هاني سالم يكتب : شهداء مصر رموز خالدة في وجدان الوطن وذاكرة الأجيال

” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ” صدق الله العظيم.
تحتفل مصر اليوم بيوم الشهيد في التاسع من مارس من كل عام، وهو اليوم الذي نفتخر فيه بأبناء الوطن، وهو اليوم الذي يوافق ذكري إستشهاد الفريق أول ” عبدالمنعم رياض ” الذي استشهد في نفس هذا اليوم من عام 1969، ويوم الشهيد هو مناسبه وطنيه عزيزة على قلوبنا، نتذكر فيها تضحيات نخبه من أعز وأوفي وأنبل أبناء الدولة المصريه، الذين جادوا بأرواحهم الطاهره ودمائهم الزكيه في أشرف المعارك من أجل رفعة هذا الوطن المعطاء، نتذكر في هذا اليوم عطاء هذه الكوكبه من شهداء مصر الأبرار، الذين وهبوا حياتهم من أجل أن يبقي هذا الوطن شامخاً عزيزاً،
فمن أعظم أيام المجد والفخر في تاريخ أي أمه هو ذلك اليوم الذي تحيي فيه ذكري شهدائها، وتخلد تضحياتهم في سبيل كرامة بلادهم وعزتها، وتستحضر بطولاتهم التي لا يمحوها الزمن أو تطوي ذكرها الأيام، فلم يعرف التاريخ الإنساني كله أجل ولا أشرف من الذين يهبون أرواحهم إلي أوطانهم، لأنهم يجسدون من خلال ذلك أنبل القيم والمبادئ في كل المجتمعات والثقافات والأديان والمعتقدات، وأكثرها تجرداً وسمواً، ويجسد الإحتفال بيوم الشهيد أهمية التأكيد على فكرة العطاء بدون مقابل، والتضحيه بالروح من أجل كرامة الوطن، فالشهيد رمز حي يبقا بيننا، لأنه قدم حياته فداء لوطنه، وفي كل مناسبه يكون الشهيد هو الحاضر الغائب،
ولم تمر ذكري أو أي مناسبه إلا ونتذكر جميع الشهداء الذين قدموا حياتهم فداء لمصر، خاصة الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من ضباط وجنود قواتنا المسلحة والشرطة المصريه الباسله، ورغم أن قلوبنا تعتصر ألماً وحزناً علي من ضحوا بحياتهم كلما مرت ذكري استشهادهم، إلا أنهم يبقوا أحياء بيننا، لأنهم كانوا لنا الفداء ولمصر الرمز، ورسموا بدمائهم طريقاً للخلود، ووضعوا أرواحهم على أكفهم وواجهوا الموت بشجاعه، يدافعون بيقين وثبات عن « وطن » يُقبلون لتبقي شوارعنا آمنه وتدق الأجراس في كنائسنا، ويرتفع صوت الأذان في مساجدنا، لأنهم علي حق في مواجهة قوي الشر وخفافيش الظلام وخوارج العصر، واستشهدوا في ميادين العزه والشرف من أجل صون تراب الوطن وحماية مقدراته.
فيوم الشهيد هو يوم تعبر فيه مصر عن تقديرها لتضحيات شهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الوطن، والدوله المصريه لم تقصر في الإهتمام بأسر وأبناء وزوجات الشهداء، ولم تمر مناسبه إلا ونجد الرئيس عبدالفتاح السيسي يضع أبناء الشهداء في المقدمه، كما أن الدوله المصريه تولي هذه الفئات إهتماماً خاصاً ورعايه مطلقه، وهذا أقل شيء يمكن أن تقدمه مصر لأبناء وزوجات الشهداء، فنجد الرئيس يستقبل أسر الشهداء ويحنو عليهم، ليبعث برساله حب وطمأنينة لهم من جميع أجهزة الدوله، فذاكرة وطننا لن ولم تنسي أسر الشهداء والمناقب التي جسدوها وهم يوسدون أبنائهم سرى الوطن، وأيضاً ذوي الشهداء أظهروا جدارة الأسرة المصريه في تنشئة أبنائها علي القيم العليا ومكارم الأخلاق والثوابت الوطنيه، وضربوا المثل في عمق الإيمان والصبر، ورباطة الجأش والوطنيه الصادقه. يظل شهداء الوطن هم رموز مصر الحقيقيه، وهم الرموز الخالده في وجدان الوطن، وفي ذاكرة جميع الأجيال،
فيوم الشهيد يعكس أروع صور التلاحم الوطني والترابط الحقيقي بين القياده والشعب، ففيه نستذكر ذكري الأبطال ونغرس في نفوس أبنائنا حب الوطن والإنتماء له، ونشجعهم علي تقديم كل غالٍ ونفيس مقابل عزته وإبقاء رايته خفاقه بين الأمم، واليوم يتعمق في بيننا أكثر أن مآثرهم لا تعرف خط نهايه، وأن عطاءهم ينبوع خير لا ينضب، ومشكاه لا ينطفئ نورها، فهم حاضرون في كل إنجاز، وشركاء في كل نجاح، وبصمتهم مطبوعة في ضمير كل مواطن، تحفز على الإخلاص والتفاني في خدمة مصر وشعبها، ومن أعظم مآثر شهدائنا الأبرار أنهم عززوا الروح الوطنيه في نفوس أبنائنا، فازداد نسيجنا الإجتماعي تماسكاً وصلابه وقوة، وازداد مجتمعنا تكاتفاً وعطاءً.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.