هاني سالم يكتب : الإسلامويين وبيزنس السياسة والدين !

تمثل الجماعات الراديكالية والمتطرفه وعلي رأسهم الجماعه الأم ( جماعة الإخوان الإرهابيه ) أحد أسوأ منظمات وعصابات وكيانات التلاعب بالعقول وتضليل وتدمير المجتمعات، لأنها تمارس عبثاً مباشراً بالدين وتتاجر به لمصالح ضيقه، يجعلها تتخذ وضعيه عصابات المافيا التي ليست لديها أي قيم أو أخلاق أو حتي إنسانيه، فحسن البنا هو أول من نظر للربط بين الديني والسياسي، بشكل لم يسبقه اليه أحد فيقول فيلسوف الإرهاب (( افهموا المسلمين أن الإسلام شيء يجب أن يكون بعيداً عن السياسه، فحدثوني بربكم أيها الإخوان إذا كان الإسلام شيئاً غير السياسه فما هو إذاً ؟؟ )) فالمتابع لتاريخ هذه الجماعات وهذه التنظيمات وهذه الحركات المتأسلمه التي تدعي زوراً وبهتاناً أنها تبتغي رفعة الإسلام وإستعادة الخلافه وإقامة الشريعه الإسلاميه، وتختصر هذه الأمور كلها في وجوب الإستيلاء على السلطه ونهب ثروات الشعوب وممارسة البلطجه بأي وسيله وأي شكل من الأشكال، يري جلياً أن الدين عندهم لا يمثل سوي وسيله أو مطيه للوصول إلى أغراضهم الدنيئه بإسم الدين، والدين منهم ومن أشباههم براء، فقد عمدت هذه العصابات المتأسلمه علي أنها لا تريد إلا الدنيا، ولأن الدين عندهم ما هو إلا مطيه لتشويه صورة الحكام والطعن في دينهم والزعم بأنهم يطبقون قوانين كفريه ما أنزل الله بها من سلطان، فكل الحكام في نظرهم أعداء الله تعالى وأعداء شريعته، ولأن تلك الجماعات علي هذا النسق من التضليل فإنها تقترب من السلطه، وتخترق أجهزة الدوله بما يمكنها من السيطره عليها، وبهذا الوضع كان تمددها إلي المحيطين العربي والإسلامي وكذلك الدولي، لتعزيز إستثماراتها التي تتغطي وتتستر بعباءة الدين، وإستقطاب وتجنيد الذين يحتاجون إلى المساعدات التي تقدمها جمعيات التنظيم الإرهابي ومؤسساته في مختلف المجالات، وليس أسهل من السيطره على عواطف مجتمعاتنا من تقديم الخدمات سواء طبيه أو غذائيه أو غيره، وكذلك الطرق التي إستعملوها في عملهم الا أخلاقي مثل ترويج الشائعات وإختلاق الأكاذيب لمداعبة واستثارة العواطف وشحن الشباب بالغضب والرغبه في الإنفلات، فقد تعاملت ( جماعة الإخوان الإرهابيه ) مع الدين كغطاء لإستثماراتها وتجارتها، وهي مسألة دنيويه بحته لا تتعلق بتطلعات الناس في عقائدهم وعباداتهم، وحتي حصادهم في آخرتهم، فقد كونوا كيانات إقتصادية موازيه لم تبني علي أساس من الخبره الإقتصادية وتبادل المنافع المشتركه، بل علي أساس إن الإقتصاد الحالي برمته إقتصاد يقوم على الربا، فقرروا وشرعوا بأن التعامل مع البنوك إيداعاً أو إقتراضاً حرام ولا يجوز شرعاً ويعد ربا، وبطبيعة الحال فقد شوهوا سمعة المؤسسات الدينيه الرسميه التي تبيح التعامل مع البنوك، وكذلك تم في هذا السياق إستغلال الجمعيات الخيرية أسوأ إستغلال، وتوظيفها بصوره إنتهازيه للتلاعب بعقول ومشاعر الأفراد حتي يصبحوا جزءاً من المنظومه الأخطبوطيه..
ما يتكشف من حجم إستثمارات وأصول وممتلكات للجماعه الإرهابيه في مصر وخارجها يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الأمر منذ البدايه قام علي تربح وتكسب من خلال بوابة الدين والتجاره به، وحتي العمل الخيري إنما كان ذو وجهين، أولهما إستثماري وتجاري بحت، وثانيهما تلك الدعوه الإنتهازيه للإنضمام إلي جماعه أسهمت منذ تاريخها القذر في تشويه صورة الدين والإسلام، والتسبب في إضطرابات ومشاكل لكل سلطه سياسيه وتعكير صفو الأمن المجتمعي والوطني في جميع البلدان التي توجد فيها أذرع وميلشيات تلك الجماعه الإرهابيه، لا شك أن قيادات التنظيم في مصر أو الدولي بأكمله إنما هم عصبه من رجال الأعمال الذين ينشطون تجارياً في إستثمار أموال التنظيم الإرهابي لتمويل أنشطته الهدامه ويتسترون خلف التقوي والفضيله، ولنا في إمبراطور وشهريار التوحيد والنور ( سيد السويركي ) مثالاً، وكذلك الحوت ( صفوان ثابت ) الذين تساقطوا تباعاً في قبضة الصقور المصريه، والبقيه ستأتي تباعاً، فهم مجرد زمرة من اللصوص، وبرغم أن هذه الجماعه الضاله تعرضت للضرب أكثر من مره منذ حادث ( المنشيه ) إلا أنها لا تزال تنبعث كنبت شيطاني من المهم إستئصاله أينما وجد، لأنه يمثل تهديداً مباشراً ومستمراً لأمن وإستقرار أي وطن. من المؤكد ألا علاقه لهذه الجماعه الإرهابيه بسلامة عقائد الناس وأوطانهم، وهي ليست إضافه دينيه أو مجتمعيه أو وطنيه لأي بلد يمكن أن تكون فيها خليه صاحيه أو نائمه، وقد إتضحت الحقيقه في عصر المعلومات، من خلال ما يظهر من مستندات وبيانات للأنشطه الإقتصادية التي يمارسها رجال أعمال منتمين للجماعه أو يعملون لصالحها، ومن ذلك ملكية أسهم في شركات ومؤسسات.
لا يمكن أن يتصور أحد أن تتم إدارة منهج ديني في المجتمعات علي النحو الذي تمارسه هذه الجماعه المارقه والضاله، وأشباهها من جماعات وعصابات ما يعرف بالإسلام السياسي، فما يحدث هو إثارة أزمات وإضطرابات ونشر لبذور التطرف والإرهاب وإدخال البلدان في دوامة صراعات وعدم إستقرار أمني وسياسي، وهناك كثير من التجارب في أكثر من بلد عربي وإسلامي تعكس حقيقة السلوك السياسي والديني للجماعه الإرهابيه، فإنعدام القيم والأخلاق هي صفه ملازمه لتلك الجماعات وعلي رأسهم الجماعه الأم ( جماعة الإخوان الإرهابيه ) منذ تأسيس التنظيم، وهم عندما يرفعون شعارات براقه حول قيم الدين الإسلامي، فذلك لا يتعدي كونه خطاباً إعلامياً موجهاً إلي الرأي العام الإسلامي، وكذلك عندما ينادون بالقيم الإنسانية فهم يسعون إلى كسب التعاطف الدولي في أنهم يتبنون قيماً ليبراليه بقصد إشاعة الطمأنينه وجذب أعضاء جدد إليهم، ولكن في حقيقة الأمر ليس كما هو ظاهر، فكل القصص التاريخيه تذكرنا أن خونة التنظيم الإرهابي هم أدوات يتم إستخدامها من الدول المضيفه لمهاجمة أوطانهم الأصليه، كما هو حال الخونه الفارين في تركيا، وبمجرد ما تنتهي المصلحه أو المنفعه يتم التخلص منهم بالتدريج، وكلنا علي درايه وعلي يقين بأن الأغا العثماني إردوغان يجيد هذا النوع من السياسات ( سياسات التخلي ) لأنه بإختصار خريج مدرسة تنظيم الإخوان الإرهابيه..
الحقيقه أنه لا تزال هناك حاجه لقراءات عميقه لنمو وتطور جماعات التطرف الديني ودراسة سلوكياتها التنظيميه، ووضعها تحت المجهر بما يقلل من مخاطرها وتأثيرها السلبي المباشر في الأفراد وسلب طاقتهم الفكريه في قضايا لا تسهم في بناء الأوطان، وجعلها أكثر أمناً وسلاماً، لأن الوظيفه الأساسيه لهذه الجماعات المارقه أن تدخل الأوطان والبلدان في متاهات الصراع السياسي والديني والإقتتال المباشر أو الفكري، وذلك يضعف القوه المجتمعيه التي يفترض أن تتفرغ للبناء والتنميه وليس للدخول في معارك من غير معترك لصالح فئه ضاله أصبحت مكشوفه ومفضوحه ومعروفة التوجهات والإتجاهات التي لا تتواءم أو تتلاءم أو تتوافق مع مصلحة المجتمعات، ونحمد الله أننا في مصر، وبفضل ثورة الثلاثين من يونيو التي أنهت حكم الفاشيه الدينيه، تخلصنا من كابوس تجار الدين المتحالفون على الشر.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.