في السياسة ليس هناك صديق دائم أو عدو دائم .. فعدو اليوم صديق الغد و العكس صحيح .. والعلاقات بين الدول قائمة في الغالب علي مبدأ البراجماتية حيث تربطها المصالح لتكون هي اللغة الأولي التي تجمعهم
أتابع كغيرى من المهتمين بالشأن العام حالة الإرتباك التى يعيشها الإعلاميون اللآجئون في تركيا .. بعد حديث عن تغيير فى مسار العلاقات بين أنقرة والقاهرة
وبقدر ما أرى من تخبط فى تصريحات بعضهم ، وصمت من البعض الآخر ، وتعليقات من مرتادى منصات التواصل الاجتماعي من المصريين ، ورغم أنه لا يوجد تحرك رسمى حتي الآن تجاه التصالح المصرى التركى أو أى تغيير فى مسار العلاقات إلا فى تصريحات تركية من مسئولين أتراك ومنصات للأعلام فيما يخص التزام المهنية تجاه القاهرة فى تناولهم للشأن المصري إلا أننى أرى أنها مأساة إنسانية حقيقية بغض النظر عن الشق السياسي في الموضوع
ففى الجانب السياسي درس وعبرة وأستغرب .. لماذا لم يدركها هؤلاء اللاجئون فى حينها وبكل بساطة واختصار .. هناك فارق كبير بين أن تعارض حكومة بلادك وسياستها ، وبين أن ترتمى تحت اقدام دولة أجنبية بينها وبين بلدك خلافات حادة .. في هذه الحالة لاتسمى معارضة بل يطلق عليها لفظ عمالة وخيانة .. خاصة أن الدولة التى ارتضيت أن تكون فى خدمتها ليس بين بلادك وبينها خلافات مبدئية إنما هى خلافات بسبب مصالحها
فليس هناك دولة مسلمة ودولة كافرة .. الدول وجدت ونظمت قوانينها لحفظ مصالح شعوبها أما عن فكر الإخوان الذى يكفر البعض لصالح البعض الآخر ويصف نفسة بأنه صاحب مشروع أسلامى اخلاقي فهذا التنظيم ليس إلا خديعة كبرى لا مانع أن يطبع مع إسرائيل على سبيل المثال بل مع الشيطان من أجل مصالحة فلا مشكلة إذا ما تطلبت المصلحة فى العلاقات الدولية هذه هى القاعدة ودائما نجد من ينسون ذلك أو يتغابون وهم من يدفعون الثمن الآن تائهين فى الأرض لا وطن لهم ولن يتقبلهم المجتمع بسهولة
