كانت الدؤوبة حنان محسن مديرة قصر الطفل بسوهاج تستعد بكل ما اوتيت من طاقة – ككل المصريات فى صعيد الوطن – لتحقق ما هى مؤمنة به فى سبيل تنمية المواهب لدى النشء القادم وزرع بذور المحبة للوطن فى وجدان هؤلاء الاطفال مبكرا واستثمار فطرة الله التى فطرهم عليها قبل ان يحول مسارها هؤلاء – الارهابيون – المترصدون لمستقبل الوطن باستزراع افكارهم المتطرفة فى وجدان القادم من الاطفال , كانت مديرة القصر تعد منذ ايام افتتاح معرضا لرسوم اطفال سوهاج وكان من بين هؤلاء الاطفال من هم من ذوى الاحتياجات الخاصة فى محاولات حثيثة لدمجهم مع بقية الاطفال فى اكتشاف وتنمية مواهبهم الفنية والابداعية , وبروح الفريق التى انتشرت بين شباب الوطن فى تلك الاونة كثمار طبيعية لمؤتمرات الشباب المتتالية التى تنظمها الدولة لتعطى الشباب حقهم فى المشاركة فى ادارة مجالات الحياة المصرية , فكانت يد الدعم وسواعد العون ممدودة دون تعمد الظهور من جانب احمد صابر مدير قصر ثقافة سوهاج ومن ورائه الفنان جلال ابو الدهب مدير عام ثقافة سوهاج الرجل الذىيعمل بيده ولا يستنكف اداء عملا صغيرا او كبيرا بنفسه , وخلفهما طاقات لا حصر لها من الزملاء العاملين بثقافة سوهاج , كخلية نحل , الكل يستعد لقدوم نائب المحافظ لافتتاح معرض الفن التشكيلى للاطفال , الى هذا الحد يهتم الجميع بثقافة الطفل وتنمية ابداعاته فى صعيد مصر ! , تردد هذا السؤال فى ذهنى وانا استمتع بمشاهدة ابناء وبنات الصعيد يكدحون من اجل ما هم مؤمنين به (اطفال مصر) , وما اعظم قضيتهم وما انبل اهدافهم , وشارك الصورة جمالا قدوم نائب المحافظ الذى اول ما تلحظ فيه كونه حصادا نضجا لتلك المرحلة التى تعيشها مصر , شابا فى مقتبل العمر طاقة عمل وحماس , يعتمد عليه المحافظ اعتمادا ملحوظا , هو الاخر يعطى الفرصة للشباب , يأخذ بيدهم للامام , تماما كما يفعل رئيسنا , الذى اهتم بالشاب حتى اطلق عاما من اعوام رئاسته باسم الشباب كما كان لاصحاب الهمم والمرأة مثل هذا الحظ من التقدير , عندما تعى الدولة اهمية المواطن المصرى شابا كان او من ذوى الاحتياجات الاخاصة او كالإعتراف بقدر وقيمة نصف المجتمع (المرأة) , والان كل هؤلاء يضعون فى مركز اهتمامهم ذاك القادم للمستقبل (الطفل المصرى) اعظم ثروات الوطن على الاطلاق , ويبدأ استعراض لوحات الاطفال بقاعة الفنون التشكيلية بقصر ثقافة سوهاج , ولا صوت يعلو على مشهد الدهشة وصيحات الاعجاب , وتساؤلات الضيوف الحضور :” هل هذا بحق ابداع ورسومات هؤلاء الاطفال ؟!” يتكرر السئوال , تارة باللفظ واخرى باللحظ , وتتقدم الطفلة نبيلة سامى عوض امام لوحتها التى رسمتها لشخص رئيس مصر , وتجاورها الطفلة دانا ابنة الاعوام الثمانية التى رسمت من اثار اجدادها الاهرامات , رغم انها لم تزر هذه الاهرامات لكن انتابتها حالة من الفخر بميراث الاجداد وبتلقائية طفولية تشرأب برأسها لتطاول قامات الحضور الكبار وتشرح دانا عصام على ثمان سنوات لوحتها عن اهرامات مصر وارى فيها انجى افلاطون الجديدة , وكانت الاولى رائدة الفن التشكيلى فى مصر واحدى مبدعات المدرسة السيريالية , وفنانة اليوم تشرح بفخر وتيه لوحتها , واحد اركان المعرض كان محمد طه الفنان من ذوى الاحتياجات الخاصة يتكىء بيمنه على زميل له وبعد ان انهى باقتدار عرض لوحاته , تحرك هذا الطفل الذى كان متكئا لزميله ليستقر واقفا امام لوحاته واخذ بدور الحديث عن رسوماته , وكان من المنطقى – جدا – سئواله عن اسمه , فأجاب :” مينا اشرف , والمفاجأة ما قاله :” كنت واقف جنب محمد صاحبى يتسند على كتفى لحد ما يخلص عرض رسوماته” ما اجمل ما يحمله الجيل القادم لمصر , والمفاجأة اننا قد قابلنا فى الوادى الجديد الطفل الفنان عازف الجيتار مينا اشرف الذى ارسل لشباب مصر رسالة محبة , واقسم بشرف قلمى اننى لم ابحث عنه ولم اتعمد سئواله عن اسمه , الا انه قد بادر بتعريف نفسه وكان اسمه تماما كأسم طفل الوادى (مينا اشرف) ومن المؤكد انهما لا يعرفان بعضهما على الاطلاق , الا اننى متأكد من ان من رباه وزرع فيه حب غيره وقبول الاخر هى ذات الاسرة المصرية صاحبة السبعة الاف عاما من الحضارة , واهدت فرقة الفنون الشعبية العالمية عرضا فنيا بقيادة مدربها الفنان محمد الرز ضمن احتفالية ليالى اضواء الصعيد وحفل ثقافة سوهاج باليوم العالمى لذوى الاحتياجات الخاصة , الجميل الذى زاد المشهد القا هو وقوف الاطفال حول زملائهم من ذوى الاحتياجات الخاصة ينتغنون مع الطفل الفنان طه حسين متحد الاعاقة الافتتاح باغنية انا ابن مصر :” انا ابن مصر , انا رافع راسى طول العمر”.