بأسلوب إداري أكثر شفافية ، في إدارة الأزمات . وأيضا إلى مدى تفاهه إعلام الإخوان والغل والحقد والتشفى الذى يعانى منه نظام يحتضر وأن الأعلام المصرى فى حاجه إلى وقفه من القياده الساسيه .. حفظ الله مصر قياده وحكومه وشعبا ونجاها
من الفتن والمهالك .