منال قاسم تكتب : نوال السعداوي .. الروح القتالية التي رحلت

منال قاسم
رحلت عن عالمنا بعد صراع طويل مع المرض الطبيبة والكاتبة والروائية المصرية نوال السعداوي التي خاضت معارك شرسة في دفاعها  عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص. عن عمر يناهز الـ 90 عاما،
بعد حياة حافلة  بتحدي كثير من التابوهات والعادات الاجتماعية التي تحد من حرية المرأة في العالم العربي وتنال من كرامتها وكبريائها  فضلا عن إنتاجها الفكري والأدبي الثرى الذي جاب الآفاق ةتمت ترجمته إلي عديد من اللغات الحية
قالت عن نفسها  “أنا أقول الحقيقة. والحقيقة متوحشة وخطيرة”.لذلك وصفها الكثيرين بالمتوحشة
سعداوي أمضت  عقوداً وهي تعبر عن آرائها من خلال رواياتها ومقالاتها وسيرها الذاتية ومحاضراتها وكانت صراحتها الشديدة وتفانيها الذي لا يتزعزع في الدفاع عن الحقوق السياسية والحرية للنساء مصدر إلهام لأجيال
وبسبب جرأتها في التعبير عن آرائها، تعرضت للانتقاد وتسفيه ما تقول حتي وصلت إلي التهديد بالقتل ، لذلك قال عنها أصدقاؤها المقربين ” لقد وُلِدت بروح قتالية “
 السعداوي ولدت في قرية خارج القاهرة عام 1931، وكانت الإبنة الثانية بين تسعة أبناء. وقد كتبت روايتها الأولى في عمر الثالثة عشرة.
وكان والدها موظفاً حكومياً صاحب دخل محدود، بينما كانت والدتها تنتمي لعائلة ثرية. وحاولت أسرتها تزويجها في عمر العاشرة، لكنها حين رفضت، وقفت والدتها في صفها.
شجعها أبواها على التعليم، لكنها -كما كتبت في مؤلفاتها- أدركت مبكرا أن البنات كُن يحظين بتقدير أقل من البنين. وفى سبيل ذلك فعلت الكثير من أجل أن تنال المرأة اهتمام أكبر
“لقد كانت ترى أن هناك شيئاً خاطئاً فعبرت عن رأيها دون خوف. املا فى التغيير وحصد مكاسب حتى لو كانت معنوية للنساء لم يكن باستطاعة نوال أن تدير ظهرها”. لأى قمع أو اعتداء على حق المرأة في المجتمع وفى الحياة
وعلى مدار حياتها، ناضلت السعداوي ضد ختان الإناث، واصفة إياه بأنها أداة لقمع النساء ناضلت ضد حقوق النساء بشكل عام ، وربما تحقق لها ما أرادت في قضية الختان حيث يناقش البرلمان الآن مشروع قانون يغلظ عقوبة الختان ومن يساعد أويشارك فيه بالسجن سنوات طويلة
تخرجت السعداوي من كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1955 وعملت كطبيبة، ثم تخصصت في الطب النفسي.
وفقدت وظيفتها في وزارة الصحة المصرية عام 1972 بسبب كتابها “المرأة والجنس
كما أُغلقت في عام 1973 مجلة الصحة التي أسستها قبل ذلك بسنوات. غير أنها لم تتوقف عن التعبير عن آرائها.
وعام 1977 نشرت روايتها “الوجه العاري للمرأة العربية” والتي وثقت خلالها تجاربها إذ كانت شاهدةً على جرائم عنف كثيره ضد المرأة
“فعلت أشياء لم يجرؤ أحد على القيام بها، لكنها كانت أموراً عادية بالنسبة لها”.
“لم تكن تفكر في كسر القواعد أو الضوابط، وإنما في أن تقول الحقيقة”.
وخلال السنوات التالية، تلقت تهديدات بالقتل من جانب أصوليين، بخلاف معاناتها فى المعتقلات كما رفعت ضدها دعاوي قضائية، لتضطر في نهاية المطاف إلى العيش بالولايات المتحدة. وهناك واصلت هجماتها ضد ممارسات الغرب واصفة اياه بالنفاق الغربى  ، وبجانب ما أثارته من غضب، نالت نوال السعداوي اعترافاً عالمياً واسعا، وتُرجمت أعمالها إلى أكثر من 40 لغة.
كلنا يعي تماماً أن الناس لا يتفقون دوماً على أحد ، لكن أكثر ما كان يدفعنى للأهتمام بشأنها هو كتاباتها وما حققته وما مثله ذلك بالنسبة للنساء”.
لقد مرت بالكثير. ولا شك أنها أثرت على اجيال وخاصة من يبحثون عن مثل وقدوة
لاشك أن الراحلة من الشخصيات المثيرة للجدل حول العالم بأسره ليس فى مصر فقط فقد كانت لها محطات كثيرة فى فترات زمنية كانت خارج مصر . ومهما اختلفنا فأننى اقول ان شخصية السعداوى من الشخصيات المميزة التي كتبت بحروف بارزه قصة حياة امرأة حافلة بالكثير والكثير
و إنها لم تكن تسعى للظهور بصورة بطلة، بل كانت تقول للمرأة: كوني البطلة بالنسبة لنفسك
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.