الشاب الذى انخرط فى فاصل ( تريقة ) على لغة واسلوب واسماء بعض المذيعين والمذيعات فى اذاعة القرآن الكريم .. هو حتماً ناقص تربية اسرية ودينية ومدرسية ومجتمعية .
لو انه حصل على هذه التربية لعلم قيمة الدين لدى كل الشعب ، ووعى جيداً ان اذاعة القرآن الكريم بالذات لها مكانة كبيرة فى نفوسنا جميعاً وادرك المعانى اللغوية الدينية التى يتحدث عنها هؤلاء الاعلاميون ، واحترم قامة اى انسان يعمل فى هذا المجال ، ومن ثم لاكتشف مدى تفاهته وسطحيته وجهله ونقص تربيته .. ومن هنا فانه اساء لأبويه قبل اى أحد آخر .
ان هذا الشاب وامثاله وما وصلوا اليه من انحدار فى شتى المناحى الكثيرون مسئولون عنه لأنهم لم يعلموهم .. واقول لهم علموهم حتى لا تحملوا وزرهم .. لو ان اى انسان فى أى مجال رأى احداً من هؤلاء ووجهه بالحسنى التوجيه الصحيح ، ولو ان كُتب وحصص التربية الدينية بالمدارس لم يتم تفريغها من مضمونها على مر العقود وتحولت الى كتب مهملة وحصص ( فرفشة ) ولعب بدلاً من التركيز على بناء التلاميذ دينياً ونفسياً ، ولو ان المساجد استمرت بها حلقات العلم والمناقشة الحقيقية وليست المنحرفة لصالح تيارات بعينها ، ولو ان المسئولين عن الاذاعات ومحطات التليفزيون نحوا جانباً التفاهات التى يقدمونها وروجوا بجدية للبرامج الدينية واهتموا اكثر بالشباب ومشاكلهم ورؤاهم من منطلق دينى وسطى بحت ، ولو ان كل ابوين تابعا اولادهما بعناية ولم يتركا تشكيلهم لزملاء الكافيهات والمقاهى التى يجلسون عليها .. لو ان هذا الشاب المستهتر والجاهل وامثاله اطلعوا على نماذج ( لو ) التى ذكرتها فى هذه الفقرة لاستحيا من ان ( يتريق ) على لغة الدين اعظم لغات العالم وعلى اسلوب واداء واسماء مذيعين ومذيعات محترمين .. ولكن للأسف من اين سيأتى بالحياء والأدب ؟؟.. فاقد الشىء لا يعطيه ..!!!
×××
×× ماذا لو الغوا الدورى ؟؟..
قبل شهرين .. نصب 14 نادياً مناحة مطالبين بالغاء الدورى العام لأسباب ( قلبية ) ومنافع شخصية .. هددوا كثيراً وحشدوا اقلاماً وميكروفونات وشاشات لتحقيق غرضهم الخبيث ومرضهم العُضال .. كانت الحجة هى ( كورونا ) رغم ان دوريات كثيرة فى العالم عادت ثانية مع ان الفيروس منتشر لديهم بشراسة .. فى حين وقف الأهلى ومعه 3 اندية فقط تطالب باستمرار المسابقة لأهداف اقتصادية ولمصلحة الكرة المصرية .. وقد حسمت الدولة الأمر واصرت على الاستمرار مع تطبيق الاجراءات الاحترازية بصرامة وجدية .
السؤال الآن : ماذا لو تم الغاء الدورى كراهية فى الأهلى من البعض وخوف البعض الآخر من الهبوط ؟؟.. قولاً واحداً : ماكنا سيطرنا على المسابقات الأفريقية .. فاستكمال وانتظام المسابقة منحا الأهلى والزمالك وبيراميدز التفوق المذهل خارج وداخل ملاعبنا فى مسابقتى ابطال الدورى والكونفيدرالية .. نعم انه انجاز يحسب اول مايحسب للحكومة وللأندية الأربعة التى حاربت مرض ( الأنا ) فى صدور وعقول الذين طالبوا بالالغاء .
×××
×× وداعاً الصديق ( فولكهارد ) ..
رحل عن دنيانا الصديق العزيز فولكهارد فيندفور عميد المراسلين الأجانب بمصر ومراسل مجلة دير شبيجل الألمانية ومن ابرز الخبراء فى شئون الشرق الأوسط .
كان فولكهارد انساناً مهذباً ورائعاً وعاشقاً لمصر على مدى اكثر من 50 سنة عاصر خلالها احداثاً هامة ابتداء من العدوان الثلاثى عام 1956 حتى ثورة 30 يونيه 2003 .. اقام علاقات صداقة قوية بمختلف وسائل الاعلام من صحف ومحطات تليفزيونية .. وكان من اعز اصدقائنا فى دار التحرير وقد تم تخصيص مساحة له فى جريدتى الجمهورية والمساء ينشر فيها تحليلاته ورؤاه .. وقد زارنى فى ( المساء ) لتهنئتى برئاسة التحرير ولم ولن انسى كلمته لى وهو ينصرف فقد كان يجيد العربية .. قال : ( ربنا يعينكم .. قدامكم تحديات كثيرة جداً تحتاج الى مهنية وانتم جميعاً اهل لها ) .
فولكهارد جاء الى مصر مع والدته التى عملت معلمة فى المدرسة الألمانية بالدقى وكان وقتها على اعتاب مرحلة الشباب والحقته بالمدارس المصرية ليتعلم اللغة العربية وهو ماجعله يتشبع بحب مصر واهلها وحضارتها .. ثم عاد الى بلده المانيا وحينما اصبح مراسلاً لديرشبيجل فى القاهرة ظل فيها حتى وفاته قبل اسبوع .
ولأن مصر لا تنسى من يحبها فقد ساهمت الدولة فى علاجه .. كما منحه الرئيس السيسى وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى .. ولأنه عاشق لمصر فقد تم تشييع جنازته ودفن بمقابر الألمان بمصر القديمة .. عاش فيها ومات ودفن بها .. فعلاً خسرناه .