منذ توليه مقاليد الحكم فى مصر عقب ثوره 30 يونيو وماتلاها من قرارات فى 3 يوليو حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على إلقاء كلمة مختصرة أثناء إفتتاح المشروعات القومية الجديدة أو فى المناسبات الوطنية تحمل بعض المضامين والرسائل الهامة للشعب المصرى وهى بمثابة رساله طمأنة منه لنا أننا نسير فى الإتجاه الصحيح
فى يونيو من العام الماضى وأثناء إفتتاح احد المشروعات ذكر الرئيس شعب مصر بقوله : إن هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه ، وأكد أن ” الحنية ” شغل وتطوير مش ” طبطبه ” . والحقيقة أننا شعب بيموت فى الطبطبة ويمكن الطبطبة كانت السبب الرئيس فى الفوضى والعشوائية التى وصلنا إليها من تكبير دماغ وإنتهاك للقوانين وفوضى فى البناء والمرور والشوارع .. وقل ماشئت .
الرئيس السيسي أرسى مبدأ التواصل مع الناس ، وأثبت حرصه الشديد على التواصل مع كل فئات الشعب، والتجاوب مع مشكلاتهم ، ويمكن السنوات الـ 6 الماضية منذ توليه رئاسة الجمهورية ، أظهرت تلاحمه مع قضايا الشعب اليومية ، والمواقف إلتى شاهدناها على شاشات التليفزيون أكدت إهتمام الرئيس بهذه الطبقات .
قد تكون مثل هذه المواقف الإنسانيه حدثت فى عهود سابقة إبان فترة حكم الرؤساء ” جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات ومحمد حسنى مبارك ” وأعتقد أن فيلم ” ناصر 56 ” تأليف الأستاذ محفوظ عبدالرحمن وإخراج الأستاذ محمد فاضل قد تطرق للعديد من النواحى الشخصية والإنسانيه فى حياه الزعيم جمال عبدالناصر
ومنها المكالمة التى تلقاها بعد منتصف الليل ، وأعتقد أن من المشاهد التى لاتنسى مشهد الفنانة القديره أمينه رزق أو ” أم مصطفى ” وهى تهدى له ” ثوب ” جدها الكبير ” قرنى الكحال ” الذى مات قتيلا فى حفر قناه السويس بعد أن رأت هذه السيدة الصعيدية البسيطة أن جمال عبدالناصر أخذ بتأر جدها وثأر غيره ممن ماتوا فى السخرة أثناء حفر قناه السويس وأنه هو الأحق بهذا الثوب ، وقد لايسع المقام هنا لذكر الكثير من المواقف الإنسانية فى حياه زعيم الأمه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رحمه الله .
منذ فترة قصيرة أبرزت إحدى الصحف المصرية كواليس حضور الرئيس الراحل محمد أنور السادات لـ حفل زفاف إبنه مواطن من أبناء محافظة الغربية على ما أتذكر وقد سبق لهذا الرجل أن إستضاف الرئيس السادات فى بداية حياته عندما كان مطاردا من قبل قوات الإحتلال الإنجليزى وكان يعمل ” تباع ” على إحدى سيارات النقل وقدم له الرجل واجب الضيافة هو والسائق بل وباتا ليلتهما فى ضيافته بعد أن حاصرتهم الأمطار على أحد الطرق الترابية وأراد الرئبس أن يرد له الجميل .
وحتى لا نظلم حقبه الرئيس مبارك فالجميع يدرك أن مثل هذه المواقف كانت قليلة جدا وهذا قد يرجع إلى شخصية الرئيس مبارك التى كانت تتسم بالجدية والعسكرية الصارمة وبشدة إنضباطه فى كل المناصب التى شغلها كما يحكى عنه المقربون
وقد شاهدت ذك بنفسى فى المناسبات العديدة التى إلتقت الرئيس فيها ، ويدرك الجميع أيضا أن الرئيس مبارك كان بعيدا عن أهله لدرجة أنه عندما توفى عمه المستشار جاء فى الثلث الأخير من النعى وبخط رفيع أنه عم السيد محمد حسنى مبارك رئيس الجمهوريه وقد تعجبت وقتها على ذلك
بينما السنوات العشر الأخيرة من حكم الرئيس مبارك وهى الفترة التى يعلم الشعب المصرى أن زوجته وأفراد أسرته هم الذين كانوا يتولوا مقاليد الأمور فى مصر ظهرت مواقف إنسانية على إستحياء وكانت مواقف “مفبركة” ومصنوعه بتوجيهات من المستشارين المقربين ، وقد جسدت الدراما وهى ” فن تجسيد الواقع ” بعضا من تلك المواقف فى فيلم ” طباخ الرئيس ” عندما شاهد ” كومبارس ” يؤدوا دور مواطنين والقول الشهير ” وديتو الشعب فين ” .
والحقيقه أن المواقف الإنسانية، التي جمعت الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمواطنين البسطاء عديده ومنها
دعوته للسيدة منى بدر صاحبة صورة جر العربة ، ومنذ فترة تصدر موقع ” تويتر ” هاشتاج ” السيسي حبيب الغلابة ” ففى أثناء تفقده بعض مواقع المشروعات الإنشائيه لاحظ عدم إرتداء العمال للكمامات فوجه العمال بضروره إتخاذ الإجراءات الإحترازية ، وتداول رواد مواقع التواصل الإجتماعى لقاءه بسيده مسنة وهى تتحدث عن معاناتها مع المرض
وعلى الفور وجه بتوفير كل سبل الرعاية الصحية لها وهى تدعو له ، ومصافحته للسيدة التى تقود سياره ميكروباس أثناء تفقده لمشروعات العاصمة الإداريه الجديدة ، والحوار الإنسانى الذى أجراه الرئيس مع سيدتين فى حى الأسمرات للإطمئنان على أحوالهما المعيشية ، والسيدة ” جميلة ” أحد مستفيدي مبادرة “حياة كريمة” التى شكرت الرئيس وقالت ” أنا بدعيله في كل صلاة إن ربنا يستره زي ما سترنا “
الحقيقه المواقف الإنسانية كثيرة وخاصه مع أطفال وأسر وأمهات الشهدات قد تنتزع الدمع من العين وتدل على إنسانية هذا الرئيس .
أن ينزل الرئيس للشارع ويزور أماكن كان يتعذر على أى مسئول زيارتها رغم أعباء المنصب وكان يفترض أن يكتفى بالتقارير ويصدر توجيهاته .. إلخ ،
فهذه تحسب له وخاصة بعد أن أصبح هذا الأمر تقليدا أسبوعيا يمارسه الرئيس فتجده تارة فى عزبة الخيالة وأخرى فى شارع السبتية وفى مسطرد وغيرها من مواقع العمل .
منذ أيام توقف الرئيس كعادته مع بعض الباعة الجائلين وأمر بعلاج أحدهم وإستمع لـ شكوى آخر أخذت شرطة المرافق ” العربة ” التى يبيع عليها .. إلخ
والحقيقه أن إظهار الإعلام مثل هذه الأمور يعطى نوع من الثقة والقبول لدى المواطن فى قيادته ، ويدرك أن هناك من يشعر به ونحن نعلم أن الشعب المصرى شعب ليس له “باترون” أو كتالوج كما يقال ، وهو شعب واعى وفاهم ولماح وإبن نكتة وهو شعب صعب الضحك عليه وهو يدرك أن الرئيس إنما يفعل ذلك من قلبه وليس من أجل ” شو ” إعلامى وغيره .
لكن السؤال هنا : أين دور الوزارات والهيئات وغيرها ؟ ولماذا لايتأسى هؤلاء المسئولون بما يقعله الرئيس ويجد المواطن معامله حسنه ؟ لماذا نترك المواطن يحلم أن يلتقى الرئيس صدفه حتى يبث له شكواه ؟وأين وزاره الصحه والعمل والشئون الإجتماعيه والإداره المحليه وغيرها من مشاكل هؤلاء المواطتين ؟
بل ولماذا أنتظر أن ألتقى الرئيس حتى أحكى له عن معاناتى وأبث له شكواى وهناك المئات بل الالآف يتمنوا مثل هذا اللقاء ؟
فى إعتقادى أن الرئيس الإنسان قد إستشعر الحرج أن يقول لبائع متجول فى مكان عام لجأ إليه أنت مخطىء لأنك خالفت القانون ووقفت تبيع فى مكان عام ، وحتى لايصبح هذا البائع قدوة لغيره ويكون لقاء الرئيس ” صك شرعى ” لأن يقف يبيع فى أى مكان . الحقيقه أننا نمضى بخطى ثابته إلى الأمام ودائما وأبدا ” تحيا مصر ” .