استعرضنا فى المقال السابق قضية السد الأثيوبى على مدى 10 سنوات .. هذه القضية الاستراتيجية المهمة التى سارت فى اتجاه واحد بسبب المراوغة من الجانب الأثيوبى .. ولكن عليهم ان يعلموا ان ( تفاوضنا حول السد ليس بلا نهاية ) كما قال الرئيس السيسى مؤخراً .
اليوم نتحدث عن قضية اخرى على نفس المستوى من الأهمية .. ( الانفجار السكانى ) أو الزيادة السكانية غير المنضبطة والتى تلتهم الغالبية العظمى من مواردنا الثابتة وحتى المتغيرة .. ومن ثم فلا توسعات زراعية نافعة ولا مشروعات قومية كبرى فى شتى المجالات شافعة .. فكل الانجازات المهولة التى تتحقق على الأرض لرفع مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل يتلاشى اثرها حيث تلتهم الزيادة السكانية هذه الأخضر واليابس .
تعالوا نفند فى هدوء حقائق قاسية اذا استمرت الزيادة السكانية على نفس النمط :
× اولاً .. نحن نزيد 2.5 مليون نسمة كل سنة بمعدل مولود كل 13 ثانية .. وهى ارقام مرعبة تعادل تعداد سكان دول ..!! وان ربع سكان مصر الآن ( 25 مليوناً تقريباً ) تحت سن 9 سنوات وهؤلاء فى حاجة ماسة للتعليم .. وهى قضية اخرى على نفس الدرجة من الأهمية رغم ان الدولة تضخ اغلب مواردها فى ( التعليم ) .. فهل من مصلحة البلاد التسرب من التعليم ..؟؟!!
× ثانياً .. نفس هذا الربع من السكان سيواجهون مستقبلاً مظلماً منفردين أو عند الزواج .. ولا ندرى كيف سيوفرون شققاً للسكن ومن اين تدبر لهم الدولة الشقق ..؟؟
× ثالثاً .. الانفجار السكانى له ناسه واماكنه المحددة .. ويتمثل ذلك فى محدودى الدخل والذين لم ينالوا حظاً من التعليم فى الريف والأحياء الشعبية والمناطق العشوائية .
× رابعاً .. لا حل سوى تنظيم الأسرة قبل فوات الأوان .. التنظيم يعنى الانجاب بما يتناسب ودخل الأسرة ومستوى معيشتها .. وهذا التنظيم ليس بدعة .. قد ينجب الزوجان طفلاً أو اثنين أو حتى ثلاثة اذا كانا قادرين على تربيتهم تربية سليمة والانفاق عليهم تعليمياً وصحياً وتوفير كل متطلباتهم .. وقد يكتفيان بطفل واحد فقط بل وقد يؤجلان الانجاب .. فالعقل والمنطق يقولان ان زوجين دخلهما بسيط جداً فمن الجنون ان ينجبا نصف دستة اولاد بحجة ان ( العيال عزوة ) ..!! عزوة جاهلة ومريضة وعارية وجائعة وفى احيان كثيرة يتحولون الى مجرمين ..؟؟!!
× خامساً .. هناك دول اجبرت مواطنيها على ( تحديد النسل ) وليس تنظيمه مثل الصين التى فرضت على كل اسرة الا تنجب سوى طفلين فقط هما المدعومان ومازاد على ذلك لا تدعمه الدولة .. ومن هنا تضطر الأسرة الى الاكتفاء باثنين .. فهل هذا يليق بنا ..؟؟
× سادساً .. الأطفال يعنى الاستثمار ( فيهم ) وليس الاستثمار ( بهم ) .. والفرق بين اللفظين فى اتساع المجرة الكونية .. تستثمر ( فى ) طفلك يعنى تكافح وتجاهد لتوفر له كل سبل النجاح فى حياته الآن وغداً ، اما ان تستثمر ( به ) فانه وسيلة لتحقيق الربح لك من اعمال لا تناسب عمره وهذا لا من الشرع ولا الدين ولا القانون ولا العقل ..!!!
ان هذا الانفجار السكانى يلتهم حتماً الأخضر واليابس مهما فعلنا .. لذا فاننى اخشى ماأخشاه اذا استمرت تلك الزيادة الرهيبة ان ندخل بأقدامنا انفاق الفقر والجهل والمرض .. وساعتها لا قدر الله لن تلوموا الا انفسكم ايها الفرحون ( بعزوة العيال ) ..!!
الا هل بلغت .. اللهم فاشهد .
× مناسبة مفرحة .. واخرى محزنة ..
احتفلنا هذا الأسبوع على مدى يومين بذكرى مناسبتين .. واحدة مفرحة والأخرى محزنة جداً :
× فى 8 مارس 1908 تظاهرت آلاف من عاملات النسيج فى شوارع نيويورك وهن يحملن كسرات خبز وباقات ورد .. وكانت بداية لحركة نسوية فى امريكا .. ومن يومها اعتبر 8 مارس من كل عام يوماً للمرأة .. ونحن نحتفل به عرفاناً بدور المرأة المصرية على مر التاريخ فى خدمة وطنها واسرتها وعملها .
× وفى 9 مارس 1969 فقدنا واحداً من اشهر العسكريين العرب .. هو الفريق عبد المنعم رياض رئيس اركان الجيش المصرى الأسبق والملقب بالجنرال الذهبى .. وقد كانت له بصمات واضحة فى كل معركة حربية خاضها عالمياً ومصرياً .. حتى استشهد فى هذا اليوم الكئيب حيث اصر على ان يكون فى طليعة قواته على جبهة القناة فرصده العدو واطلق عليه وابلاً من القذائف سقطت احداها بالقرب منه وصعدت روحه الى بارئها .. وتكريماً له اصبح هذا اليوم هو ( يوم الشهيد المصرى ) .. فهنيئاً لكل شهدائنا الأبرار .