يحتفل العالم بـ “عيد الحب ” أو ما يعرف باسم ” Valentine’s Day ” نسبه إلى القديس” فالانتين ” الذى أعدم فى روما فى الـ 14 فبراير من القرن الثالث وأصبح اليوم مناسبة يحتفل بها العالم كل عام ، وعيد الحب هو فرصه للتعبيرعن الحب الصادق والمشاعرالجميلة بين المحبين وبث رسائل الحب والغرام .
إرتبط اللون الأحمر بالفالانتين أو “Valentine’s Day “، لسنوات طويلة ، سواء فى الهدايا أو الزهور أوغيرها من الهدايا التى تقدم فى هذا اليوم ، لكن السؤال : ماهو سبب إرتباط عيد الحب باللون الأحمر فى العالم كله ؟
إجابة هذا السؤال أشار إليها تقرير منشور فى موقع “tutorialspoint ” يقول :
أن اللون الأحمر هو لون السعادة والأزدهار في الصين ولذلك هو مرتبط بعيد الحب ، وأن اللون الأحمر من الألوان القوية والمحفزة لمشاعر الحب ، واللون الأحمر من الألوان التى تساعد على التخلص من الشعور بالتعب والإرهاق ويساعد على إنخفاض ضغط الدم ، وأيضا لأن اللون الاحمر هو رمز الرومانسية
ويرى أحد الكتاب أنه عندما تختار النساء إرتداء الأحمر فإنهن “يعكسن نواياهن الجنسية من البداية” ، لذلك ، في معظم البلدان الشرقية مثل الهند والصين، ترتدي العروس الساري الأحمر إيذانًا ببداية حياتها الزوجية.
أما موقع ” herculture ” فيرى : أن اللون الأحمر إرتبط إرتباطًا وثيقًا بعيد الحب لعلاقته بإحمرار الوجه أو اندفاع الدم ، فعندما ينجذب شخص إلى شخص آخر، يُقال إن التفاعلات الكيميائية تحدث في الجسم مما يؤدي إلى ضخ القلب بشكل أسرع ويتسبب في تحول الخدين إلى اللون الأحمر الوردي ، لذلك عندما يرتدى المحب اللون الأحمر في “الفالانتين”، فهذا يعني أن دمه يتدفق من أجل هذا الشخص .
وللحب فى اللغة العربية درجات تبدأ ب ” الشغف ” وتنتهى ب ” الإستكانه ” وبينهم ( الوجد والهوى والصبَّوة والنَّجوى والشَّوق والوصب ) ، أما الهُيام أو الجنون : فهو أعلى درجات الحب وأكثرها إكتمالاً .. عافانا الله وإياكم منه .
وتختلف درجات الحب عند العرب فى أنها تزيد عما ذكر فى اللغة العربية ب ( الكلف : الذى يدلُّ على شدة الولع ، وعمق التفكير بالمحبوب .. والعشق : الذى يعني الحب الشديد ، وتقديم التضحيات ، وعدم القدرة على التخلي عن الحبيب ، وهو حب مُختلط بالشهوة ..
والود : وهى حالة يتم الوصول إليها بعد مرور مدة من الزمن ، وهي المرحلة الأساسية في الزواج التي تحقق التوازن بين الأزواج ، وتُعبِّر هذه الدرجة عن الحب الرقيق ، والذي يخلو من المشاعر الصاخبة..
أما العشره : فهى تُماثل درجة ” الود ” من حيث المبدأ ، وتحتاج لفترة من الوقت حتّى تتطور .. وأخيرا الوله : وهوأحد درجات الحب المتقدمة عند العرب ، ويُعبر عن غياب السعادة بغياب المحبوب ، فالحياة مرتبطة بوجود الحبيب ، وبالتأكيد ” الهيام ” الذى قيل أنه أعلى درجات الحب ، والذى يوصل إلى مرحله الجنون بالحبيب .
من أخلاقيات العرب قديماً أنهم كانوا يؤصلون مبدأ “الحب والعشق” في نفوس الصغار , لأنهم سوف يكبرون وفي قلوبهم معاني أخلاقية تسمو بنفوسهم .. فالعاشق لا يرضى إلا بالسمو والرفعة والكرامة لكي يظل كبيراً وذو رفعة في عين معشوقته ,
ولذلك كان العشاق يهتمون بالعلم والمظهر والأخلاق والكرم والشجاعة ويتطبعوا بتلكم الصفات .. حتى أن أحدهم كان يمشي ويُقال عنه أنه عاشق !!
ومن قصص الحب العذرى المتوراثه حب جميل لبثينه ، وقيس لليلى ، وحب عنتره بن شداد لعبلة ، وهل لنا أن ننسى قول عنترة وهو في خضم الحرب ويقول لعبلة : ولقد ذكرتك والرماح نواهل .. مني وبيض الهند تقطر من دمي !! أيّ حبٍ هذا ؟ الذى لم يشغله شاغل عن محبوبه إلا الموت .. وقول قيس بن الملوّح :
أمر على الديار ديار ليلى .. أُقبل ذا الجدار وذا الجدار
وما حب الديار شغفن قلبي .. ولكن حب من سكن الديار
أما الآن فما أن يُذكر الحب إلا ويقترن بالممارسات الغير أخلاقية والنظرة الدونية ، حتى أن الزواج أصبح ستاراً شرعياً لممارسة العلاقة الخاصة وليس لتأسيس الحب .
الحب كنز غالي الثمن .. لا يقدّر قيمته إلا من تحسس معانيه ..ولنا في رسول الله – خير من نطق الضاد – عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة ..
عندما قال عن خديجة رضي الله عنها بعد موتها بسنين ” لقد رزقني الله حبها ” وقد أغرورقت عيناه بالدموع !! آآآآه ما أجمل تلك الكلمة .
وحتى يستمر الحب ويحقق النجاح ويصبح حبا حقيقيا لابد من وجود الإخلاص والإحترام المتبادل والتقدير والوفاء والتضحية والتفاهم والتقارب الفكرى فى الأفكار والمبادىء وغيرها من القيم والمعانى السامية التى تضمن للحب الإستمرار والنجاح .