في مستهل العام الجديد، أهدتنا الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية أجمل هدية، بحصولها على الجائزة العالمية، المقدمة من مؤسسة ميد MEED، لأفضل المشروعات المنفذة بالشرق الأوسط، حيث حصل مشروع أنفاق قناة السويس بالإسماعيلية على لقب “مشروع العام”، كما حصل مشروعي كوبري روض الفرج وحقل ظهر على جائزتين ضمن أفضل سبعة مشروعات على مستوى الشرق الأوسط، فضلاً عن الإشادة بالاحترافية التي تم بها تنفيذ هذه المشروعات، والدعم المقدم من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لإنجازها بمعدلات وأزمنة قياسية. كان مشروع أنفاق قناة السويس بالإسماعيلية، الحائز على لقب “مشروع العام”، قد تم تنفيذه تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالتعاون مع تحالف شركتي كونكورد وبتروجيت، بينما تم تنفيذ مشروع كوبري روض الفرج بالتعاون مع مكتب محرم باخوم وشركة المقاولون العرب.
وتأتي هذه الجوائز كرد عملي على المشككين في دور القوات المسلحة بإشرافها على هذه المشروعات العملاقة، فلمن يدعي بأن هذه المشروعات تضعف من الكفاءة القتالية للقوات المسلحة، نقول له أن دور الهيئة الهندسية هو الإشراف على التخطيط والتنفيذ، بينما عناصر تنفيذ هذه المشروعات، فكلها من شركات ومكاتب القطاعين العام والخاص، وهو ما يؤكد على الدور العظيم لهذه الهيئة في التنسيق والتخطيط. ولتوضيح الصورة أكثر، أضرب مثالاً عندما تكلف الهيئة الهندسية بإنشاء المدارس أو حتى الجامعات الجديدة، يكون المنفذين، من شركات القطاع الخاص والعام، هم المقاولون في المحافظة التي تؤسس بها تلك المنشآت التعليمية، وبينما تتولى الهيئة الهندسية المتابعة، والتأكد من دقة التنفيذ، والالتزام بالجداول الزمنية للتسليم. علاوة على أن كل العاملين في هذه المشروعات من المدنيين؛ فليس هناك جندي واحد يعمل في تلك المشروعات.
وعندما نحتكم إلى الأرقام، فقد نفذت الهيئة الهندسية 2847 مشروع، بتكلفة 1,1 ترليون جنيه، بمشاركة 1440 شركة وطنية، وبأيدي 9 مليون مهندس وفني وعامل مصري. ففي مجال الطرق، نفذت 41250 كم من شبكة الطرق القومية بتكلفة 100 مليار جنيه، ونفذت 14 مطار بتكلفة 6 مليار جنيه، وتنفذ 5160 وحدة سكنية بتكلفة 140 مليار جنيه، موزعة على السبع مدن الجديدة من مدن الجيل الرابع، كالعلمين والإسماعيلية الجديدة، والعاصمة الإدارية، إضافة لمنشآت الرعاية الصحية والصناعية والتعليمية ومحطات المياه والصرف الصحي والأمن الغذائي.
لقد استحقت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة هذه الجائزة العالمية، واستحق الشعب المصري العظيم ذلك الفخر مع بداية العام الجديد.