جّل ما يدركه المصرى الجديد هو – ذاته – وعليه التعرف على ذاته أولا قبل التعرف على البيئة المحيطة لتلك الذات , فهو عندما يعى ما هيته سيملك لا شك مقومات هذه الذات ومدى قدرتها على التغير ومقدار طاقاتها على الإنتقال من مربع الصفر إلى الخطوات الايجابية التى ترتقى بفكره وتحضر سلوكه , وسيتأكد – يقينا – انه المسئول الأول عن التغيير, وتحدث اللغويون والفلاسفة كثيرا عن تعريف الانسان وماهيته , فكان الاوائل منهم معنيين بكون الانسان متفرد عن غيره من الكائنات بالعقل كما فى شروح افلاطون وارسطو , ومنهم من عكس تلك النظرية كأمثال نيتشه الذى صنف العقل بأنه أحد الغرائز المسئولة عن الوجود كما جاء فى كتابه (العلم المرح) وهو الذى قلل من القيم الأخلاقية التي يتسم بها العقل مثل الرحمة والتسامح، ووصفها في بحثه الذى حمل عنوان (جنيالوجيا الأخلاق) على أنها أخلاق ضعف وعبودية ولا تدل على القوة والسيادة , ويذهب هايدجر بأنه المخلوق الذي يكون فى العالم الذى يحدده الموت، ويجربه القلق، ويعرّفه جون سارتر بأنه الكائن الذى لا يعرف الراحة أبداً، ويحيا بمعارضة ذاته،