وقع ” بايدن ” على ما يقرب من 12 أمراً تنفيذياً عقب تنصيبه ووعد بأنه سيقوم بإعادة الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتفاقية المناخ الموقعة فى باريس والذى سبق أن قام “ترامب” بإلغائها مع عدة قرارات أخرى.
ويقوم أعضاء كل مجتمع بملايين الأعمال خلال تفاعلاتهم اليومية مما يؤثر على المناخ وبالتالى على البيئة، ونتيجة لتنوع المخاطر وتفاقمها أصبحت قضية الأمن البيئى تستدعى مزيدا من الاهتمام .. ليست كمظهر طبيعى فقط ولكن كتركيبة متفاعلة إيكولوجيا وفيزيقيا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا يحدث داخلها صراع أو اتفاق ومن المعروف أن تغير المناخ وانعدام الأمن الشامل هو ثمرة مباشرة للتطور الصناعى، فالذين نزحوا من الريف ليجدوا فرصة عمل بالمصانع فقدوا الحماية التى كانت توفرها لهم الروابط الأسرية والتضامن الآلى .. بل أصبح تغير المناخ مشكلة مركبة تحاول البحث عن الحلول المختلفة ومن المؤشرات العالمية الى التحول من النمطيـة والتباين فى كل شئ ومن الخيار الواحد إلى الخيارات العديدة وإلى الزمن الذى يسمح بأشكال مختلفة.
ومن المؤكد أن هناك علاقة وثيقة بين التعليم ونشر الثقافة الإيجابية والإعلام المستنير وصحة الإنسان ونوع السكن والغذاء وكلها حاجات تعكس دور الدولة كسلطة تضع الخطوط العريضة للمستقبل .. وكلها وأكثر منها هى عمليات لحماية رأس المال البشرى مع التركيز على أن التفوق ليس بالكم ولكن بالكيف.
ومن خلال أحد القنوات الغربية تمت الإشارة إلى مجموعة من الشباب المصرى الذى ظل يعمل عدة سنوات فى صبر شديد حتى استطاع بكل فخر إقامة أكبر مشروع من “غابات الباولونيا” على أرض مصر (مشروع الغابة) بعد دراسة دامت سنوات عديدة وتجارب مستمرة .. ومن المعروف أن الغابات هى رئة الأرض الحقيقية التى تتنفس بها الأرض كما أنها أحد أهم المصادر الطبيعية المتجددة التى تقوم بدورها الحيوى على أكمل وجه فى امتصاص “غاز ثانى أكسيد الكربون” والغازات الضارة الأخرى من الجو، ومن ناحية إطلاق الأكسجين النقى .. وفلترة الهواء وترسيب الغبار والأجزاء المعلقة الضارة بالإضافة إلى جمال الطبيعة التى لا يستطيع الإنسان مهما كانت عقيدته إلا أن يركع منبهرا شاكرا، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن كيلو متر مربع من الغابة يطلق فى اليوم الواحد حوالى عشرة أطنان من الأكسجين، وهنا يمكن لنا جميعا أن نتصور مدى نقاء الهواء الجوى فى مناطق الغابات أى أنه فى السنة الواحدة يطلق 3650 طنا من الأوكسجين فى وقت العالم كله مهتم بموضوع المناخ.
ومن هنا ظهر ما يسمى اتفاقية باريس الذى تم اعتمادها فى 12 ديسمبر 2015 فى العاصمة الفرنسية من قبل جميع الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة ويتطلب من الدول الموقعة أن تبقى إنبعاثات ثانى أكسيد الكربون أقل بكثير من درجتين مئويتين وفقا لمستويات ما قبل زمن الصناعة.
وتعمل اتفاقية باريس للتغير المناخى على مواجهة مشكلة انبعاثات الغازات الدفيئة، والبحث عن حلول للتكيف معها والتخفيف من حدة ضررها على البيئة والنظر بجدية للآثار الواضحة للتغيرات المناخية والحد من ارتفاع الحرارة التى تقل عن درجتين مئويتين حيث أن متوسط درجات الحرارة العالمية ارتفع بمقدار 58ر0 درجة مئوية فى الفترة من 1880 – 2012 ومن أهم البنود التى ينص عليها هذا الاتفاق هى وقف حرارة الأرض والاحتفاظ بها أقل بدرجتين مئويتين قياسا على عصر ما قبل الثورة الصناعية.
كما جاء فى الاتفاق أيضاً بند مهم ينص على تقليص شدة انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحرار، وذلك بالحد من استهلاك الطاقة والاستثمار فى الطاقات البديلة وإعادة تشجير الغابات.
وإن غابة الباولونية الخشبية تتحمل العطش والجفاف ولا تحتاج إلى رعاية كبيرة وهى تعتبر بالفعل أسرع شجرة تنمو فى العالم، وبتلك الثروة الخشبية أصبح من الممكن التأكيد أن فى مصر ثروة خشبية توفر ملايين الدولارات التى كانت تدفعها لاستيراد الأخشاب من الخارج.