والدة الشهيد مصطفى جاويش : ” ابنى أصغر الشهداء من الضباط على أرض سيناء”

  • أم الشهيد : ” ابنى خلده ربه مع النبيين والصديقين ورحل عن دنايانا وعمره عشرين عاما وتسعة اشهر, احتسبه عند ربى من الشهداء”.

كتبت : محمد نبيل محمد
أن ترى الام زرعتها تكبر يوما بعد آخر إلى أن يشتد العود الأخضر , وتتوالى الأمال على خاطر هذه الأم فى ان ه سيأتى اليوم الذى ستجنى فيه ثمرة كدها وتحصد مشقة العمر الذى قربت نهايته وهى كغيرها من الامهات تحلم بأن تستظل بعطف وليدها عندما يكبر وهى تمنى نفسها يوما بعد آخر تنتظر الحين الذى سيأتى قريبا لتلقى بكاهليها تتكىء على جذع الزرعة الذى صار وتدا راسخا فى الأرض وتتعالى هامته لتتجاوز نجوم السماء , وهكذا رأته يوم تخرجه فى كلية الشطرة وضاء الوجه باسم الثغر مشرقة روحه فاتحا ذراعيه لكل الدنيا وكأنه يفتديها بنفسه ويجود من اجل اهله وارضه بروحه ولما لا وهى ترى رأسه فوق النجوم ليست فقط التى تعتلى كتفيه وانما و قلب الام الذى يرى بنور الله , فها هى الام لم ترى ليلة تخرج وليدها الا هامة مرفوعة وصدرا كدرع يحتمى خلفه الأرض والعرض , وكان القدر فى انتظار وليدها الذى ولد فى بورسعيد الباسلة ارض الابطال وتربى ونشأ فى عريش سيناء الطاهرة أرض الشهداء والمجد والخلود .
ومع هذه الام البطلة التى تستهل حكاياتها عن وليدها منذ ميلاده :” ولد مصطفى في يوم الأحد الموافق 27/12/1992 في محافظة بورسعيد و كان ترتيبه الثالث بين اخواتة و فى عام 1996 التحق بمدرسة سانت مارى ببورسعيد فى اولى درجات رحلتة التعليمية وفى عام 2001 في شهر سبتمبر انتقل مع اسرتة للإقامة بمدينة العريش بشمال سيناء حيث انتقل والدة للعمل بمديرية امن شمال سيناء حتي وصل الى منصب نائب مدير الامن – الحكدمار – واستكمل تعليمة و التحق بالصف الرابع الابتدائى بمدرسة الفيروز الإبتدائية بالعريش و حصل على الشهادة الإبتدائية فى عام 2003 وأتم الشهادة الإعدادية من مدرسة المساعيد الإعدادية بالعريش فى عام 2006 وتفوق فى الشهادة الثانوية بمجموع 95.5% من مدرسة الثانوية العسكرية بالعريش.
كان محبوبا من معلمينة بالمدرسة و زملاءه و جيرانه و الاهل و كان خدوما للكل محبوب منهم و عطوفا على كل خلق الله حى النبات و الحيوانات.
في عام 2009 التحق بكلية الشرطة و كان حسن السير و السلوك حصل على ميدالية الحزام الأخضر فى رياضة الكاراتية بالكلية فى 27/10/2010 وحصل على نوط تميز الكتيبة الثانية كضابط صف بالكلية فى عام 2011 تخرج فى 27/7/2013 و كان من اوائل دفعته, وحصل على فرقه تدريب فى معسكر الأمن المركزى بالإسماعيلية و كان الأول على دفعته فى الرماية.
وفي يوم 24/9 عام 2013 تم توزيعة على الأمن المركزى بالإسماعيلية ولكنه أصر على أن يلتحق بالأمن المركزى بالعريش رغم أن مساعد الوزير للأمن المركزى حينها قال له أنه يجب أن يتوزع على الأمن المركزى بالاسماعيلية لأن عنوان اقامته ببورسعيد و لكنه أصر بشدة أن يخدم وطنه بالعريش , وكان يدفعه حنينه الى المدينة الى قضى بها طفولته وصباه ومطلع شبابه , لعله يساهم فى أن يزيل عنها الكابوس القابع فوقها من تكفيريين مرتزقة لادين ولا اخلاق ولاكرامة لهم باعوا شرفهم من أجل حفنة من الأموال وأرادوا ان يعيثوا فى الأرض فساداً.
و منذ دخولة الاكاديمية وهو كان كثير الحديث عن كونه مشروع شهيد حتى انه قبل استشهاد بقليل كان يتحدث مع احد اصدقائة على الشات وعندما سألة :” اين ذهبت يا صديقى؟” قال له :” انا ذهبت شهيد العريش”.
وصل العريش يوم الأربعاء الموافق 25/9/2013 للاستعداد لاستلام عمله يوم السبت الموافق 28/9/2013 وفى يوم الجمعه الموافق 27/9/2013 قام من النوم مبكرا و بدأ بتجهيز ملابسه و كل ما يحتاجه للذهاب إلى وحدته فى اليوم التالى ثم توجه لآداء صلاة الجمعة , ثم استعد للذهاب إلى منطقة المساعيد لتجهيز نفسه وبدلته و لكن القدر لم يمهلة ذلك فقد استهدفته جماعة ارهابية وهو فى سيارته فى طريقه إلى منطقة المساعيد وأطلقوا عليه وابل من الطلقات التى اصابته فى جانبه الأيسر وبدأ ينزف ولكنه استطاع أن يذهب بعيدا عنهم وعند دخوله إلى منطقة المساعيد كان قد استنزف كل قواه ولكن التكفيريين واصلوا تربصهم به ومطاردتهم له وجاءوا إليه من الجهة المقابلة والتفوا حول السيارة وأمطروه بوابل من الرصاص من الرشاشات واستشهد فى الحال بأصابته برصاص فى الرأس واغتالوا فرحته ومستقبله وفرحتى به وأصبح يوم استلامه عمله هو يوم استشهاده فى سن 20 سنة و 9 شهور و أصبح أصغر شهيد بالشرطة , وعندما كان السؤال :” كيف يذهب ظابط في بداية عملة إلى العريش ؟ ” و لكن كل زملائه أكدوا ان هذا كان طلبه ورغبته التى أصر عليها ” , فقد كان محبا لسيناء وكأنها عشقه الأوحد” .
وتعود الام لمشهد الجنازة والتكريم الذى لن تنساه ما بقيت فى دنيا الناس , فهى التى انتظرت كبقية الامهات ان تشهد فرح ابنها الذى صار من افراح الوطن وتحكى :” تم تكريم اسم ابنى مصطفى من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى وكان وقتها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى فى احتفالات اكتوبر عام 2013 وتم تكريم اسمه من السيد المستشارعدلى منصور وكان وقتها يشغل منصب رئيس الجمهورية ومنح اسم الشهيد وسام الجمهورية فى 19 يناير 2014″.
وتختتم الام البطلة حكيها عن الشهيد البطل مصطفى يحى كامل جاويش :” ابنى خلده ربه مع النبيين والصديقين ورحل عن دنايانا وعمره عشرين عاما وتسعة اشهر, احتسبه عند ربى من الشهداء”.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.