هاني سالم يكتب :  ذئاب بشريه تنهش براءة الأطفال .. يدعون الفضيلة ويسيرون بطريق الرذيله

التحرش أصبح آفه مجتمعيه، والتحرش بالأطفال ليس جريمه فحسب يعاقب عليها القانون، بل تجرد من الإنسانيه، فخلال الفترة الأخيرة طفت على السطح عشرات الحالات من التحرش، أغلبها كانت صادمه ومؤلمه ومخيفه ومرعبه، وارتكبت بحق الأطفال الأبرياء صغار السن في السنوات العشر الأولي من حياتهم، فلا يخلو مجتمعنا من الضمائر الميته والأيدي العابثه ببراءة أطفالنا، فجريمة التحرش تصرف شيطاني من ذئاب بشريه غير أسوياء يعانون من مشاكل حقيقيه في تركيبتهم النفسيه، والمراهقه المتأخرة قد تكون وصفاً لحوادث التحرش بالأطفال علي يد أشخاصاً تجسدوا في أدوار الذئاب، وباتوا ينهشون في لحم الطفوله البريئة لإشباع رغباتهم الجنسيه وشهواتهم الحيوانيه، وأصبحت وقائع التحرش بالأطفال متكرره في الآونة الأخيرة وسط مخاوف كبيرة من زيادتها، مما أثار القلق لدي الأسر المصريه الذين يخشون تعرض أطفالهم للتحرش بأي صورة ما يؤثر عليهم سلباً في سنوات أعمارهم المقبله.
لا سيما بعد الفيديو المرعب والمفزع والمؤلم الذي شاهدناه للذئب البشري ( متحرش المعادي ) والذي تم تداوله عبر وسائل التواصل الإجتماعي وانتشر كالنار في الهشيم، هذا الكائن الذي تجرد من كل معاني الإنسانية، وتم حرمانه من زرع وإنبات الضمير منذ الطفوله، والذي اعتاد على جرائمه، فلم تكن هذه هي جريمته الأولي، ويتعامل مع صمت الضحايا ويستمد القوه من ضعفهم، ولا شك أن جميع الأسر المصريه قد إنتابها الخوف والغضب والريبه بسبب هذا الفيديو الذي تم تداوله،
فهذا الفيديو مؤشر خطير علي وجود خلل في القيم المجتمعية، والتي تحتاج إلى مزيد من الوعي لا سيما للنشء، ولتعريفهم بأهمية الحفاظ على جسدهم والتصدي لأي محاوله للعبث به. فمجتمعنا المصري المحافظ الذي يعلي من القيم الأخلاقية، ويرفض الشذوذ الفكري والأخلاقي، يتعرض لهجمه شرسه ممن يعملون على هدم قيمنا وبناء إنسان مصري هش، الأمر بجد خطير والأجيال الجديده التي هي عماد مصر في خطر ونوعية الحوادث الأخلاقية التي نشهدها تجعلنا نستشعر الخطر وآخرها ما شاهدناه أول أمس ممن يدعي الفضيله ويسعي إلي التحرش والرذيله ( متحرش المعادي ) وجوه كاذبه خدعت الناس، وترتدي قناع التدين لتنفيذ جرائمهم، فبكل أسف المظاهر في هذا الزمن تحكم على كل شيء خاصة عندنا، والمصيبه والكارثه الكبري أن المظاهر تخدع كثيراً من الناس ويسير ورائها فئات من الشعب وتحكم على الأمور بتلك المظاهر، ففي كثيراً من الأحيان يخدعنا المظهر الخارجي ونكتشف أن هؤلاء الأشخاص يختلفون إختلافاً كلياً، وأن إنتشار ظاهر المظاهر الخارجيه الخداعه والبعيده عن حقيقة وجوهر الشخص، نجد أن الكثيرين يأخذون بالمظهر الخارجي سواء بالشكل أو باللباس أو بالكلام، ولكن في الحقيقه هذا الإنطباع يختلف كثيراً عن شخصية أصحابهم وعقولهم وتربيتهم غير السويه،
وها هو ( متحرش المعادي ) يستخدم ستار الدين، ووضع ستار الكعبة المشرفة خلفية لحسابه الشخصي مستخدماً ستار الدين، الكارثة والمصيبه الكبري أن هناك أشخاص كثيرين نفوسهم مريضه يتمظهرون برداء الدين والتدين ويتقمصون شخصية المسلم التقي الورع، ويعملون على تكريس هذا المظهر، وأنهم أهل الدين وحُراس الفضيله، أو أنهم في أقل الأحوال هم من أصحاب الإلتزام الذي لا يقبل الحرام، لنجد أنفسنا أمام صوره مفرطه من صور التدين المظهري الذي لا يتجاوز كونه رداءً لبسه كل كل من له غايه مرفوضه، ونكتشف أن تحت هذا الرداء أو هذا القناع ما يسوء المراقب أو ما يندي له الجبين من أناس إستغلوا الدين وهو جوهر الفطره، من أجل غايه أو غايات دنيئه، وهؤلاء القله لم يخرجوا عن صفة أهل النفاق والمنافقين التي أكدها الإسلام بحق هؤلاء كاشفاً سترهم، كما كشف ستر متحرش المعادي وتم فضحه أمام الملايين.
« توعية الأطفال أمر غاية الأهمية »
التحرش بالأطفال من أخطر الجرائم كونه نوع من الإستغلال الجنسي، فالمتحرش يكون دائماً غريباً في تصرفاته ويتودد للطفل بإستمرار بأي طريقة وأي وسيله، فأصبح الآن حديث الآباء والأمهات مع أطفالهم عن التحرش أمر في غاية الأهمية، خاصة عندما يبلغون العام السادس، ويبدأون في استيعاب مثل هذه الأمور، فيجب أن يدرك النشء الصغير أن جسده ملكه فقط، لا ينبغي لغيره لمسه حتي لو أصدقاؤه أو أقاربه، والتأكيد أن مثل هذه الأمور ممنوعه تماماً، فلابد من ترسيخ مبدأ خصوصية الجسد عند الطفل منذ نشأته باعتبارها تندرج تحت بند إحترام الذات.
«« تعديلات قانونيه لتغليظ عقوبة التحرش »» حان الآوان لتحرك نواب البرلمان والتقدم بتعديلات قانونيه لتغليظ عقوبة التحرش الجنسي بالأطفال، والتي تتراوح في الوقت الحالي من 5 إلي 7 سنوات سجن، حتماً لابد من مراجعة القوانين، وإستحداث عقوبات مغلظه تصل إلى السجن المؤبد، لاسيما في حالة هتك العرض، فجميع العقوبات المنصوص عليها تحتاج إلى رؤيه تشريعيه جديده تتناسب مع حجم الظاهره، فضلاً عن مراجعة قانون الطفل برمته.
وللأسف الشديد قانون العقوبات الحالي لم يتضمن أي عقوبه صريحه في جريمة التحرش بالطفل، غير أن العقوبه الحاليه طبقا للمادة 306 مكرر ( أ ) من قانون العقوبات المصري تنطبق على التحرش بصفه عامه، وهي الحبس مده لا تقل عن 6 أشهر وغرامه لا تقل عن 3 آلاف جنيه، ولا تزيد عن 5 آلاف جنيه، أو بإحدي العقوبتين، فالمادة 306 مكرر تشير إلى أن عقوبة التحرش تندرج تحت بند كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسيه أو إباحيه، سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل، بأي وسيله، بما في ذلك وسائل الإتصالات السلكيه أو الا سلكيه. ونصت الماده 116 من قانون الطفل علي مضاعفة عقوبة أي جريمه إذا وقعت في حق الطفل « ويزداد بمقدار المثل الحد الأدنى للعقوبه المقرره لأي جريمه إذا وقعت من بالغ علي طفل » مما يعني مضاعفة العقوبه الموجودة بقانون العقوبات…
« كيفية الحد من ظاهرة التحرش بالأطفال »
تغليظ العقوبات أمر حتمي لابد منه، لردع الذئاب البشريه والمريضه نفسياً وكل من تسول له نفسه القيام بمثل تلك الجريمه الشنعاء، ولكن وضع التشريعات والقوانين وحدها ليس كافياً للحد من ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال، بل يتعداها ليشمل عناصر مختلفه فى المجتمع، فقضية الحد من التحرش الجنسي بالأطفال ليست فقط مسؤولية رجال الأمن والقانون، إنما هي مسؤوليه مشتركه وتكامليه بين القطاعات الصحيه والأمنيه والتعليميه والإعلاميه والأكاديميه والإجتماعيه والمدنيه وكذلك الدينيه، كما يجب تشجيع البحوث العلمية التي تتطرق لهذه الظاهرة والأخذ بالنتائج لتطوير حلول واقعيه تتناسب مع الوضع الراهن.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.