الدكتورة سامية خضر تكتب : اغتيال أبو القنبلة النووية الإيرانية محسن فخري زادة ليست الأولى

د. سامية خضر
لم يكن العالم الإيراني محسن فخري زادة أبو القنبلة النووية والذي اغتيل في29/10/2020 هو الأول في سلسلة تلك الاغتيالات فهناك عدداً من علماء إيرانيين قد تم اغتيالهم…… وتتجه الاتهامات إلى إسرائيل في أن لها اليد الكبرى في الضلوع في تلك العمليات حيث أن فخري زادة كان لاعباً رئيسياً في ذلك المضمار بصفته رئيساً لمنظمة البحث والابتكار بوزارة الدفاع وهناك من يصفونه بأنه أبو القنبلة النووية الإيرانية بل وجاء تحذير نتنياهو عدة مرات من أن محسن فخري زادة هو الرجل الأخطر والمسئول البارز في الحرس الثوري الإيراني مع الأخذ في الاعتبار أن هناك عدداً من العلماء الإيرانيين قد اغتيلوا بين عام 2004 إلى 2012 واتهمت إيران بأن إسرائيل لها اليد الطولي في تلك العمليات.
وقد لا تعلم الأجيال الحالية كثيراً عن علماء مصر والذين تم استهدافهم في ظروف غامضة، فقد كان الدكتور المصري مصطفى مشرفة يطلق عليه لقب بأينشتاين العرب وهو عالم الفيزياء وكان ترتيبه دوماً من المتفوقين وحصل على لقب استاذ في الرياضة التطبيقية ولا يوجد أكفأ من حصل على الاستاذية وهو تحت سن الثلاثين من كلية العلوم جامعة القاهرة.
وكل بحوثه كانت تهز عرش الفيزياء وكان ينادي بضرورة الإصلاح الاجتماعي والتنمية القائمة على البحث الاجتماعي وحصل على لقب الباشويةنظير جهده العلمي المتفوق وكان أحد رواد الفيزياء الكمية وأول عالم مصري والحادي عشر على مستوى العالم يحصل على الدكتوراه في العلوم ووصل بجهده إلى وظيفة عميد لكلية العلوم.
وقيل انه أثناء حضوره أحد المؤتمرات بالمغرب شعر بمغص شديد أدى إلى وفاته ولم يصل المحققون إلى الأمور الثابتة في أسلوب وفاته إلا أنه مات مسموماً 15 يناير 1950.
فقد جعلت القنبلة الهيدروجينية على مصطفى مشرفة هدفاً لكل أجهزة المخابرات المعادية للعبقري المصري.
 وكذلك لا تعلم الأجيال الحالية كثيراً عن الدكتورة سميرة موسى والتي ولدت في مركز زفتى بمحافظة الغربية وكان والدها من الذين يتمتعون بمكانة عالية وعشقاً لتعليم ابنته فانتقل بها إلى القاهرة وتدرجت إلى مرحلة الثانوية حيث التحقت بمدرسة “نبوية موسى” تلك الناشطة السياسية والتي تنبأت بعبقرية الطالبة سميرة موسى لتفوقها المستمر وقد ساعدها مصطفى مشرفة لتصبح أول معيدة بجامعة فؤاد الأول وكانت دعواتها دوماً بضرورة التسلح النووي وأن يصبح العلاج بالذرة مثل الاسبرين خاصة في مجال السرطان وأثناء أحد المؤتمرات في الخارج استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية وفي طريق مرتفع ووعر ظهرت فجأة سيارة نقل اصطدمت بسيارتها بقوة وألقت بها في وادي عميق وقفز السائق الهندي.. وقيل أن السائق كان يحمل اسماً مستعاراً وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها وأكد المراقبون في ذلك الوقت أن المخابرات الإسرائيلية كان لها دور في تلك الحادثة.
أما عالم الذرة المصري يحيى المشد أستاذ العلوم النووية فقد تم ترشيحهلبعثة الدكتوراه بلندن بعام 1963 وانضم إلى هيئة الطاقة النووية ثم سافر إلى العراق حيث قاد برنامج العراق النووي والتحق بهيئة الطاقة الذرية التي أنشأها عبد الناصر ثم التحق بهيئة الطاقة الذرية في العراق، وفي عام 1976 تم استحداث أساليب جديدة لتخصيب اليورانيوم وتم نقل المفاعل بالعراق إلى فرنسا لتنفيذه بمعرفة المشد وأثناء تواجد العالم المصري بفندقة وحسب تحليل بعض المراقبين حاول إحدى رجال الموساد التفاوض مع العالم المصري بخصوص أسرار عمله لكنه فشل وفي صباح اليوم التالي تم العثور على المشد وقد هشمت رأسه بآلة حادة… وبعدها تم تدمير الفرن النووي للمفاعل في إحدى المحافظات الفرنسية ولم يكن بوسع أحد من العلماء القيام بإصلاحه غير “المشد” والذي كان يمكنه تسهيل مهمة العراق في الحصول على اليورانيوم المخصب من فرنسا.
أما العالم المصري سعيد بدير أحد أبناء الفنان الكبير سيد بدير والذي حصل على الدكتوراه من إنجلترا بعد تخرجه من الكلية الفنية العسكرية وتركزت أبحاثة عن الأبحاث في مجال الأقمار الصناعية بإحدى الجامعات الألمانية لكن تلاحظ وأسرته من يتابعه فعاد إلى مصر ولكن في 14 يوليو 1989 وجد مقتولاً بشقته في الاسكندرية.
أما جمال حمدان فقد تم اغتياله وسرقت أوراق كتابه عن “اليهود انثروبولوجيا” وهكذا وما زال المسلسل مستمراً.هل من مجيب ؟
(استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس)
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.