محمود عبد الكريم يكتب : الحذر والخطر !

لاأعرف على ماذا تراهن الإمارات لحماية زوارها من السياح “الإسرائيليين” المتوقع وصولهم خلال الأيام القادمة بعشرات المئات ، ولا أعرف كيف سيمكن تأمينهم من عمليات انتقامية قد تقوم بها ايران للرد على مقتل العالم  النووى الإيرانى محسن فخرى زادة
إذا آلاف من السياح سيصلون دبى قادمون من تل أبيب خلال أيام التى لم تضيع وقتا فى استثمار التطبيع مع الإمارات وأرسلت وفودها تباعا لدبى وأبو ظبى فى ظروف أقل ما يقال عنها انها قلقة وخطيرة ، هؤلاء السياح من الممكن أن يكونوا هدفا صريحا للإنتقام الإيرانى والثأر لمقتل رجلهم قبل أيام وصدور الكثير من التصريحات والتهديدات من قادة وجنرالات ايرانيون يتوعدون برد قاس
هذه الزيارات الإسرائيلية فى هذا الوقت الحرج تأتى وسط غضب اسلامى وعربى شعبى  من التقارب المفاجىء نحو ماكان عدوا بالأمس وبهذه السرعة وهذا الإندفاع غير المسبوق أو المبرر وزاد الطين بلة مقتل العالم النووى محسن فخرى زادة وهو القلق الذى وصل الي حد الخطر من اشتعال حرب بالوكالة بين ايران واسرائيل على المسرح الخليجي
ويشير المحللون االمتابعين للأحداث فى المنطقة أن حادث مقتل النووى الأيرانى ستكون له توابع طويلة المدى ومؤثرة على الجغرافيا السياسية للمنطقة
المخاوف تتزايد بالفعل يوما بعد يوم فى أبو ظبى وتل أبيب مع التهديدات المستمرة من القادة العسكريين فى ايران بضرورة الانتقام
ويتوقع تقرير نشره الصحفى “الأسرائيلى ” باراك رافيد ” فى موقع “أكسيوس” الأمريكى أن يزور الآلاف من السياح الإسرائيليين دبى فى عيد الأنوار ” حانوكا ” خلال هذا الشهر
الواقع يقول أن اسرائيل لم تعترف حتى الآن بقتل العالم الإيرانى ولكن جريدة نيويورك تايمز الأمريكية نقلت عن مسؤولين بالمخابرات أن إيران مقتنعة بأن “اسرائيل “وراء مقتل العالم محسن فخرى زادة
 الإمارات تدرك بحسها الأمنى والعلاقات المضطربة مع ايران مدى خطورة استقبال السياح الإسرائيليين لذا بادرت بادانة عملية إغتيال العالم النووى وحذرت فى نفس الوقت من خطورة التصعيد فى المنطقة
يحدث ذلك فى الوقت الذى أرجأ فيه رئيس وزراء ” اسرائيل ” زيارته التى كان من المقرر أن يقوم بها للإمارات والبحرين لأسباب فيما يبدو أنها أمنية أو سياسية أو بسبب تحذيرات من  خطورة هذه الزيارة فى هذا الوقت ،
ومع ذلك فقد بدأ كلا الطرفين  فى دبى وابوظبى من جهة وتل أبيب من جهة أخري فى اتخاذ الاستعدادات ووضع الخطط الأمنية لتأمين دخول آلاف السياح الإسرائليين ومن هذه الخطط مثلا وقف الإمارات إصدار تأشيرات لرعايا 13 دولة عربية واسلامية منها باكستان وأفغانستان وماليزيا وتركيا ولبنان واليمن والصومال وإيران بطبيعة الحال وروسيا ، كما حذر الكاتب الأمريكى اليهودى توماس فريدمان من أن ايران تستخدم فى عملياتها الانتقامية الطيارات بدون طيار التى تطير على ارتفاغ منخفض جدا نحو أهدافها حيث استعملتها من قبل فى ضرب حقول بترول سعودية
ونعود للسؤال مرة أخرى :
على ماذا تراهن الأمارات وهى تخاطر باستقبال سياح من ” اسرائيل” وما الهدف من ذلك فى منطقة ترقد على برميل من البارود القابل للإشتعال
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.