تلعب القوات المسلحة المصرية، حالياً، دوراً كبيراً ومحورياً، بإسهاماتها في كافة مجالات التنمية والتطوير التي تشهدها الدولة المصرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مهام منصبه، وهو أمر ليس بغريب على قواتنا المسلحة، التي هي جزء أصيل من شعب مصر العظيم.
وأضع بين يدي حضراتكم مثال لتلك الإسهامات في مجال الرعاية الصحية، ضمن المنظومة الشاملة التي تقوم بها الدولة، حالياً؛ فخلال الزيارة التي قام بها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأسبوع الماضي، لمحافظة الإسماعيلية، والتي شملت افتتاح المجمع الطبي المتكامل، اطلعنا حينها على عرض السيد اللواء أركان حرب إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والذي أوضح خلاله عدد من مشروعات الرعاية الصحية التي نفذتها الهيئة الهندسية، منذ عام 2014، بناءً على توجيهات السيد رئيس الجمهورية. فقد تولت الهيئة الهندسية إنشاء وتطوير 2011 مشروع طبي بطاقة 12 ألف سرير، و175 مشروع لصالح وزارة الصحة، و8 مشروعات لصالح وزارة التعليم العالي، و28 مشروع تابعين للقوات المسلحة، منها 117 مستشفى و94 وحدة طبية، بتكلفة 11,3 مليار جنيه.
وجير بالذكر، وكما أكد السيد اللواء إيهاب الفار، فإن المستشفيات العسكرية تقدم خدماتها الطبية للمدنيين من أفراد الشعب المصري، والتي بلغ متوسطها مليون حالة سنوياً، في المناطق النائية والحدودية، فضلاً عن دعم كل الاتجاهات الاستراتيجية بعدد من القوافل الطبية بمتوسط 32 قافلة سنوياً. كما قامت القوات المسلحة بعمل مسح طبي لعدد مليوني شاب من شباب التجنيد خلال الفترة من عام 2016 حتى 2020، نتج عنه تقديم الرعاية والعلاج الطبي لعدد 12 ألف حالة مرضية منهم في المستشفيات العسكرية. كما صدر قرار السماح للمدنيين بإجراء التحاليل الطبية في المعامل المركزية للقوات المسلحة، في منطقة كوبري القبة، والتي تتميز بالدقة المتناهية، نظراً لاعتمادها على أحدث المعدات الطبية.
ولا يفوتنا التنويه لتنافسية أسعار كافة الخدمات الطبية المقدمة في المؤسسات الطبية للقوات المسلحة، مقارنة بمثيلاتها في القطاع الخاص، إيماناً من القوات المسلحة بواجبها في تحقيق الأمن الطبي للمواطن المصري، وهو ما دفع العديد من مؤسساتها العلاجية للتعاقد مع عدد من النقابات والجهات الحكومية لتقديم خدماتها ضمن منظومة التأمين الطبي للأعضاء وللعاملين. فضلاً عن أن بعض تلك المستشفيات العسكرية توفر نظام “المبلغ المقطوع”، بمعنى تحديد مقابل ثابت لإجراء جراحة، على سبيل المثال، شامل كافة التكاليف المرتبطة بها، من أطباء وأدوية وتمريض وغيره، وهو ما رفع الحرج عن المرضى، في المفاجأة بتكاليف غير لم تكن في الحسبان والتقدير.
وهكذا فإن القوات المسلحة لا تدخر جهداً في المساهمة في تحقيق مستقبل واعد للمواطن المصري.