كانت على موعد مع ليالى شهر ابريل , تتلمس فيها بعضا من حظها والذى ظنت انه تبسم لها عند ميلاد اجمل واخر عناقيد الؤلؤ المنثور حتى بات درة تاجها , هكذا كانت تراه فى يقظتها كما يزورها فى منامها كسحائب نور , وكذلك كان طاقة فرحها ومشكاة بهجتها , وكانت تاخذه صغيرا الى شيخه ليحفظ عنه القرآن الكريم ,
ويوما آخر تأتى به الى ندربه ليتعلم منه فنون رياضة الكاراتيه , حتى اتقن التلاوة وأجاد الرياضة وعن حكاية الشهيد البطل ماجد عبد الرازق تحكى والدته السيدة حمدية مدرسة مادة الاحياء :” .. كان ترتيبه الرابع بعد اخوته الثلاثة اكبرهم محمد الذى ورث حب التدريس منى ومن والده الذى كان مدرسا للغة العربية ,
فكان البكر هو ايضا مدرسا للكمياء , واختيه التاليتين طبيبتين الكبرى منى طبيبة اسنان والصغرى مروة طب بشرى , اما قرة عينى فكان ميلاده فى ١٥ أبريل ١٩٩١ و٣٠ رمضان ١٤١١ فجر ليلة العيد ,
ولم اكن ادرى انها بشارة عيد دائم لدرة تاجى ابنى ماجد , الذى كان اكثر ابنائى طاعة وبرا بى وبوالده , والاقرب رحما , والارحم بكل خلق الله , حتى اننى لا انسى ابدا مساعدته لشيخه محفظه للقرآن الكريم حتى احبه شيخه وقربه منه واحسن تعليمه على قراءات القران الكريم , فتلذذت بعذب تلاوة القرآن على لسان ابنى ماجد , فكان ذا حلاوة فى التلاوة والترتيل رعم صغر سنه ,
وحفظ القرآن ونال العديد من شهادات التقدير وجوائز التفوق فى مسابقات الحفظ والتجويد قى كل مراحله الدراسية حتى عندما التحق بكلية الشرطة نال الكثير من شهادات التفوق واختاره اساتذته لتمثيل الكلية فى مسابقات الكليات العسكرية والجامعات المدنية وكان يحظى برضى كبار قادة اكاديمية الشرطة لتفوقه ولحصوله على المراكز الاولى ,
وكذلك اجاد فى تدريبه لرياضة الكاراتيه حتى حصل على الحزام الاسود , وتعلم الكاتات كلها تقريبا ونال فى رياضته المراكز الاولى فى المسابقات الرياضية المتعددة , ولا ازايد عندما اصف صوته بالعذب الجميل فكل اصدقائه يعلموا هذا عنه حتى انه اشترك فى حفلات المدرسة وتعنى بالاغانى الوطنية التى كانت مبعث حبه لوطنه فكثيرا ما كنت اسمعه يرددها مع نفسه وانظر اليه بفخر , لانى استشعر فى ابنى حبا جارفا لوطنه وهذا ما كان يجعلنى فخورة بتربيتى لابنى ,
ورغم مواهبة الرياضية والفنية والدينية الا انه كان متقوثا قى دراسته فقد حصل على شهادة الثانوية علمى رياضة ١٩٨٨ بتفوق والتحق بكلية الهندسة , وفى نفس الوقت تقدم لاختبارات الكليات العسكرية والشرطة واجتاز المجالين حتى نهايتهما , ولكنة فضل الالتحاق بكلية الشرطة لانها كانت حلما يراوده طيلة حياته , وتميز فيها وحصل على جائزة من السيد الرئيس لحفظه القرآن الكريم , واشترك بجميع الندوات مع الجامعات المدنية , وكان لو دور بارز فى الندوات الثقافية ,
واشترك بندوات مع الكليات العسكرية , وشارك حفلات إفطار مجمعة للطلبة من الشرطة مع الجامعات المدنية والكليات العسكرية باختيار الكلية له لتميزه وتفوقه الدراسى والرياضى والثقافى , وكان نصيبه مع دفعته تخرج ٢٠١٢ بدون حفلة للاهالى , وأول عمل له كان بقسم عين شمس منطقة سكنه , وكان نشط وكفء يحب عمله ويخلص له ,
وتميز من رؤسائه فى العمل , وكان خدووم لاقصى مدى حتى ان زملائه كانوا يصفون سيارته ” بدولاب ملابسهم يأخذوا منها وقتما يحتاجون” , ومال محبة زملائه جميعهم , وترقى وحصل على رتبة ملازم أول فى قسم شرطة عين شمس ,
ويذكر له زملائه انه كان يشترى على حسابه من ماله الخاص عبوات المياه المعدنية لزملائه وجنوده اثناء خدمته معهم بالشارع , وانتقل ماجد للخدمة بالمواقع المتميزة نظرا لترشسيح روؤسائه له , ولكنه كان يريد العمل الميدانى فى الأقسام كان يعشق عمله ولايمل منه ابدا ,
وتميز بالشجاعة فقد كان يختار القيام بالمأموريات الصعبة والخطرة , واذكر انه كان يحكى لى عنها بعد الانتهاء منها حتى لا يشرعنى بالحوف عليه ,وذهب لمأموريات كثيرة كان سيستشهد فيها فى عين شمس فى القبض على مشبوهين خطريين ومسلحيين, وذات مرة أثناء عمله طلع لسيدة عليها كمبيالات فى الدور ١٣ فطلبت منه الانتظار لأنها صائمة هذا اليوم , فعرف المبلغ ,
وقال لها الموضوع خلص , وعند فتحة باب الأسانسير دفعته السيدة للخلف لأن الباب يفتح فى عدم وجود الأسانسير ونجاه الله م السقوط وكانت تضمر له شرا وهو انتظرها لكونها ادعت انها صائمة , ثم انتقل إلى قسم شرطة النزهة , وفى هذه الفترة تزوج وانجب طفلته الوحيدة ليلى فى ٢٨ مارس قبل الاستشهاد ب١٠ ايام فرح بها جدا ولف بها فى طرقات المستشفى فرحان بها ,
وعزم كل من يعرفه ومن لا يعرفه على العقيقة من اول البسطاء فى جميع المناطق إلى الأقارب والزملاء ودبح الخروف بنفسه واشترى مستلزمات السبوع , ويوم الولادة أعطى ليلى لمامتها وقال لها :” خدى انتى إللى ها تربيها ” , وقطعت الكلمة قلبى , وقلت له :” تتربى فى عزك يا ضناى “,
وبعدها بايام كان له أدوار عديدة فى القبض على المجرمين والقتلة ففى عيد الأضحى ٢٠١٨ يوم العيد قبض على قاتل سائق التوكتوك , ووجه له مدير الامن الشكر , واذكر له موقفا اخر أثناء عمله فى دائرة قسم شرطة النزهة وجد شابا يكاد لا يرتدى ملابس تقيه البأس فقدم له ملابس من سيارته وحذاء وفى البداية توجس الشاب خيفة منه ان يقبض عليه ولكن معاملة ابنى ماجد له جعلت الشاب يدعى له , وفى مرة تقدم له قريب لاحد المجوزين برشوة تليفون محمول غالى ليقدم تنازلات قى شهادته ضد المحبوسلكنه رفض بشدة وحذره من تحرير محضر بالرشوة , وفى تلك الفترة كان يتذكر زميليه ايمن حاتم الذى اكرمه الله بالشهادة فى مايو ٢٠١٧ وقال لى :” امتى يأذن لى ربى ودعى الله” , وزميله الثانى وحبيبه اسلام مشهور الذى استشهد فى ٢٠ أكتوبر ٢٠١٧ , بعد عشرين يوما من زواجه , وهنا كان يدعى الله بالشهادة ,
حصل الشهيد على دورات عديدة واجتازها وآخر تكريم كان قبل استشهادة ب٢٠ يوم كان يوم التميز ماجد الله يرحمه كان جميل الخلق والخلقة, ولم يجلس ولم يرى ابنته غير بضع ساعات ولم يتصور معها, ويوم الخميس ٤ أبريل كان آخر مرة عندنا وكان ملهوف بشدة علينا انا ووالده والجمعة ٤ صباحا قبل راسنا وايدينا وذهب لعمله السبت خرج من بيته مساءا وقام اربع مهام منها رجوع لاب توب لصاحبه, وانقاذ سائق تاكسى , والقبض على مجرم هارب , وآخر مهمة أثناء تفقده شارع طه حسين بالنزهة وجد سيارة تعطى إشارات بالنور والأرقام يدوية فرجع فى الاتجاه المعاكس وأثناء ذلك ترجل من السيارة المجرمين وقاموا بأطلاق النار الساعة ٤و٤٠ دقيقة فجرا الاحد٧ ابريل ا الله يرحمك حبيبييي , جاء فى ابريل ورحل فى نفس الشهر وجاء مع عيد الفطر ورحل مع عيد الأضحى !”.