لا يخفي علي أحد أن العلاقه بين تركيا وجماعة الإخوان الإرهابيه تستند إلى المصلحه المتبادله، إذ تدعمهم أنقرة بالمال والسلاح مقابل مساعدتهم لها في مخططها بالمنطقه، فتركيا أصبحت مرتعاً ومسرحاً بديلاً لعمليات تنظيم الإخوان الإرهابي، وقياداته الهاربه من مصر عقب ثورة الثلاثين من يونيو، حيث تحظي الجماعه الإرهابيه بكامل الدعم من المُصاب بجنون العظمه ” رجب طيب إردوغان ” وقد نقلت جماعة الفتنه والضلال إجتماعاتها التنظيميه بشكل كامل إلي اسطنبول، التي تشارك الدوحه في احتضان أخطر العناصر بالتنظيم الإرهابي ” خوارج العصر ” وجميع العمليات الإرهابية التي نفذتها الجماعه كانت بأوامر خرجت من قطر وتركيا ووفرت لهم الدعم اللوجستي والمالي، ويحرص الأغا العثماني علي عقد لقاءات دوريه مع قيادات التنظيم الإرهابي في أنقرة، ولم يكن دعم وتأييد جماعة الإخوان الإرهابيه للرئيس التركي في تحركاته المشبوهه بغزو ليبيا محل إستغراب أو تعجب! فهذا أمر متوقع ويتسق تماماً مع جماعه إرهابيه هواها خيانة الأوطان، نظراً لأن العلاقه بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والتنظيم الإرهابي هي علاقه وطيده، فكلاهما مشترك، إردوغان والتنظيم الإرهابي في فكرة إحياء الخلافه العثمانيه المزعومه ” البائده ” والتي طوي عليها الزمن صفحاته، ولا يخفي علي أحد أن إردوغان يستخدم ” الإخوان ” الآن بيادق لتحقيق مآربه الإستعماريه في الشرق الأوسط، وحُلمه في عودة العثمانيه الثانيه، وتحقيق ” الوطن الأزرق ” فأصبح الأغا العثماني منذ أكثر من عقد من الزمن يستخدم الجماعه الإرهابيه مطيه لتحقيق أطماعه التوسعيه، ضمن إستغلاله لتقاطع مصلحة القطيع الإخواني معه في مشروع الخلافه، ضمن علاقه نفعيه، حولها إردوغان إلي إنتهازيه. فوجد ضالته في هذه الجماعه المتعطشه لمشروع الحكم تحت شعار ” الخلافه ” فجماعة الضلال والفتنه، رغم تنظيمها العنقودي، ووجود مرشد ومجلس شوري ومكتب إرشاد، إلا أنها كانت دائماً تائهه مبعثره في حاجه لقيادة، ولهذا وجد القطيع في إردوغان ضالته، رغم الموقف الإنتهازي من إردوغان في العلاقه النفعيه، إلا أن الجماعه الإرهابيه قبلت به قائداً لها في هذه المرحلة، والتقارير تشير إلى أن الأغا العثماني يؤوي 20 ألفاً من رؤوس القطيع الهاربين في بلاده. وبعد أن جعل تركيا مقراً ومأوي للإخوان، أنشأ منصات إعلاميه ” ارهابيه ” لهم، ومنح بعضهم الجنسيه التركيه، واستخدامهم ضد شعوبهم ودولهم، بل ودفعهم لإرتكاب جرائم هنا وهناك بإسم الدين، والدين منهم براء، ويلاحظ الجميع أنه في إعلام وقنوات ومواقع وأبواق الإخوان الإرهابيه المدعومه من تركيا، أن خطابها الإعلامي يميل إلى لعب دور الضحيه، مع الضغط على إخراج من لم يقف معهم، خاصة خصومهم من فئة أو صفة ” إسلامي ” لتكتمل حلقة إخراج أعدائهم من الإسلام، وترسيخ ذلك في الأذهان، هم الإسلاميون ” تجار الدين ” ومن يحاربهم أو يعارضهم من مثقفين وحكومات ” غير إسلاميين ” فبدأوا بشيطنة الآخرين والمثقفين والكُتاب، وكل من لا ينتسب لهم ولا يسير على دربهم، حتي وصلوا الى شيطنة الحكومات، ووضعوا ونصبوا أنفسهم كممثلين للإسلام الأوحد، بتعليق كلمة إسلامي علي كل شيء يصدر منهم وعنهم، وأصبحوا هم الإسلام وما عداهم ليس من المسلمين، وعملوا على تشويه وهدم المرجعيات والمؤسسات الدينيه الوسطيه المعتدله، عبر تشكيك الناس في مصداقيتها، وبالتالي خلق كيانات موازيه تساعدهم علي تحقيق مآربهم الدنيئة، وإستغلال الخطاب الديني في تنفيذ مخططاتهم وأطماعهم. فاستغلت جماعة الإخوان الإرهابيه، بدعم تركي خالص، مساحة الحريات في الغرب، بشكل سلبي لنشر الكراهيه والقبح والبغضاء ونشر الفكر المتطرف، حيث حولت كثيراً من ” المراكز الدينيه ” إلي بؤر لإثارة النعرات الطائفية والدينيه وحتي السياسيه، فيما انطلق عدد آخر من تلك الجماعات لتأسيس أحزاب إسلامويه في المجتمعات الأوروبية، وبهذا تحولت هذه ” المراكز الدينيه ” من ملاذ للمسلمين الأوروبيين، من أجل الحفاظ على هويتهم وثقافتهم الإسلاميه، وتساعدهم علي الإندماج الإيجابي في مجتمعاتهم، إلي بؤر ومراكز حاضنه وصانعه للتطرف..
لا شك أن بعض المخاوف التي تنتشر في الغرب من أهدافها: تحقيق مكاسب سياسية غير مقنعه على حساب الإسلام، أو أن بعضهم لا يفهمون المعاني الساميه الحقيقيه للدين الإسلامي، لكن الأكيد والمؤكد أن ” الراديكالية الإسلامويه ” المتمثله في جماعة الإخوان الإرهابيه واردوغان، كونهما شوها الإسلام ودور المساجد في الغرب، وهما الأساس في سرقة الإسلام وتفاقم وتأجيج وصناعة ” الإسلاموفوبيا ” بهدف ترويج أجندتها، وهما سبب كراهية الإسلام ونشر صوره سلبيه عنه، فخطر الخلايا الموالية للرئيس التركي وجماعة الإخوان الإرهابيه لا يقل عن تنظيم القاعدة وداعش الإرهابي، فحكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أسهمت خلال السنوات الأخيرة عبر سياستها التحريضية في تفاقم ظاهرة ” الإسلاموفوبيا ” في الغرب، وإردوغان يزكي هذه الظاهرة، بينما يدعي محاربتها، وهو ما يعبر عن الازدواجية في سياسات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، والتي تتخلل أقواله وأفعاله، والتناقض السافر بينهما، فمن المثير للجدل وللسخريه أن من ينشر الإرهاب والتطرف، ويدفع المجتمعات الغربيه لمعاداة الإسلام، هو من يدعي الفضيله وأنه يواجه التطرف، ويدعي أنه يدافع عن المسلمين ضد العدوانية والعنصريه والكراهيه، حقاً كما قال أبي الطيب المتنبي ” المضحكات المبكيات “