العشوائية هى ليست عشوائية فى البناء فقط ، إنما عشوائية فى الفكر والتخطيط وتحديد الأولويات .. إلخ
اللواء عادل لبيب عندما بدأ فى تطوير محافظة قنا عندما تولى مسئوليتها بدأ بالإنسان ، بدأ بتطوير المواطن القنائى نفسه الذى كان يذهب إلى مقر عمله فى الوحدة الصحية أو المستشفى أو المجلس القروى ” بالجلابية ” وهكذا إلى أن وصل بمحاقظة قنا إلى أن تكون واحده من أهم مدن العالم الثالث بل وتفوز بجائزة دولية لهذه المكانة .
حتى فترة قريبة كانت الأراضى فى مصر تمنح بلا عوض أو بمقابل رمزى بسيط ” حسب قربك أو بعدك ممن له سلطة بيع الأراضى ” وكان لأصحاب الحظوة والنفوذ نصيب الأسد من تلك الأراضى
وللأسف البعض منهم يتبوأ مركز الصدارة حتى الآن . مئات بل آلاف الأفدنة من الطرق الصحراوية ” مصر ـ إسكندرية ـ طريق السويس ـ إسماعيلية .. وغيرها ” تم بيعها بملاليم كونها مشروعات زراعية وبقدرة قادرة تحولت إلى ” كمباوندات ـ وفيلات ” دون أن يجرؤ أحد أن يحاسب ملاكها .
هذا بخلاف المدن التى أقيمت على طريق السويس والإسماعيلية وفقا لإشتراطات وضوابط معينه تم مخالفتها وضربها عرض الحائط والحمد لله كله بالقانون ، وكم من جرائم ترتكب بأسمك أيها القانون .
الحقيقة أن القانون نفسه هو الذى أعطى الفرصه لهؤلاء ليصبحوا من القطط السمان ، على سبيل المثال : القانون أعطى الحق لمجموعة من الأشخاص أن يكونوا جمعية ويقوموا بإشهارها فى الإتحاد التعاونى الإسكانى بهدف تقسيم وتوزيع الأراضى ثم يتقدموا بطلب الحصول على مساحة من الأرض كبرت أم صغرت ، ومن هنا تبدا العشوائية التى طالت مصر من شمالها إلى جنوبها وبدأت رحله المليون الأول لهؤلاء صعودا إلى ماوصلوا إليه .
الغريب فى الأمر أن الأراضى فى مصر كانت مباحة لكل من هب ودب ” مصرى أو غيره ” لا فرق ! المهم مين يدفع بل والجهات التى كان لها حق التصرف فى أراضى الدوله لا أول ولا آخر لها يعنى وزارة الزراعة تبيع مفيش مانع ـ الإسكان ـ الطرق والكبارى ـ تنميه الصحارى ـ المجتمعات العمرانيه كل نصب نفسه مالك وباع وقبض وتحولت مصر إلى عشوائية .
وحسنا فعلت الدولة عندما أوقفت هذا السفه وحصرت بيع أراضى الدولة بل ومناجمها ومحاجرها وثرواتها المعدنية فى يد جهة واحدة . زمن الفوضى إنتهى وبقى علينا أن نصلح ما أفسده هؤلاء ” الفسده ” وليس ما أفسده ” الدهر ” لأن الدهر برىء ممن خربت ذممهم .
الرئيس عبدالفتاح السيسى صرح فى أكثر من مناسبة وقال : بأن تكلفة القضاء على العشوائية تفوق بكثير تكلفة بناء مدن جديدة ، وهذه حقيقة لا ينكرها أحد ، بل وأعتقد أنها دعوة لكل مسئول أن يكون متحملا لمسئوليته فى نطاق إختصاصه . وحتى لايكون الكلام مرسلا سوف أدلل بمثال على العشوائية فى المدينة التى أقيم فيها وهى مدينة ” حدائق الأهرام ” المدينة تجاور المتحف الكبير ” هدية مصر للإنسانية “
الحقيقه .. أنها تحتاج إلى قرار من الرئيس شخصيا .. لماذا ؟ لأنها أصبحت تعج بالعشوائية نتيجه الإنقسام حول تبعيتها مابين ” الجمعية التعاونية لبناء المساكن وتطوير هضبة الأهرام ” و” محافظة الجيزة ” وتنصل كل جهة عن مسئوليتها ، محافظ الجيزة لاحول له ولا قوة
ويكفى فضيحة عمارة الدائرى المحترقة والموقف الذى لايحسد عليه الرجل الذي لا يحرك ساكنا ولاحول له ولاقوة أمام سطوة ونفوذ مرتزقة هذا الكيان المسمى بالجمعية والقدرة الرهيبة على” تستيف ” الأوراق وطى أى مسئول .
وهنا يثور السؤال : لماذا لايتم نقل تبعية المدينة إلى هيئة المجتمعات العمرانية أو تحت جهاز من أجهزة وزارة الإسكان إذا كانت الجمعية قد فقدت صفه المالك بعد تقسيم الأرض وبناءها وإنتقال ملكيتها للسكان نحن لا نصنع العجلة .
الأوضاع فى مدينه حدائق الأهرام يا فخامة الرئيس لامثيل لها حتى فى مجاهل أفريقيا ” عشوائية فى البناء وعدم الإلتزام بالإرتفاعات والإرتدادات التى حددها التنظيم والقانون نتيجة فساد الذمم فى المحليات ــ إنتشار الجريمة بكل أنواعها وصورها وسط إنكار تام من قيادات الداخليه ـ فوضى الباعة الجائلين والتكاتك والردود الغريبة من مديرى إداره المرور بأن وقف أو منع ” التكاتك ” يحتاج إلى قرار سيادى من ” الرئيس ” وليس من إختصاصه .
المدينه تفتقد الخدمات” الرصف والصرف الصحى المتهالك والبنية التحتية والمياه وتراكم القمامة .. إلخ ” بل وأصبحت تفوق المناطق الشعبية سوءا حيث تكثر فيها المقاهى والمحلات المزعجة للسكان بعد أن كانت مشروعا واعدا أصبحت ” والله ” جحيما لايطاق .
فهل يتقبل الله دعانئا فى هذه الأيام المفترجة بعد أن تقطعت بنا السبل ولم نترك بابا ولا وسيلة إعلامية ولا مسئولا إلا وطرقنا بابه ، وكأننا نؤذن والله فى مالطا أو كأن الأمر لايعنيهم
هل يتحقق حلمنا ويقبل الله دعائنا فى هذا الشهر الفضيل ويتفضل علينا دولة رئيس الوزراء بزياره لتفقد الأوضاع المذرية على الطبيعة حتى يرى بعينى رأسه فشل محافظ الجيزة وأجهزته التنفيذية فى إعاده الهدوء والسكينة إلى تلك المدينة التى يقطنها أكثر من نصف مليون نسمه ومساحتها طبقا للعقد المسجل 1400 فدان المسطح العام لمدينة حدائق الأهرام .
والأهم انها تجاور أعظم منطقه أثرية فى العالم . وهل نزيد من سقف أحلامنا ونطمع من الله أن نحظى بزيارة فخامه الرئيس شخصيا وهو لا يكل ولا يمل من محاربة العشوائية والفساد الذى عشش فى الذمم ، أعتقد أنها تكون ” ليله القدر ” أو خير هدية من الله علينا .. كل عام وأنتم بخير .