اليوم نتحدث عن اربعة ايام من المستحيل ان يخلو اى حديث عن تداعيات 25 يناير منها خاصة آخر يومين اللذين اتسما بالخيانة والحقارة .
× اليوم الأول ( الاثنين 31 يناير ) : فى هذا اليوم ادت حكومة الفريق احمد شفيق اليمين الدستورية وضمت 14 وزيراً جديداً و15 سابقاً فى محاولة لرأب الصدع .. كما كلف الرئيس الأسبق مبارك نائبه عمر سليمان ببدء حوار مع المعارضة حول الاصلاح الدستورى والتشريعى
× اليوم الثانى ( الثلاثاء 1 فبراير ) : خرجت مظاهرات حاشدة فى ميدان التحرير وميادين المحافظات تطالب باسقاط النظام بايعاز من الجماعات المتأسلمة وعلى رأسها الاخوان .. وفى المساء القى مبارك خطابه الثانى استعرض فيه ماتتعرض له البلاد واشاد بشباب 25 يناير واحترم مشاعرهم ومطالبهم ..
ودعا البرلمان بغرفتيه الى تعديل المادتين 76 و 77 من الدستور بما يعدل شروط الترشح لرئاسة الجمهورية ويعتمد فترات محددة للرئاسة .. واعلن عدم ترشحه لفترة جديدة .. واكد ان مصر ستخرج مما هى فيه اكثر قوة .. واشار الى انه عاش وحارب ودافع عن الوطن وارضه وسيادته وانه سيموت على ارض مصر وسوف يحكم التاريخ بما له وما عليه .. هذا الخطاب ابكى قطاعاً كبيراً من المواطنين بل ودفع الكثيرين من المتظاهرين الى الانسحاب من ميدان التحرير.. وقد شهدنا ذلك ( لايف ) .
× اليوم الثالث ( الأربعاء 2 فبراير ) : الانسحاب لم يعجب بالطبع جماعة الاخوان التى تريدها ناراً وكذلك الجماعات المتأسلمة التى خرجت من تحت عباءتهم وايضاً اجهزة المخابرات الخارجية التى كانت تحركهم كالدمى أو عرائس الماريونيت .. ومن ثم صدرت الأوامر لهم بتحويل ( ميدان التحرير ) الى مجزرة .. فاندلعت اشتباكات عنيفة وتم استهداف شباب الميدان فيها سواء بالمواجهة المباشرة أو من فوق الأسطح ..
واعقب ذلك ماسُميت ( موقعة الجمل ) من خلال الدفع بمجموعات من المجرمين الهاربين من السجون يركبون الخيول والجمال ويحملون السيوف والسنج وقنابل المولوتوف مما اسفر عن استشهاد 3 واصابة عدد كبير .. وقد اشاع الاخوان ان المهاجمين ينتمون للنظام وانهم رموز سياسية وتشريعية وتنفيذية حددوهم بالاسم .
× اليوم الرابع ( الخميس 3 فبراير ) : ورغم ان مبارك اعلن فى تصريحات لقناة امريكية فى هذا اليوم انه يود الاستقالة لكنه يخشى ان تغرق البلاد فى الفوضى ، ومع ان عمر سليمان اكد ايضاً عدم ترشح مبارك او ابنه جمال .. الا ان الاشتباكات تجددت مرة اخرى وبشكل اكثر شراسة .. واكدت التقارير الأولية للجنة تقصى الحقائق ان النظام الحاكم اراد بهذه الموقعة ( موقعة الجمل ) السيطرة على ميدان التحرير..
ورغم خطأ التقارير فانها حققت الغرض الدنىء المطلوب للاخوان واتباعهم ومن يحركهم وهو ان الكثيرين من المصريين تعاطفوا مع المتظاهرين ونزلوا لتأييد المطالب والمشاركة فى التظاهر الذى تحول الى اعتصام مفتوح .. كما وجدها الخارج فرصة لاشعال الموقف اكثر حيث ادان الهجوم كل من الأمم المتحدة وزعماء العديد من الدول الأوروبية .. البعض كان يعلم بالحقيقة جيداً وادانوا مجاملة لأوباما واهدافه ، والبعض الآخر لم تكن لديه صورة واضحة لما جرى ولكنه سار فى الزفة ..!!!
الدليل على ان موقعة الجمل ( صناعة اخوانية ) ان محكمة النقض برئاسة المستشار خالد عبد الله ( بعد سنتين و3 اشهر ) رفضت فى 9 مايو 2013 طعن النيابة العامة على براءة كل المتهمين فى موقعة الجمل وايدت براءتهم جميعاً من كافة الاتهامات المنسوبة اليهم وفقاً للحكم الصادر من محكمة جنايات القاهرة .
تبين ان نظام الحكم الاخوانى وقتها طلب من النائب العام ( الملاكى ) لهم طلعت عبد الله الا يطعن على حكم الجنايات بالبراءة فى المدة المحددة له قانوناً وان يتم تقديم الطعن بعد هذه المدة والمحددة قانوناً بستين يوماً حتى لا ينكشف الفاعلون الأصليون .. وهذا ماحدث فعلاً .
بالمناسبة .. طلعت عبد الله هذا تم تعيينه فى اعقاب الاعلان الدستورى الذى اصدره محمد مرسى فى 22 نوفمبر 2012 وحظر فيه الطعن على قراراته بأي شكل من الأشكال وكأنه اعلان الهى منزل من السماء ..!!!!!
المقال القادم ( جمعة الرحيل .. واجتماع المجلس العسكرى بدون مبارك ) .